و انطلق يحكي لراغب كيف عمل لينجح في حياته، و كيف قاسى و تحمّل و دبّر و خطّط ليصل إلى حاله تلك، ... و راغب ينصت في صمت ..
نادر: و كان زواجي من ابنة عمي الغنية، فاتحه خير علي .. " حيث .......... "
تركه راغب يستطرد في حكايته .. و اخذ يسلي نفسه بالنظر عبر النافذة ...
مرّت دقائق عديدة .. ثم ..
" و هكذا يا صديقي وصلت لما أنا فيه الآن، فأنا صاحب شركة كبيرة في القطاع الخاص، و أمتك هذه السيارة الفخمة، بالإضافة إلى فيلا راقية، و عدة عمارات في نواح متفرقة من المدينة .. و رصيد كبير في أحد البنوك .... "
ثم و بنظرة شامتة وجهها لصديقه القديم:
" و أنت ما فعل الزمان بك يا تري .. ؟ "
تجاوز راغب نظرته أو تجاهلها وقال:
" كما ترى .. .، عاطل عن العمل بدرجة امتياز مع مرتبة الشرف .. "
قهقه نادر ضاحكا، و ربت على كتفي صاحبه:
" لأنك دائما ياصديقي صاحب مبادئ .. "
" تعال معي .. و سأجد لك عندي وظيفة جيدة و بمرتب مغر .. ، ما رأيك .. ؟ "
تنهد راغب و نظر إليه نظرة طويلة، ثم قال وقد محى من ذهنة فكرة أن يقاوم:
يبدو أنه لا مفر أمامي .. يا نادر ..
نظر إليه نادر، و ارتسمت ابتسامة واثقة على شفتيه ..
....
..
*******
نظر راغب يمينا و شمالا ... و بدت علمات القلق على وجهه، فقد تأخر نادر عن موعده ربع الساعة .... كعادته دائما، لا يحتفظ بكلمة، ولا يفي بوعد، و لا يحمل عهدا ..
فقد اتفق معه بالامس أن يقابله اليوم على المقهي، و ذلك بعدما رفض باصرار دعوته الملحّه لزيارته في فيلته .... أبت عليه البقية الباقية من كرامته ..
مرت ساعتان الآن و لم يأتِ .. نظر راغب في ساعته يائسا .. ، أطرق قليلا ... ، اتكأَ بكفيه على مسند الكرسي، و كعجوز متهالك يعيش آخر أيامه .. وقف .. و قرر الرحيل ..
"" راغب .. راغب ""
إلى أين أنت ذاهب ..
ابتسم راغب و منهكا قال: إلى السرير ..
قال على منزعجا: " و صديقك؟؟ "
نظر له راغب و لم يجبه، و إن اتسعت ابتسامته .. شيئا فشيئا ..
اندهش علي: " راغب .. سلامتك .. مابك؟؟ "
ضحك راغب و لم يرد ..
جاوبه علي بضحكة متسائلة ..
" يا بني رد علي .. ماذا حدث .. "
جاوبته ضحكات رنانة متواصله من راغب، أثارت تساؤلات روّاد المقهي، الذين عهدوه رزينا وقورا، ..
استمر راغب في الضحك المتواصل، لم يستطع الوقوف معتدلا فانثني على نفسه و استمر في الضحك .. ، ... جاوبه الحاج " حسن " و زميله "عبّاس" الضحك، و كالعدوي ... سريعة الانتشار .. امتلأ المقهى كله بالضحكات المرحة .... الكل يضحك .. ولا يدري علامَ .. !
قال علي وسط ضحكاته:
" هداك الله يا رجل .. "
" ما يضحكك؟؟ "
رفع راغب .. عينيه المغروقتين بالدموع ..
" يبدو ... يبدو أنه مقلب آخر .... ها ها ها ... "
استمر في الضحك ثوان ثم .. كما بدأ ضحكاته فجأة ..
سكت فجأه، و مع سكوته .. هبّت رياح جافة من الصمت و الحزن لتخيّم على المكان و تحيط بالحاضرين .... ثوان ... تجمّد الجميع فبدو كأفراد لوحة ثابته غير متقنة .. لفنان هاو ... ، ثوان .. قليلة ثم عاد بعدها كلٌ إلى ما كان يفعله ... ، ساد الصمت مرة أخرى ولم يقطعه إلا صوت قرقرة الشيشة ..
و بتثاقل .. استدار راغب
و انصرف ...
"تمت":)
ـ[مُبحرة في علمٍ لاينتهي]ــــــــ[21 - 11 - 2008, 12:46 ص]ـ
لي وقفة ..
ـ[نُورُ الدِّين ِ مَحْمُود]ــــــــ[21 - 11 - 2008, 10:30 ص]ـ
أتم الله عليك
رائعة كصاحبها
ننتظر محاولتك الثالثة
فلديك مملكة خاصة
من الصور فاحرص عليها
تُزيدك جمالا
حقاً حقاً موهبتك رائعة.,
ـ[د. مصطفى صلاح]ــــــــ[21 - 11 - 2008, 04:28 م]ـ
لي وقفة ..
ننتظر بتشوق: rolleyes:
أتم الله عليك
رائعة كصاحبها
ننتظر محاولتك الثالثة
فلديك مملكة خاصة
من الصور فاحرص عليها
تُزيدك جمالا
حقاً حقاً موهبتك رائعة.,
لا أدري ما أقول إلا جزاك الله خيرا أخي ورق وشوق و مفترق:)
مرورك الكريم أسعدني .. وفقك الله .. ( ops
و بانتظار أراء باقى الأعضاء إن شاء الله: rolleyes::rolleyes:
ـ[بَحْرُ الرَّمَل]ــــــــ[21 - 11 - 2008, 09:21 م]ـ
أعتذر عن التأخير .... !!
لي عودة بإذن الله ...
ـ[د. مصطفى صلاح]ــــــــ[22 - 11 - 2008, 04:30 م]ـ
أنتظر عودتك بشوق أستاذ بحر الرمل حياك الله ...
مَقْلَبٌ - ج: مَقَالِبُ. [ق ل ب]. "دَبَّرَ لَهُ مَقْلَباً": أَيْ مَكِيدَةً، حِيلَةً.
ـ[بَحْرُ الرَّمَل]ــــــــ[22 - 11 - 2008, 06:30 م]ـ
محاولة جيدة ..
الفكرة مناسبة جدا وتوالي الأحداث أيضا خدم الفكرة في كثير من المواضع ..
أعجبني كثيرا استحضار الماضي أثناء القصة ..
عاب القصة الطول نوعا ما
كذلك الركاكة في الأسلوب في بعض المواضع وعدد من الأخطاء الإملائية والنحوية
وإن أردت نصيحتي عليك بالقراءة والمطالعة ...
اقرأ القصص فكثرة القراءة تقوي الأسلوب
اقرأ مثلا لأنطون تشيخوف فأسلوبه في القصة القصيرة راق جدا
وأيضا زكريا تامر وهمنغواي وبوشكين والأسماء كثيرة ...
¥