[حواب استفسار ابن عامر الشامي المغربي ج1]
ـ[الحسن محمد ماديك]ــــــــ[17 Oct 2008, 02:00 م]ـ
بسم الله الرحمان الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة السلام على رسول الله ومن والاه وبعد:
فإن لخلف في روايته عن حمزة في مسألة السكت على الساكن قبل الهمز حالة الوصل في ظاهر الشاطبية وجهان هما:
1. السكت على لام التعريف قبل الهمزة
2. والسكت على لام التعريف قبل الهمزة وعلى (شيء) كيف وقعت
كما هو ظاهر قول الشاطبي رحمه الله (وعنده روى خلف في الوصل سكتا مقللا ـ ويسكت في شيء وشيئا) اهـ من الحرز وهو صريح في ذكر السكت لخلف على الساكن الصحيح الذي ينقل إليه ورش حركة الهمزة كما هو مدلول هاء الضمير في قوله في الحرز (وعنده) اهـ يعني أن خلفا يسكت على لام التعريف قبل الهمزة ويسكت على الساكن الصحيح المفصول قبلها مثل ? قد أفلح ? ويسكت على نحو ? عذاب أليم ? هذا وجه عن خلف وله في ظاهر الحرز وجه ثان هو قوله (ويسكت في شيء وشيئا) اهـ يعني زيادة على ما تقدم لأن ورشا لا ينقل فيها حركة الهمزة إلى الساكن قبلها.
ولا يخفى أن طريق التيسير لخلف إنما هي قراءة الداني على:
ـ أبي الحسن طاهر ابن غلبون صاحب كتاب التذكرة على:
ـ أبي الحسن محمد بن يوسف بن نهار الحرتكي على:
ـ أبي الحسين أحمد بن عثمان بن بويان على:
ـ إدريس بن عبد الكريم الحداد على:
ـ خلف في روايته.
وهكذا أسند الداني رواية خلف في التيسير قراءة على هذه الطريق، وليس من طرق التيسير رواية الداني تحديثا ولا قراءته على شيخه أبي الفتح فارس بن أحمد الحمصي الضرير التي هي من طرقه في جامع البيان أي من طرق الطيبة والنشر، وليس للشاطبي أداء زيادة عل التيسير لرواية خلف لاقتصار زيادات الشاطبية المقروءة عل التيسير على أربعة طرق واحدة لقالون وواحدة للأزرق وطريقين لوري البصري.
ولقد أشكل على المصنفين من قبل اقتصار أبي الحسن طاهر بن غلبون في كتابه التذكرة واقتصار أبيه عبد المنعم في كتابه الإرشاد واقتصار ابن بليمة في تلخيصه ثلاثتهم على (المد في شيء مع السكت على لام التعريف قبل الهمزة) وناقش ابن الجزري ذلك بقوله في النشر (1/ 420) "وقال الداني في جامع البيان وقرأت على أبي الحسن عن قراءته في روايتيه بالسكت على لام التعريف خاصة لكثرة دورها وكذلك ذكر ابن مجاهد في كتابه عن حمزة ولم يذكر عنه خلافا انتهى، وهذا الذي ذكره في جامع البيان عن شيخه ابن غلبون يخالف ما نص عليه في التيسير فإنه نص فيه أي السكت على لام التعريف وبه قرأ على أبي الحسن بالسكت على لام التعريف و (شيء وشيئا) حيث وقعا لا غير وقال في الجامع إنه قرأ عليه بالسكت على لام التعريف خاصة، فإما أن يكون سقط ذكر (شيء) من الكتاب فيوافق التيسير أو يكون مع المد على (شيء) فيوافق التذكرة والله أعلم " اهـ من النشر.
ولا يلزم الالتباس باضطراب النصين في التيسير وجامع البيان في رواية خلف من طريق الشاطبية والتيسير لاقتصارها كما تقدم على قراءة الداني على أبي الحسن طاهر الذي نص في تذكرته على النص التالي:"كان حمزة يقف على لام المعرفة إذا وقعت بعدها همزة وقفة يسيرة ثم يهمز في حال وصله ووقفه جميعا" اهـ من التذكرة (ص247)، وكذلك قام بتزكية هذا النص في التذكرة ابن الجزري نفسه في النشر (1/ 420) بقوله:"إلا أن روايتيه ـ يعني حمزة ـ في التذكرة وإرشاد أبي الطيب عبد المنعم وتلخيص ابن بليمة هو المد في شيء مع السكت على لام التعريف حسب لا غير والله أعلم "اهـ من النشر، مما يعني أن السكت على (شيء) كيف وقعت لخلف عن حمزة هو من طرق الطيبة وزياداتها المقروءة على الحرز وأصله أي أنه من زيادات الحرز التي خرج فيها عن طريقه.
أما سائر الأوجه عن خلف في روايته فإنما هي من طرق الطيبة ومنها: السكت زيادة على ما تقدم على الساكن المنفصل غير حرف المد وهو المنصوص عليه في جامع البيان ومذهب أبي الطاهر إسماعيل الأندلسي صاحب العنوان وشيخه عبد الجبار الطرسوسي، وهو في التجريد لابن الفحام من قراءته على الفارسي في الروايتين وفي الكامل للهذلي في إحدى الطريقين، وهو من زيادات التيسير والحرز التي خرجا فيها عن طرقهما لأنه من قراءة الداني على شيخه فارس بن أحمد ولا علاقة لها بطريق الداني إلى خلف في روايته عن حمزة، وإنما قصد المحقق ابن الجزري بقوله في نشره (1/ 421) "وروى بعضهم هذا المذهب عن حمزة من رواية خلف حسب وهذا مذهب أبي الفتح فارس بن أحمد وطريق أبي عبد الله بن شريح صاحب الكافي وهو الذي في الشاطبية والتيسير من طريق أبي الفتح المذكور " اهـ بلفظه التنبيه إلى ذلك إذ لا تعني قراءة الداني على أبي الفتح فارس بن أحمد الحمصي الضرير في التيسير ونظمه لخلف غير العلم وزيادة الفائدة، وهكذا فليست هذه الطريق مقروءة في التيسير والحرز في رواية خلف رغم قول ابن الجزري في تقريب النشر (ص 71) "وروى بعضهم هذا المذهب عن حمزة من رواية خلف فقط وهذا مذهب أبي الفتح فارس بن أحمد وهو الوجه الثاني في الشاطبية والتيسير " اهـ بلفظه محل الغرض منه.
يتواصل
¥