تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[العودة إلى أحضان الماضي"خاص بالمسابقة"]

ـ[ضياء الأمل]ــــــــ[08 - 11 - 2008, 07:32 م]ـ

دنياه المظلمة نسجت خيوطها المحكمة لتغلق باب الأمل في طريقة منذ أن سمع تلك العبارات الجارحة ..

احتلت معالم البؤس وجهه الفتي لترسم لوحتها الأصيلة

أعلن حينها بخطواته الثقيلة قرار العزلة

نعم ... ارتحل إلى مقر إقامته في بيت صغير في حي راقِ ضوضاءه قلما تتعالى في المناسبات ليتناسب ذلك مع قراره الجاد

كان يمشي في الطريق يجر خطواته جرًا ... مطأطأَ الرأس .. هاربًا من أضواء الحياة

يريدُ أن ينغمسَ في تلك الظلمة

يا إلهي الآن دبَّ السكونُ وكأني قد اقتربت من بيتي آآآآه أقصد قبري الذي سَأَدْفِنُ فيه نفسي

تشكلتْ من بين ثنايا البؤسِ علاماتٌ للارتياح

هاأنا سأتركُ الدنيا لأهلها

الآن فقط سأعيشُ حياتي بمفردي دونَ مشاكسات

وعندما أنهى تلك الكلمات توقف قليلاً وانحدرت من عينه دمعه ... مسحها والانزعاج ظاهرٌ على وجهه

لا لن أضعفَ ثانيةً أنا جلدٌ وأستطيعَ أن أعيشَ بقيةَ حياتي دونَ الحاجةِ إلى أحد

وما هي إلا دقائقٌ حتى وصلَ إلى قبرهِ المزعوم

فأخرج من جيبه المفتاح وفتحَ البابَ بثقل ٍ عجيب وما إن دخلَ إلا وصوتُ البابِ يُطْبَقُ عليه ثانيةً معلنًا بدايةَ العزلة

فتقدم بخطواتِه إلى منتصفِ الدارِ ليتوسطَ الأريكةَ أسندَ ظَهْرَهُ عليها وسَرَحَ بِخَيَالِه

- لماذا كانت قاسيةً معي؟! وانحدر الدمع على وجنتيه.

- لماذا آثرتْ بُعدِي بعد أن كنتُ كل شيءٍ في حياتها؟!

- لماذا فعلتْ كل هذا؟!

- آلا تعلمْ أني أحبُها؟! ... نعم أحبُها

لابدَ أنه هو السبب ... أنا متأكد لقد بثَ كُرْهَهُ لِي في قلبِها

- أماه أتحبين ذلك الدخيل أكثر مني؟!

أنا فلذة كبدك

- أتذكرين كم كنتُ لا أهنأُ بالنوم إلا إذا استغرقتِ في نومكِ

ولا أستسيغَ لذيذَ الطعامِ إلا إذا شبعتِ

أنسيتِ قُبلتي التي كانت تُطْبَعُ على جبينكِ كل صباح

غاليتي أنا أعترف أن جميلَك أسبق ولا يقارن بما قدمته لك

ولكنه لا يبرر تخليك عني

وصرخ من أعماقه

- أأأأأأأأأأأماه لماذا قابلتني بالنكران؟

- عندما طرقت بابك لأَخُذَكِ من بيت ذلك الظالم؟!

- لماذا نهرتني في حضرته؟! أأحببته وكرهتني؟!

لا لا أصدق ذلك وكأنني في حلم مزعج

ونهض من مكانه والغضبُ يسيطرُ على جوارحِهِ والدماءُ تتدفقُ في وجنتيِهِ

وأخذَ يُلقي بكلِ شيءٍ أمامَهُ وتعالتْ بالمكانِ أصواتُ التكسيرِ

لم يتوقف حتى أنهكَهُ التعبْ وغَطَّ في نومٍ عميقٍ لقد كان يومٌ حافلٌ بالمتاعبِ

فلم يستيقظْ إلا على طرقِ الباب

فتح عينيه وكأنه كان نائمًا لمدةِ سنة،

يا الهي أين أنا؟! ولماذا البيت هكذا؟!

فجأة قطع تساؤلاته تردد الطرقات على الباب

تعجبَ من يا ترى يطرقُ البابَ فأنا لا أعرفُ أحدًا هنا؟!

واستدارَ بنظرةٍ خاطفةٍ إلى الفوضى التي عَقَّبَتْها ثورتُه البارحة

وحاولَ القيامَ بثقلٍ شديد

وطرقاتُ البابِ تتوالى

يا إلهي من هذا؟ لابد أنه أحدَ الجيران

حسنًا .... حسنًا أنا قادم

من بالباب؟

وعندما اقترب منه أرسل يده ليمسح على وجهه وشعره ليهدأ من وضعهما

وبصوت وجل من هناك؟

سمع صوتًا ناعمًا ....... أنا أنا افتح أرجوك

*دبتْ في جسدِهِ القشعريرة من يا ترى؟

*من أنتِ؟ وتريدين بيتَ مَنْ؟

- افتح لا تخفْ وستعرفني بالتأكيد

فتحَ البابَ بعد أن ألِفَ الصوتَ وتعجبَ منه

*وإذا بالتي أمامَه ....... من؟! أماه لا أصدق

وأدخلَها بسرعةٍ وخرجَ لينظرَ أهناكَ أحدٌ خلفها

ثم عادَ وأغلقَ البابَ وقَبَّلَ يديها ورأسها

ونَظَرَ إليها

*غاليتي الآن أصبحتْ حياتي جنَّة

*ولكن أخبريني ما الذي حَدَثَ وجاءَ بِكِ؟

*ثم كيف دللتِ طريقَ منزلي؟

- نظرتْ نظرةً سريعةً متعجبةً من تلك الفوضى قائلةَ:

- ما هذا يا بني أحدثَ شجارٌ في بيتكَ؟!

*أطرقَ برأسِهِ وقال لا لا يا أُماه ولكني انفعلتُ ليلةَ البارحة

*بعد طَرْدُكِ لِي وفَرَّغْتُ شُحْنَةَ غَضَبِي على البيت

تحركتْ خطواتُها لتقْتَربَ منْهُ وتَضُمَهُ إليها

- أي بني هل كنتَ تظنُ للحظةٍ أني جادةٌ في إبعادِك عني؟

*لا يا غاليتي لم أصدق، لذلك صُدِمتُ صدمةً عنيفة.

بحثتْ عن مكانٍ لتجلسَ فيه و أدنتْ ابنها منها.

- أي بني اقترب مني وارعني سمعك،

- لا أريدُ منك أن تفكرَ أن أحدًا في الكونِ يستطيعَ أن يَسْلُبَ حُبَكَ من قلبي أبدًا،

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير