وَيْ كيف نصبَأُ عن عشقٍ ديانتنا .. ؟ =وسجدة الشكر في محرابه أدَب
وذات صبح - كسا آفاق غرَّتِهِ=نوءٌ بِأنِّ ثكالى راح يُجتلب
والأرض هامدةٌ تاراً فيمخَضُها=حَملٌ تعَسَّر تاراً – طلقُهُ دَئِب
كان الهدوء الذي ينبي بعاصفة=وكان ما كان حتى مادت القُطُب
لمّا سألنا – أجابوا: وَقْعَ زلزلة=رجَّت ببغدادَ - حيث استصرخت حَلَب
فاستنفرت نُخَبٌ - لبَّت لها أُهُب=هَبَّت بحافر هِيجِ الريح تَنتهِب
حتى تحنَّا شآمٌ من نحورهِم=محض النّجيع على راحاته انسكبوا
وليس مِن منَّة أنَّا نذكَّرُهُم=الناس تكسب - والتاريخ يَكتَتِب
لكن يعزُّ على الأرواح ما بَذلت=أن تسلب الروحَ من أفعى لها ذَنَب
طَلاّعُ طلعة زقّوم وعوسَجَة=ما استُأصِلَ الراس - آراسٌ لها تَثِب
دارت دوائرُ مَن لمْ يرعَ ناسكة=صامت فقامت - لَحتى مزّق العَصَب
والدهر يومان - يوم اللّذْ مخالبه=إن أطبقنَّ هنا - ما فاته الهرب
فالآخرُ الحلو - ما أرخى العنان هُنا=إلاّ وشدَّ بما تستبدل النُّوَب
لِذاكَ بغدادَُ ما أنَّت لَما ذهلت=عضَّت على الـ آه - فالتِّسكابُ يحترب
رزحا بِشُفرِ مآق – حُزن إثمدها=يصطبُّ غور غَياب الجوف - يَنسرِب
_ يا راعَكِ اللهُ .. قُلنا: هل مصابَرة .. ؟ =أم مِن مكابَرةٍ .. ؟ قالت: بَلى - يَجِب
أنِّي أُنَهنِهُ دمعا ما هَمى أسِفا=يوما لطعنة خوَّان - وينسكب
_ لله درّكِ ~ ما مِن قِلَّة نفرت=لولا انتخيتِ بما تَستنجد العَرَب؟
قالت: وما الفرق, إني إذ طُعنتُ بِها=لمحتُ وجها بوجه راح يحتجب
يا غارة الله - عَصْفاً في مناكِبها=قامت قيامتنا – والقوم ما ندبوا
ماذا بهزِّ مُواتٍ يرتجى أمل=يا غارة الله .. ؟ إلاّ الكون يضطرب
هُدّي الزّخارفَ من بطحاء خانِعةٍ=وليعلونَّ ذرى هاماتِها العَقِبُ
يا غارة الله – لا يومٌ ويُحتسبُ=يا غارة الله – لا شهرٌ فينقلب
يا غارة الله - لا صومٌ ونجتنِبُ=لغو المواجع علَّ العيدَ مقتَرب
وليس هُوْ عام قحْطٍ – يُسْكَن السَّخَب=أَكلاً بذا الظُفر - حتّى يُغْدق الخَصِب
يا صاح - خمسة حِجَّاتٍ - إذا نَشَبَت=في أمَّة الصّين أيَّامٌ لها – نضبوا
تمضي على مضضٍ - أنفاسُها وَجَفت=كغصَّة الموتِ - لا بُطءٌ ولا خَبَب
واليومُ يلهثُ مِن ستّ مطاولة=ما راح يحبو لها - أو قام – ينقلب
هوَ ابتلاءٌ - وندري أنَّ مِحنتنا=جاءت لِتحطب ما جاءت لتُصطَحَب
ونعلم الغيظ منها لو علا كِسَفاً=فاصطَبّ جامَهُ - شاهَ الشَّعْبُ والشَّعَب
يَسْتَلْبِدُ الأرضَ جلدُ الأرضِ مِن فَرَقٍ=وليسَ ما ساترٌ يؤوي ولا حُجُب
أستغفر الله - أنِّي ضِقتُ مِن جَزَعٍ=بل هِيْ مكابدة في الصَّدر تَلتهب
لَيْتِي أُلَملِمُ أضلاعي فأمنعها=تَتْرى تُشعشع باللَّيلاء ~ تَجتَذِب
طوارق الشعر مِن رَكْبٍ فماشيةٍ=يا راكب الـ "قِ" ماذا رُمت تَرتَكِب؟!
أكلَّما ضاءَ ضوءٌ وانضويتَ له=ضويَ الفَراش لحتف النار تنجَذِب!؟
فتجتلي الحرفَ من صلصالِ ميِّتة=والروح تنفث بالنِّيران تصطلب
آهٍ .. لعل بقايا النفس ما اتعظت=نصحا ولا همَّها مِن طالبٍ طَلب
ما ضَيَّق البَيْنُ حَزًّا في مخانقِها=إلاّ وَفَرَّجَ مَن تدعو وتحتسب
تلوذ بالله مِ الله الذي انفلقت=طوعا لقدرته الأنوارُ – تعتصب
خمسا .. وما زال نضخ العِرق شيمتنا=هذا العُباب - فما للبحر يرتعب.؟!
مَيَّازَة الغيظ شَبَّت - دَع نوازلها=يا خائفا كِسَفَ الهيجاء تَنْثَقِب
حُمَّت صواعقها, هاجت مكامنها=كادت عقاربُها مِن رَحْمِها تَثِب
تُنَزِّل النار في جلباب خائنة=وتَشْدَخ العُلجَ - حدّ المخِّ تَنْخَلِب
تالله أجزمُ - لا هِيْ رَبَّةٌ هَجُرَت=ولا اعتراني هُذاءُ القول أو عَجَب
إنَّا أُوَيلاد من شدَّت عباءتَها=ومخلبُ الموت مِ الأحشاءِ يختضب
يوم اللّقاء .. فما مادت لعاصِفةٍ= (تُهلْهلُ) الكِبْرَ حيث الغيظ ينسكب
يَسَّاقَطُ النجمُ - ما إن (هَوَّسَتْ) * وَفَرًا .. ! =ومهجة الوِلدِ مِ الأظفارِ تنْشَخِب
فاسأل بها عارفا - ينبيك شيمتَها=الشَّمسُ تسطعُ ما حَلَّت بها السُّحُب
سَل من أحطَّت - وما أوصَت فِلَذَّتَها=ما هدهدت - أرضعت – ناغت وتَنتجب.؟
الحمد لله .. ما صَرّت قواطعُنا=ولا تراعد مِنَّا الجذع والرُّكُب
الشُّكر لله .. لا ضَامَت حَرائِرُنا=وإن أناخَ ببابٍ مُثقلٌ تَعِب
نَحيا - نموتُ – لِنَحيا ههنا أبدًا=أرضُ السَّواد - وما أدراكها تَهِب!؟
¥