[سؤال حول رسم المصحف]
ـ[إيمان يحيى]ــــــــ[11 May 2009, 11:01 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
تقابلني بصفة شبه دائمة عند تصفح كتب رسم المصحف عبارة مفادها أن الأصل في الكتابة: الرسم القياسي أي كتابة الكلمة كما ينطق بها دون زيادة أو نقص
وأن رسم المصحف يخالف الرسم القياسي
وهذه العبارة أود أن أتساءل عن مدى ثبوتها ومسوغاتها
فأيهما الأصل؟
الرسم العثماني أم الرسم القياسي الذي نعرفه اليوم؟
لو كان المرجع في المقارنة هو الكتابات العربية السابقة على الإسلام كنقش النمارة وغيره فهو أقرب إلى رسم المصحف في بعض الظواهر اللغوية كزيادة واو على الاسم العلم المذكر وحذف الألفات والتاءات المفتوحة
أم أن مستند المقارنة هو رسائل الرسول - صلى الله عليه وسلم إلى الملوك وكذلك نقوش جبل سلع؟
وجزاكم الله خيراً كثيراً
ـ[أبو عمر الحسني]ــــــــ[12 May 2009, 12:43 ص]ـ
الأصل والله أعلم هو الرسم القياسي
أما الرسم العثماني فخالف الرسم القياسي في مواضع أحصاها علماء الرسم ولحِكم عددوها منها لتحتمل الأحرف السبعة التي نزل بها القرآن، ولكونه توقيفي على الأرجح، وكثير مواضع ماوافق الرسم العثماني الرسم القياسي، لذلك كان سيدنا عثمان رضي الله عنه عند كتابة المصحف لما اختلفوا في مواضع قال للصحابة الذي كلفهم بكتابة المصحف فيما معناه: اكتبوه بلغة قريش فإنما أنزل بلغتهم ..
ـ[إيمان يحيى]ــــــــ[12 May 2009, 03:56 ص]ـ
بارك الله لك أخي الكريم وجزاك خيراً
نعم أعلم شيوع هذه العبارة التي تفضلت بعرضها:
(((الأصل والله أعلم هو الرسم القياسي
أما الرسم العثماني فخالف الرسم القياسي في مواضع)))
وهذا ما أتساءل عنه: ما هو مستند القول بأن الأصل هو القياسي والعثماني خالفه؟
قال الإمام الداني في المقنع:
(((وسئل مالك رحمه الله هل يكتب المصحف على ما أحدثه الناس من الهجاء فقال لا إلا على الكتبة الأولى)))
ألا يعني قول الإمام مالك أن المستحدث هو الرسم القياسي؟
ويقول الإمام الداني في المحكم:
(((قال أشهب سئل مالك فقيل له أرأيت من استكتب مصحفا اليوم أترى أن يكتب على ما أحدث الناس من الهجاء اليوم فقال لا أرى ذلك ولكن يكتب على الكتبة الأولى قال مالك ولا يزال الإنسان يسألني عن نقط القرآن فأقول له أما الإمام من المصاحف فلا أرى أن ينقط ولا يزاد في المصاحف ما لم يكن فيها وأما المصاحف الصغار التي يتعلم فيها الصبيان وألواحهم فلا أرى بذلك بأسا قال عبدالله وسمعت مالكا وسئل عن شكل المصاحف فقال أما الأمهات فلا أراه وأما المصاحف التي يتعلم فيها الغلمان فلا بأس)))
هنا ورد ذكر الكتبة الأولى ثم النقط والشكل
فهل المقصود بالكتبة الأولى الرسم العثماني؟
و في المحكم للإمام الداني أيضاً
(((قال سمعت قتادة يقول بدؤوا فنقطوا ثم خمسوا ثم عشروا قال أبو عمرو هذا يدل على أن الصحابة وأكابر التابعين رضوان الله عليهم هم المبتدئون بالنقط ورسم الخموس والعشور لأن حكاية قتادة لا تكون إلا عنهم إذ هو من التابعين وقوله بدؤوا الى آخره دليل على أن ذلك كان عن اتفاق من جماعتهم وما اتفقوا عليه أو أكثرهم فلا شكول في صحته ولا حرج في استعماله وإنما أخلى الصدر منهم المصاحف من ذلك ومن الشكل من حيث أرادوا الدلالة على بقاء السعة في اللغات والفسحة في القراءات التي أذن الله تعالى لعباده في الأخذ بها والقراءة بما شاءت منها فكان الأمر على ذلك إلى أن حدث في الناس ما أوجب نقطها وشكلها)))
بينما في نقوش جبل سلع 5 هـ تبدو الكتابات بلا نقط وكذلك في الرسائل
فهل من توضيح من الإخوة الكرام بارك الله لكم
مرفق صور نقوش جبل سلع ورسالة الرسول - صلى الله عليه وسلم إلى النجاشي
ـ[أحمد تيسير]ــــــــ[12 May 2009, 11:00 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
تقابلني بصفة شبه دائمة عند تصفح كتب رسم المصحف عبارة مفادها أن الأصل في الكتابة: الرسم القياسي أي كتابة الكلمة كما ينطق بها دون زيادة أو نقص
وأن رسم المصحف يخالف الرسم القياسي
وهذه العبارة أود أن أتساءل عن مدى ثبوتها ومسوغاتها
فأيهما الأصل؟
الرسم العثماني أم الرسم القياسي الذي نعرفه اليوم؟
لو كان المرجع في المقارنة هو الكتابات العربية السابقة على الإسلام كنقش النمارة وغيره فهو أقرب إلى رسم المصحف في بعض الظواهر اللغوية كزيادة واو على الاسم العلم المذكر وحذف الألفات والتاءات المفتوحة
أم أن مستند المقارنة هو رسائل الرسول - صلى الله عليه وسلم إلى الملوك وكذلك نقوش جبل سلع؟
وجزاكم الله خيراً كثيراً
وزيادة في التوضيح:
الخط العثماني ينقسم إلى قسمين رئيسين:
1. رسم قياسي.
2. رسم اصطلاحي.
فالرسم القياسي: هو ما طابق فيه الخط اللفظ.
والاصطلاحي: هو ما خالفه بزيادة أو حذف أو بدل أو وصل أو قطع.
وأكثر خط المصاحف قياسي موافق لقواعد اللغة العربية وقوانينها، ولكنه قد جاءت أشياء خارجه عن الرسم القياسي يجب اتباعها ولا يتعدى إلى سواها، منها ما عرفنا سببه ومنها ما غاب عنا وهو (الاصطلاحي).
وقد صنف العلماء فيها كتباً كثيرة قديما وحديثا كأبي حاتم، وأبي بكر بن أبي داوود وابن مِهران، وأبي عمرو الداني، والإمام الشاطبي والحافظ أبي العلاء الهمداني، وخاتمة المحققين ابن الجزري ـ رحمهم الله تعالى ـ.
وقد اختلف العلماء هل الرسم توقيفي لا يجوز تغييره، أم توفيقي ممكن تغييره وتبديله ....
جماهير العلماء وعامة القراء وأئمة أهل الأداء على لزوم مرسوم المصاحف العثمانية بما احتوته من الرسم (القياسي أو الاصطلاحي).
والله تعالى أعلم.
¥