- ولتعلم أني أعي مدى القهرَ والاضطهادَ الذي عشتَهُ سنواتُ عمرِكَ الماضية،
- ولا زلتُ أذكرَ ما أخبرتني به من كرهِ زوجي لك ومعاملته الجافةَ معكْ منذُ نعومةِ أظفارِكْ.
- وقد كنتُ دائمًا أحاولُ أن أزيلَ الظنونَ السيئةَ من بالكَ لعل جداولَ الألفةَ تتدفقُ مياهها في حياتنا.
- ولكن أعلمُ أن جهودي كانت تذهبُ أدراجَ الرياحِ.
- أي بني هاأنا أتيتُ إليكَ لأعيشَ بين أحضانِكَ وتَسْتَرِدَ الأمانَ الذي فُقِدَ منْكَ.
- أتعلم لماذا رفضتُ الذهابَ معكَ سابقًا؟
*أتمنى أن أعرف.
- بني لا تغضبْ مني إذا قلتُ لكَ أني قد شككتُ في صدقِ نواياك وقلتُ لابدَ أن سنوات العذابِ التي ذاقها بسبي وزوجي قد أذهبتْ حبَه لِي.
*لو كان حبكِ قدْ ذهبَ لمَا أتيتُكِ بعد سنواتِ الغربةِ وانتهاءِ دراستي وتسلُمَ عملي.
- لا أعرف لماذا ساورتني تلك الوساوس.
- ولكن صَفْعَتُ زوجِي قدْ أيقظتني من غفلتي.
*أصفعكِ يا أماه؟
- نعم يا بني.
*شُلَّتْ يمنُهُ كم أكرهُه إنه رجلٌ حقير.
- لا يا حبيبي لا تدعوا على أحد.
*أتدافعين عنه بعد ما فعل بك؟.
- لا أُدفعُ .... ولكن دعه لله يقتصُ لنا منه.
*ونعم بالله.
*وماذا فعل بك أيضا؟ لابد أنه طردكِ أ صدقيني القولَ.
- نعم يا بني قال لي: أنت متى ستموتين وأرتاح منك؟،
لماذا لم تذهبي مع ابنك؟،
اسمعي هي ساعةٌ وسأعود البيت إما أن تلحقي بابنك أو سأبقيك خادمةً لزوجتي
التي سأحضرها للبيت غدًا.
وخرج من المنزل عشتُ في حينها دوامةً وحيرةً لا يعلمُها إلا الله،
كيف سألحق بكْ؟! وسألت الله أن يعينني وأخذت أحزم ملابسي.
وإذا بي أتذكرُ زيارتَك ما قبلَ الأخيرةِ عندما طُلِبْتَ للعملِ كمعيدٍ بالكليةِ،
تذكرتُ أنكَ أقدمتَ على استئجارِ بيتٍ في هذا الحي الراقي.
وقلتَ لي: يا أماه إنه حي هادئ سننسى فيه ضوضاءَ السنواتِ الماضية.
وتبسمتُ من قولك وكأني أراكَ تحلُم
وعزمتُ على الخروجِ من المنزلِ قبلَ عودتِه، وسرتُ
في ليلةٍ ظلماءَ وركبتُ في سيارةِ أجرة.
لكي توصلني إلى هذا الحي ومثلُ ما فهمتُ من كلامِك أنه حيٌ راقيٍ وأنكَ لم تسكنْ فيه إلا منذُ فترةٍ زمنيةٍ قريبه.
لذلك أمضيتُ ليلتي عند مكانٍ عام أنتظرُ بزوغَ الفجرِ لكي أسألُ عن مكاتبِ التأجير ليدلوني عن مكان إقامتك.
وبالفعل أمضتُ تلك الليلة وقد كانت أطول ليلة بحياتي،
حتى طلعَ الفجرُ وسألتُ المارةَ عن مكتب تأجير في هذا الحي وأخبروني وما هي إلا لحظاتٍ وعرفتُ مكانَ سكنكَ.
*أماه ما الذي شعرتِ به في تلك الليلة؟
- يا بني ليلتي تلك كانت مليئةٌ بالخوفِ والقلقِ والإحساسِ بالذنب؟
*الإحساس بالذنب! أي ذنب أرَّق ليلك؟!
- لقد أذنبتُ في حقكَ كثيرًا فهل أنتَ راضٍ عني يا بني؟
*أماه لا تقولي ذلك بل أنا من أبحثُ عن رضاكِ.
فلن تجدي بعد اليوم أيُ كدرٍ أو همٍ،
سنمضي بقيةَ حياتِنَا معًا ولن يكدرَ صفوها أحدٌ من البشر.
تبسمتْ الأم وأخذت بيدي ابنه قائلةً له:
- والآن ألا تريدنا أن نرتب تلك الفوضى؟!!
ونهض معها وضحكاتهما تعلوا المكان.
*بلى يا حضن الدافئ لقد افتقدتك كثيرًا،
لا حرمتُ منك بعد اليوم.
ـ[بَحْرُ الرَّمَل]ــــــــ[08 - 11 - 2008, 08:02 م]ـ
وصلت المشاركة.
ـ[بَحْرُ الرَّمَل]ــــــــ[15 - 11 - 2008, 06:17 م]ـ
الفكرة واقعية معاشة ,وجميل تناول الواقع تناولا أدبيا ,وقد لاحظت أن معظم القصص المشاركة تميل إلى الاتجاه الواقعي ,رغم ذلك لم تخل القصة من بعض الذاتية.
بدأت القصة على نحو جميل, ولكن من المنتصف تقريبا بدأت الأحداث تتسارع بشكل كبير على نحو غير متوقع وغيرعقلاني في كثير من الأمور
وهذا ما أثر على حبكة القصة تاثيرا سلبيا ..
هذا عدا عن الكم الكبير من أخطاء النحو والإملاء
بداية بعلامات الترقيم وأخطاء أخرى:
في حي راقِ ضوضاءه قلما تتعالى
هنا التوسط عارض في الهمزة وقد يكون لك حجة قول من يقول أن الهمزة المتطرفة تبقى على حالها وإن تعرض لها التوسط
مطأطأَ الرأس
الصواب:"مطأطئ الرأس"
وأستطيعَ أن أعيشَ بقيةَ
لماذا نصبت الفعل هنا فالواو استئنافية وليست عاطفة؟!
من بيتي آآآآه أقصد قبري
أأأأأأأأأأأماه لماذا قابلتني بالنكران
لا أظن كثرة المدات والهمزات تخدم القول بشيء.!!
طرقت بابك لأَخُذَكِ من بيت ذلك الظالم
همزة المضارعة مع الهمزة الأصلية تصبحان مد "لآخذك"
شُلَّتْ يمنُهُ كم أكرهُه إنه رجلٌ حقير
خطأ لا أشك أنه نتيجة السرعة.
طُلِبْتَ للعملِ كمعيدٍ بالكليةِ،
لماذا لم تقولي معيداً ,ألم يطلب معيدا أم أنه طلب كمعيد
هل تستطيعين أن تشرحي لي نوع هذه الكاف ... ؟؟
هذه الكاف تسمى الكاف الاستعمارية وهي دخيلة على اللغة العربية.
ليدلوني عن مكان إقامتك
الفعل "دلَّ" يتعدى بحرف الجر "على "وليس بعن والصواب:"ليدلوني على"
حضن الدافئ
خطأ آخر نتيجة السرعة.
تمنياتي لك بالتوفيق.
ـ[ضياء الأمل]ــــــــ[16 - 11 - 2008, 01:32 ص]ـ
لماذا لم تقولي معيداً ,ألم يطلب معيدا أم أنه طلب كمعيد
هل تستطيعين أن تشرحي لي نوع هذه الكاف ... ؟؟
هذه الكاف تسمى الكاف الاستعمارية وهي دخيلة على اللغة العربية.
شاكرة لك أستاذي الفاضل توجيهكم وتنبيهاتكم التي لها أثرها
وإن لم يكن حظي من المشاركة في هذه المسابقة
إلا ذلك التوجيه والتصويب فهذا في حد ذاته ظفر كبير
وسيساعدني كثيرا في الإرتقاء بقلمي المتواضع.
أما بالنسبة لسؤالك فأعتذر إن لم أفهم ماترمي إليه
هل تقصد هي كاف تشبيهية أم أمر آخر؟
وكل الذي أقصدة أنه طلب ليعمل معيدًا بالكلية
ولا أعلم شيئًا عن الكاف الإستعمارية
فمتاعي قليل في اللغة رغم حبي الشديد لها
مجددًا أكرر اعتذاري عن كثرة الزلل
فيبدوا أنني أتعبتك في نقد النص كثيرًا
لك شكري وتقديري
¥