ـ[بَحْرُ الرَّمَل]ــــــــ[26 - 10 - 2008, 07:15 م]ـ
الفكرة جميلة وفيها كثير من التحولات
ولكن يبدو انك كتبتها على عجالة فجاءت اللغة سرد محض دون العناية ببعض التفاصيل
الجزئية كالمكان والزمان
وأيضا اللغة بسيطة أشبه باللغة الصحفية دون تصوير ...
ـ[أنس بن عبد الله]ــــــــ[26 - 10 - 2008, 07:59 م]ـ
قصة متميزة استاذ ضاد ...
و أكثر ما أعجبني فيها هو البعد عن الرمزية المفرطة التي يجعلها بعض النقاد أساس جمال القصة الحديثة ...
حقاً القناعة كنز لا يفنى ...
ـ[أم أسامة]ــــــــ[26 - 10 - 2008, 10:16 م]ـ
أستاذ ضاد ..
قصة ظريفة تصلح كقصة لمسلسل رسوم متحركة (أفلام كرتون):)
.. بحق تحمست وأنا أقرأ القصة وهي لا تخلوا من الرمز لأشياء كثيرة باسلوب لطيف.
ـ[رائد عبد اللطيف]ــــــــ[26 - 10 - 2008, 10:52 م]ـ
رباه ماذا عساي أفعل؟
"رباه ماذا عساي أفعل؟ " قالها وهو ينظر في الغرفة الفارغة المحجوز فيها ويداه مكبلتان وراء ظهره إلى كرسي من حديد صدئ, وأمامه طاولة شبه عرجاء. عادت به الذكرى لسنتين خلتا. كان فقيرا ولم يكن فقره ما لا يجد منه قوت يومه, بل كان على الكفاف؛ ولكنه لم يكن قنوعا. كان يطمع في الكثير, يحلم بالقصر والسيارة والخدم والحساب البنكي. ولكنه كان مؤمنا بالله يؤدي واجباته ولا يكف عن الدعاء بأن يعطيه الله ما يحلم به. كان حبه للمال وطمعه يملكان عليه نفسه, بيد أنه لم يمد يده إلى حرام أبدا, بل كان يدعو الله كل ليلة ولا يفوت فرصة ولا مناسبة ولا ساعة استجابة إلا ودعا الله. إلا أن الغريب كان ما يدعو به, فقد كان يدعو الله أن يجعله قادرا على تحويل الأشياء بيده إلى ذهب. وظل يدعو ويدعو ولا يمل ولا يكف حتى استجاب الله له. اكتشف ذلك بقدر الله, فقد كان ذات مرة يمسك بفنجان قهوة متأملا وحالما بأن يتحول إلى ذهب, فإذا به يصبح بين أصابعه ذهبا. كانت صدمة أذهلته من الفرح وكاد عقلها منها يطيش. ولم يصدق حتى جرب ذلك على فنجان آخر فتحول إلى ذهب. وعلم أن كل شيء يمسكه ويحدث نفسه بأن يتحول إلى ذهب فيتحول في الحين. لم تسعه الفرحة ولا الدنيا. فإذا به بين عشية وضحاها يغدو غنيا, فاشترى القصر والسيارة واستأجر الخدم وفتح الحساب.
نظر إلى ثيابه الممزقة وركبتيه العاريتين وآثار حروق السجائر على جلده. كان كل جزء في جسده يؤلمه فهو لم ينم منذ أيام ويعتصر الجوع معدته اعتصارا وتنخر الغيبوبة في دماغه نخرا. كان محتجزوه كلما غفا صبوا عليه من الماء البارد حتى يستفيق وتستفيق معه الذكريات.
كان غناه مفاجئا وبزوغ نجمه في المجتمع سريعا. عرف كيف يتصرف في بيع الذهب, ولكنه لم يعرف كيف يقنع الناس بسبب غناه, فمن قائل أنه ورثه عن أحد أقاربه ومن قائل أنه وجد كنزا ومن قائل أنه يتاجر في المخدرات. ولكن كان هناك من لا تهمه الآراء بل يطرح السؤال على المعني بالأمر مباشرة, ألا وهي مصلحة الضرائب. فقد زارته بخيلها ورجلها وطرحت عليه السؤال الذي تنخلع لسماعه قلوب أصحاب الأموال: "أنى لك هذا؟ " لم يكن المسكين قد رتب سببا لغناه ولم يتدرج فيه من قبل, فلا جرم أنه تتوجه إليه العيون. ولم يجد من مخرج من تلك الورطة سوى أن يقول أنه عثر على كنز, لأنه لو حدثهم بمقدرته لاتخذوه ثورة وطنية ولم يكونوا ليفوتوها. وأراهم بعض آنية الذهب دليلا على دعواه. وانتشر خبره واشتهر أمره ودخل المحاكم ولولا عناية الله وجيش من المحامين وأموال طائلة دفعها لهم ورشاوى للبث في السجن بضع سنين, ذلك لأن ما تحت الأرض ملك للدولة, وهو حسب دعواهم سرق الدولة ملكها, ومثل هذه التهمة لا تسامح فيها. وخرج منها وقد صودرت كل أمواله وما كسب, ولم يكن يهمه ذلك أكثر من سعادته بالحرية. وكان أول ما فعله الخروج من بلده وقصده بلدا في جنوب أمريكا حيث لا ضريبة ولا ناس يسألون عن كل صغيرة وكبيرة. ظن أنه في تلك الأرض سيبني امبراطوريته. كان يصنع الذهب ويبيعه للتجار والبنوك, وكان الفساد في تلك البلاد كبيرا حتى أنه لم يكن أحد يسأله من أين جاء به. ولكن كان وراء الفساد عصابات عتية لا تقوى حتى الدولة عليها, ومثل هذه العصابات يهمها أن تعرف أغنياء البلد ومصدر غناهم, إذ أن الخطف والابتزاز كانا أمرا يوميا. ولما لم يكن له زوج ولا أولاد ليخطفوهم, فقد كان هو نفسه هدفهم. لم يكد المسكين يفرح باستقرار الوضع في ذلك
¥