[إلى الطلاب]
ـ[سعد مردف عمار]ــــــــ[04 - 11 - 2008, 01:41 م]ـ
حاز َالفخارَ فأحرزَ الألقابَا = ونَمَا كما ينمُو الرجالُ صِلابَا
جيلٌ إذا حَملَ اللواءَ رأيتَه = يرِد المعارفَ جيئةً وذهابَا
أحفادَ " شُهْرة َ " أشرعُوا الأبوابا = وخذوا العلومَ وأدركُوا الآدابَا
وثِبُوا كما وثبَ الشبابُ طلائعًا = تستوجبُ الإطراءَ والإعجابَا
وتنافسُوا في العلم كيمَا تبلغوا = مجدَ الجُدودِ وتحفظُوا الأنسابَا
هذِي وفودُ العلم أقبل صبحُها = فتيمَّمُوه وهيؤُوا الأسبابَا
وشِدُوا على الأخلاقِ صرحَ بنائِكم = فبدونِها يهوِي البناءُ يَبابَا
أنتم بنُو العلماءِ فرع ُحضارةٍ = هتكَت حجابَ الغربِ حين تغابَى
وتململَت في المشرقَينِ حصينةً = يسرِي هُداهَا للورى منسابَا
أشبالُ شهرةَ و"ابنِ باديسَ" الذي = صاغَ العقولَ ونوَّر الألبابَا
وأضاءَ ليلَ المدلجينِ فشرقُوا = أو غرَّبوا لا يَرهَبُون ذئابَا
وتفتقَت أحلامُهم عن ثورةٍ = تركَت فرنسا لا تحُِيرُ جوابَا
طلابَنا هل تهتدون بنورهم = هل تشبهون الأصلَ والأصلابَا
إني أهيبُ بكم وأنتم ذخرنا = أن تجعلوا صرح البلادِ مُهابَا
وتجددوا كالسِّيدِ عزمةَ يَعربٍ إن العزائمَ قد ولِدنَ عِرابَا
فصلوا وداد العلم إن رياضة= عبَقَت أريجًا وانتشَت تَرحابَا
واللهُ قالَ غداةَ أنزل وحيَهُ = "إقرأ" وسمَّى ما يقُول "كتابَا"
كي تعلمَ الدنيا بأنَّا أمَّةٌ = أحيَت مَواتَ العقلِ لما غَابا
يا فتيةَ الشرق ِالحزينِ ألا انهضُوا = وتقدموا كالفاتحين غِضابَا
إني رأيتُ الغربَ جلجَلَ صوتُه = وغزا الفضاءَ فعزّ فيه جنابَا
وردَ السماء بعلمهِ متحفّزًا = وبنَى على القمر المنيرِ قبابَا
واقتادَ ضوءَ الشمس حتى أسلَسَت = بنتُ الأصيلِ وأسلمَت لا تابَي
واستوقفَ البحرَ الخضمَّ مسائلاً = عن سرِّه لم يخشَ فيه عُبَابَا
وارتدَّ للفلكِ الرهيبِ مطوِّفًا = فاصطادَ منه الشهبَ والأذنابَا
بعلومِهِ سَاسَ الشعوبَ فأذعنَت = وأذاق من لم يرضَ عنه عذابَا
قد حيرَ الطيرَ الجسورَ محلقًا = إذ طارَ في جو العُلا جوابَا
وأثار في الأسْدِ الغضَابِ حميةً = لما غزا أحراشَها والغابَا
وأصابَ في طبِّ الجسوم مهارةً = صرفَت عضال الداءِ حينَ أصابَا
نظم الحياة َوما حوَت في آلَةٍ = صماء صيَّرت الحياةَ حسابَا
ثُم َّاستبدَّ وتاهَ كبرًا واعتلَى = ركبَ الغرورِ ورامَ فيهِ سرابَا
وهوَى على الأخلاقِ يبغِي صرمَها = ويريدُ هدمَ المكرمَاتِ خرابَا
من فيضِ عَولَمةٍ تصادرُ فكرَنا = لفحيحِ إعلامٍ يضُوع ُخرابَا
وقذائفٍ للجنسِ تهدمُ بيتَنا = وتحطِّم العرصاتِ والأعتابَا
أو موضةً بلهاءَ تُفسِد ذوقَنا = خلعَت حجَابَ السترِ، والأثوابا
قالُوا فصدَّقنا ومَن بلَغَ العُلى = ما عَادَ في عُرفِ الورَى كذَّابَا
يا أيها الجيلُ الجديدُ ألاَ اصعَدَنْ = قممَ المعارفِ حازمًا وثابَا
واقبِسْ منَ الغَربِ المدِلِّ علومَه = واطرَح وراءَك منهُ ما قد عَابَا
وارفَع شِراعَكَ للمعَالِي خائضًا = بحرَ التعلمِ، لا تهَابُ صعابَا
وانشُقْ دروسَ العلمِ إنَّ عبيرَها = يحيي النفوسَ ويرشد ُالطلابَا
وفرائدُ الأستَاذِ درٌّ خالصٌ = طابت شفاهُه بالعلومِ وطابَا
عسَلٌ مصفَّى لا يقِل ُّحلاوةً = بنفائسِ المعنَى يَلذُ شرابَا
فإذا دخلتَ القسمَ فاعلَم أنهُ = محرابُ علمٍ يشبهُ المحرابَا
كن فيه مثلَ القانتين َضراعَةً = كيمَا تنالَ رجاحةً، وثوابَا
واتركْ جوارَ العابثين فربمَا = أنسَوكَ عَزمَك فانتهَيت َمُعابَا
يا نشءُ أنت رجاؤنا وشبابُنا = فخُض الخطوبَ لكي تعيشَ شباَبا
هذِي لعَمري -يا حبيب ُ- نصائحي = أخلصتُهن من الفؤادِ حِبابَا
ورفعتُهن إليكَ مثلَ حمائمٍ = للعلمِ يحمِلن الهدَى أسرَابَا
فافزَع إليها كي تجَاوبَ سجعَها = إني أحبُّهُ أن يكونَ مُجَابَا
ـ[أحمد بن يحيى]ــــــــ[07 - 11 - 2008, 08:55 ص]ـ
هذِي لعَمري -يا حبيب ُ- نصائحي =أخلصتُهن من الفؤادِ حِبابَا
ورفعتُهن إليكَ مثلَ حمائمٍ = للعلمِ يحمِلن الهدَى أسرَابَا
نعمت النصيحة
ونعم القصيد
ونعم الشاعر
أعجبتني القصيدة كثيرا: فكرة ولفظا وأسلوبا
بوركت أخي سعدا
ودمت شاعرا محبا للعلم وأهله