وبرأيي أن هذا البيت تحديدا دون بقية الأبيات في الشاعرية والابتكار.
عندَ الذي لم تَضِعْ ودائعُهُ ... ألحافظ الكالئ اللطيف بنا
قطت الموصول ضرورة , وهذه الضرورة فيها من القبح بعكس وصل المقطوع, ذلك بسبب طبيعة الهمزة ومخرجها الصعب ,فهي حلقية تخرج من أقصى الحلق ,وكانت العرب تخففها هربا من حدتها.
أشير إلى أن هذه الضرورة جائزة على قبحها يقول الشاعر:
ألا لا أرى إثنين أحسن شيمة .... على حدثان الدهر مني ومن جمل
هذا وداعٌ ولا أبوحُ بِهِ ... إلا دموعيْ مَوَاحِدًا وثُنَا
ربما يكون الوزن هو الذي فرض هذه الواو , ويستطيع النحو إيجاد تقديرات لتخريجها
ولكن برأيي أن هذه الواو سلبت البيت شيئا من شاعريته
فلا تقولوا الْفراقُ مؤذِنُنَا ... لكنْ لعلَّ اللقاءَ يجمعنا
بيت جميل زانته المقابلة الطريفة التي جاءت عفو الخاطر , وأرى أنك تجيد توظيف البديع, رغم أنك لا تتقصده, فطوبى لك هذه الموهبة.
يا ساكنينَ الفؤادَ أجمَعَهُ .... لم ألْقَ من بَعدكمْ لهُ سَكَنا
هربت من حذف النون بإعمال اسم الفاعل ,ولكن هل يجوز إعمال اسم الفاعل هنا
وما نوع المنادى في هذه الحال .. ؟؟
يعملُ اسم الفاعل غير المحلى بأل إذا تحققَ له شرطان.
أ - أن يَدلَّ على الحالِ أو الاستقبال.
ب - وأن يعتمدَ على نَفْي أو استفهام أو مبتدأ أو موصوف.
فهل تحقق الشرطان؟
برأيي لم يتحقق لاسم الفاعل شروط الإعمال وهنا الصواب:"يا ساكني الفؤاد"
الوزن:
المنسرح بحر رقيق عذب , وكثير من الرقائق نظمت عليه كرومية أبي فراس:
يا حسرة ما أكاد أحملها ... آخرها مزعج وأولها
ولكنه على عذوبته عسير صعب أيضا , وقد ظهرت "معاندة الوزن " للشاعر في بعض الأبيات
خاصة في الشطر الأول من المطلع
أيضا في البيت:
هذا وداعٌ ولا أبوحُ بِهِ ... إلا دموعيْ مَوَاحِدًا وثُنَا
فظاهر أن الوزن هو الذي فرض الواو.
بالمجمل قصيدة جميلة.
ـ[محمد عبد العزيز محمد]ــــــــ[11 - 12 - 2008, 09:09 م]ـ
اقتباس:
يا ساكنينَ الفؤادَ أجمَعَهُ .... لم ألْقَ من بَعدكمْ لهُ سَكَنا
هربت من حذف النون بإعمال اسم الفاعل ,ولكن هل يجوز إعمال اسم الفاعل هنا
وما نوع المنادى في هذه الحال .. ؟؟
أخي بحر
المنادى شبيه بالمضاف،والجملة لا خطأ بها نحويا.
" إذا وقع منادى يعمل بلا شروط "
تحيات أخيك
ـ[بَحْرُ الرَّمَل]ــــــــ[11 - 12 - 2008, 10:38 م]ـ
أشكرك أخي محمد عبد العزيز على الإيضاح
ـ[أحمد بن يحيى]ــــــــ[12 - 12 - 2008, 01:07 م]ـ
قصيدة من الشعر المطبوع حقاً
والبحر المنسرح الذي صيغت عليه بحر مِطراب وإن جفاه أغلب الشعراء لصعوبة مركبه، وهو يدلّ على تمكن الشاعر من الإيقاع
وأراك وفقت في استثمار إيقاعه العذب
كما أن اللغة في هذه القصيدة من السهل الممتنع
دمت مبدعاً
أستاذنا الفاضل: الرشيد
مجرد مروركم بهذه المتواضعة يكفي تكريما وتشريفا؛ فكيف وقد انعقد بمعقود الثناء، واتصل بموصول الاحتفاء.
فشكرا شكرا من الأعماق
وتقبل فائق تقديري واحترامي
ـ[أحمد بن يحيى]ــــــــ[12 - 12 - 2008, 01:29 م]ـ
أستاذي البحر زاخرا والمد هادرا: بحر الرمل
حياك الله نديا عطرا، وريا ممطرا
وأشكرك جزيلا على هذه النقدات الرائعة، واللفتات المدهشة
التي لم أزل معها كما قال أبو فراس ـ وقد ذكرتنيه ـ:
من بحر شعرك أغترف ... وبفضل جودك أعترف
فلك مني التقدير مواصلا، والشكر متواصلا
وهنيئا لنا بمثل قلمك الناقد؛ وإني لأرجو أن أراك يوما ذا شأن، وأنت كذلك.
وتقبل فائق تقديري،،،
أخوك / أبو يحيى
ـ[أحمد بن يحيى]ــــــــ[12 - 12 - 2008, 01:37 م]ـ
أستاذنا النحوي المبرِّز: محمد عبدالعزيز محمد
جزاك الله خيرا على ما تفضلت به من إفادة، وما تقدمت به من إيضاح
مع لطف إشارة، وإيجاز عبارة
فلك مني جزيل الشكر
وتقبل فائق التقدير والاحترام
ـ[الباز]ــــــــ[12 - 12 - 2008, 09:05 م]ـ
لله درك من شاعر
قصيدة باذخة ناطقة بالجمال و الروعة في معانيها و مبانيها
لا فض فوك ..
ـ[أحمد بن يحيى]ــــــــ[13 - 12 - 2008, 04:24 م]ـ
لله درك من شاعر
قصيدة باذخة ناطقة بالجمال و الروعة في معانيها و مبانيها
لا فض فوك ..
جزيت خيرا شاعرنا الباز
أشكرك على هذه الكلمات الطيبات، والثناء العاطر
وتقبل عاطر التحية
ـ[قلم الخاطر]ــــــــ[13 - 12 - 2008, 06:20 م]ـ
فيا أرَقَّ المنى: أرقُّ مُنَى
ْأو ليتكمْ عندنا هنا معنا
عجزين أعجز عن وصفهما
لافض فوك
ـ[أحمد بن يحيى]ــــــــ[14 - 12 - 2008, 02:35 م]ـ
فيا أرَقَّ المنى: أرقُّ مُنَى
ْأو ليتكمْ عندنا هنا معنا
عجزين أعجز عن وصفهما
لافض فوك
أشكرك أخي: قلم الخاطر على هذا المرور والثناء
وتقبل أرق المنى