أُحَبِذُ ذكره في مجلسنا هذا، وبعد أن تماجنا في تلك الليلة العاثرة، وكنا إن جلسنا نشير إلى بعضنا بأطرافنا، ونتحدث بابتسامتنا، وبعد مضي عدة أيام تقدم للزواج مني لدى أبي، فرضيهُ أبي صهراً له، ورضيتهُ زوجا لي، وفي أحد أيام نفس الأسبوع، ذهبت لمناداته للغداء فقرعت الباب فلم يجبني فدخلتها من غير أذن، وقد لقيتها خاليةً من عروشها، أصابتني الدهشة مما رأيت، وبعد وهلة لاحظت كتاباً على سطح الطاولة، وكان عنوانه ...
((روزلين))
إلى حبيبتي روزلين:
أعتذر اعتذار المذنب الأثيم إلى ربه بسبب رحيلي المفاجئ من غير سابق إنذار، لحصول أمرٍ طارئ في قريتي، فقد وصلني كتاب بالأمس، فيه كدر الخاطر وعكر الكلام؛ إن أمي اعتلت واشتدت آلامها وتريدني بأسرع وقت، وإني لأعلم علم اليقين بأني إن رجعت إلى قريتي لن أراك مرة أخرى،لأن أبي لن يسمح لي بالعودة، ولن يرضى بزواجي من غير ابنة أخيه، التي أوصاه اخوه قبل وفاته بأن يزُجّها إلي، وتعهد أبي له بإنفاذ الوصية، وإني لست راضٍ عن نفسي لما فعلته معك في تلك الليلة، ولكن جمالك أسلبني لب عقلي، وأنساني كل ما يدور من حولي، وذكر أبي في كتابه أنه أتم مراسيم الزواج، وعلى أحر من الجمر لرؤيتي ليزوجنني بابنة أخيه، فلن يرضى عني أن تزوجتك، فليت شعري ... هل لي رغدٌ بالعيش من دونك؟، وهل لي بالعيش وسخط أبي عارم؟، لا وألف لا للحياة البائسة من دونك، ولا وألف لا للحياة مع سخط أبي ... فوالله ثم والله لا أعلم ما أصنع، فكأني حبيبات قمح تدور بها الرحى ليس لها حيلة للخروج، ولكن ...
أختم لوعتي بوداع لا أحبذه من وداع، وإن الصبابة لتقتلني قبل أن أُفارقك، فكيف بي بعد الفراق، واستعيني بالصبر على ما أنابك.
وتصبري ونظير حسنك والكرى = وعليك عوني والوفاء قليلإلى اللقاء ...
عن لسانهِ:
أرى التحمل شيئا لست أحسنه = وكيف أخفي الهوى والدمع يعلنه
أم كيف صبر محب قلبه دنف = الهجر ينحله والشوق يحزنه
وإنه حين لا وصل يساعفه = يهوى السلو ولكن ليس يمكنه
وكيف ينسى الهوى من أنتِ همته = وفترة اللحظ من عينيك تفتنه
**********
للحب نارٌ على قلبي مضرمة = لم تبلغ النار منها عشر معشار
الماء ينبع منها من محاجرها = ياللرجال لماءٍ فاض من نار
**********
وعن لسانها:
أعاد الصدود فأحيا الغليلا =وأبدى الجفاء فصبراً جميلا
ورد الكتاب ولم يقره =لئلا أرد إليه الرسولا
وأحسب نفسي على ما ترى =ستلقى من الهم هجراً طويلا
وأحسب قلبي على ما أرى= سيذهب مني قليلاً قليلاملاحظة: الأبيات ليست لي، وجدتها في العقد الفريد من دون اسم قائلها ...
ـ[بَحْرُ الرَّمَل]ــــــــ[31 - 10 - 2008, 06:56 م]ـ
وَصَلَتْ ...
يا سليل شيخ المعرة .... !!
ـ[مُبحرة في علمٍ لاينتهي]ــــــــ[01 - 11 - 2008, 05:15 م]ـ
بارك الله فيك أجدت وأحسنت وأصبت ..
ـ[بَحْرُ الرَّمَل]ــــــــ[17 - 11 - 2008, 08:22 م]ـ
بداية اسمح لي أن أهنئك على هذه اللغة التراثية الفخمة التي تكشف شخصية تثقفت التراث ولا زالت تعيش في الزمن الجميل ...
القصة تذكر بأسلوب السرد القصصي التراثي المعروف في كتب التراث العربي "ألف ليلة وليلة , المقامات , الرسائل ... "
ولكن يا سيدي هذا ليس أسلوب القصة المعاصرة فالقصة المعاصرة سهلة الألفاظ والأسلوب
بعيدة عن التقعر ووحشي الكلام
فهل كل القراء مختصون باللغة العربية كي يفهموا القصة أم يجب أن نلزمهم معاجم و
قواميس لفهم لغة القصة.
وكما يقال التوسط خير الأمور
فلا لغة صعبة معقدة ولا لغة سهلة مبتذلة بل ما بينهما
قد طغت اللغة على أسلوب القصة وقد رصفت الكثير من ألوان البديع وهذا غير مستحب في القصة الحديثة
أيضا الحبكة وتسلسل الأحداث عليها عض النقاط فقد افتقدت الأحداث إلى الترابط المنطقي فأغلبها كان يحدث فجأة ..
أخطاء:
، فلم يرضى في بداية الأمر
فلم يرضَ
ـ[غازي عوض العتيبي]ــــــــ[18 - 11 - 2008, 09:01 م]ـ
يبدو أن الكاتب متأثر إلى حدّ كبير بالروايات الأجنبية، يظهر ذلك في اختياره شخوص قصته.
يُسجل للكاتب اعتناؤه بشخوص قصته، فهو رسم ملامح تلك الوجيه بأسلوب عذب.
نوع الكاتب بين الحوار والسرد، وإن كانت الغلبة للسرد.
هناك تنقل مفاجئ بين أحداث القصة، لاأرى لها ما يبررها. فالرجل له أهل وقرية، السؤال: ما الذي جاء به إلى قرية (روزلين)؟ ثم يظهر من قول الكاتب_على لسان روزلين_: "ومعي جاريتي" أنها من الطبقة الميسورة. فكيف يُدخلون هذا الغريب إلى بيتهم، وإن أدخلوه فمن باب غير الذي أدخله الكاتب عبره.
يؤخذ على القصة كثرة الأخطاء الإملايئة والنحوية، مثل:
فأتمرت
الجَنِيَّه
احمرارً
حسره
لحسم الداء عنها
اشتري
اليها
السلامه
امامكِ
فلم يرضى
الإلفة
لست راضٍ
ـ[رسالة الغفران]ــــــــ[21 - 11 - 2008, 05:44 م]ـ
شكرا لكم ...
سعدت كثيرا بتعليقكم ...
شكرا
:)
ولكن يا استاذي بحر الرمل ... أخالف الرأي في أن تحكم على الأسلوب بأنه غير معاصر ...
وإن كان ليس معاصرا فما الخطأ في ذلك ... ؟
أراك كثيرا ما تدقق على أمر الأسلوب المعاصر ياستاذي الفاضل، وتريد منا أن نكتب بالأسلوب المعاصر الذي يراه البعض ركيكا بعض الشيء ...
ولكن عندما قرأت قصيدة رؤبة بن العجاج وهي قمة في البداوة لم تعب عليه هذا الأمر ...
الشكر موصول لكم:)
¥