[القراءات القرآنية النشأة والتطور ج2]
ـ[الحسن محمد ماديك]ــــــــ[16 Feb 2009, 02:01 ص]ـ
الطبقة الرابعة: مدرسة ابن الجزري
لقد أجمع المتأخرون من القراء فمن دونهم من المفسرين والمحدثين والفقهاء على قبول كل من حرز الأماني والدرة والطيبة ولم يتقبل من الأداء خارجها إلا قليل ظل يتلاشى يوما بعد يوما حتى كاد يتلاشى تماما كما هو شأن القراءات الأربع الزائدة على العشر.
وهكذا كتب الخلود وأطبقت الشهرة لكتاب التيسير للداني إذ هو أصل منظومة حرز الأماني ووجه التهاني، ولكتاب التحبير إذ هو أصل الدرة في القراءات الثلاث المتممة، ولكتاب النشر في القراءات العشر إذ هو أصل طيبة النشر.
ولقد حوى كتاب النشر جميع ما في الحرز والتيسير والتحبير وزاد عليها كثيرا من الأداء في أحرف الخلاف عن القراء السبعة والثلاثة بعدها.
وليذعنن من درس وتدارس كتابي النشر والطيبة باستحقاق ابن الجزري لقب المحقق الذي ألبسه إياه تلامذته فمن جاء بعدهم إلى يومنا هذا.
ولقد طرح ابن الجزري جانبا تبعا للمصنفين من طرق الرواة قبله عشرات القراء ممن هم مثل نافع وابن كثير وأبي عمرو وابن عامر وعاصم وغيرهم من القراء العشرة بل ممن هم أكبر منهم رتبة وأكثر علما وأعلى سندا ومنهم كبار التابعين في المدينة النبوية كسعيد بن المسيب ت 94هـ وابن هرمز الأعرج ت 109هـ، وفي مكة كطاووس بن كيسان ت 106هـ ومجاهد بن جبر ت 103هـ، وفي الشام كالمغيرة بن شعبة ت 91هـ، وفي البصرة كأبي العالية الرواحي ت حوالي 90هـ، وفي الكوفة كأبي عبد الرحمان السلمي الذي ولد في حياة النبي ? ولأبيه صحبة وعلقمة بن قيس ت 62هـ ومسروق بن الأجدع ت 63هـ وعبيد بن عمرو ت 72هـ وغيرهم.
ولا علاقة بين انقراض قراءاتهم ورواياتهم وبين الطعن فيها ولا التشكيك، وإنما بسبب أمر آخر أكبر وأخطر بسببه أخرجت هذا البحث وبينته في طبقة ابن مجاهد.
وكذلك طرح ابن الجزري بتأليف النشر والطيبة عشرات الروايات ووهبها للانقراض والتلاشي.
ولنأخذ لها نموذج قارئ واحد من القراء العشرة هو ابن عامر الشامي إذ قد انقرضت وتلاشت عنه الروايات التالية:
• رواية عبد الرحمان بن عامر
• رواية ربيعة بن يزيد
• رواية إسماعيل بن عبيد الله بن أبي المهاجر
• رواية سعيد بن عبد العزيز
• رواية خلاد بن يزيد بن صبيح المري
• رواية يزيد بن أبي مالك
وانقرضت وتلاشت الروايات التالية عن أيوب عن يحيى عن ابن عامر:
• رواية الوليد بن عتبة
• رواية عبد الحميد بن بكار
• رواية أبي مسهر الغساني
ولم أشأ الاستقصاء وإنما الاستدلال.
وتضمن النشر منهجا جديدا فريدا أحدث انقلابا حيي به علم القراءات فأورق وأزهر، ولعل منهجه في التحقيق بدأ يثمر بعد ستة قرون.
ولن يستنبط منهج ابن الجزري في التحقيق والتحرير إلا من استطاع ملاحظة الفرق بين النشر وطيبته أي تتبع مئات الروايات في كتاب النشر الملغية من الطيبة.
ولقد اجتهد صاحب النشر أول ما اجتهد في أن كثرة القراء والرواة واختلافهم وقلة الضبط واتساع الخرق وخشية التباس الحق بالباطل هو مبرر تأصيل الأركان الثلاثة (موافقة لسان العرب ورسم أحد المصاحف العثمانية وصحة السند) واعتبارها ضابطا لقبول القراءة وجواز القراءة والإقراء بها.
ولكن ابن الجزري لم يستعمل هذا الضابط ولم يعمل بهذا التأصيل أي لم يقس به شيئا من مروياته عن أحرف الخلاف.
وإنما اعتمد ابن الجزري على أصول كتابه النشر أي أمهاته التالية:
1. إرادة الطالب لسبط الخياط البغدادي ت 541 هـ
2. الإرشاد للقلانسي الواسطي ت 521هـ
3. الإرشاد لعبد المنعم بن غلبون نزيل مصر ت 389هـ
4. الإشارة لأبي نصر العراقي شيخ الهذلي
5. الإعلان لأبي القاسم الصفراوي الإسكندري ت 636هـ
6. الإقناع في القراءات السبع لابن الباذش الغرناطي ت 540هـ
7. الإيجاز لسبط الخياط
8. البستان لشيخ ابن الجزري ابن الجندي المصري ت 769هـ
9. التبصرة لمكي بن أبي طالب الأندلسي ت 437هـ
10. تبصرة المبتدي لسبط الخياط
11. التجريد لابن الفحام الإسكندري ت 510هـ
12. التذكار لابن شيطا البغدادي ت 455هـ
13. التذكرة لطاهر بن غلبون الحلبي نزيل مصر ت 399هـ
14. التكملة المفيدة لحافظ القصيدة لأبي الحسن الكتاني القيجاطي ت 723هـ
15. التلخيص لأبي معشر الطبري شيخ أهل مكة ت 478هـ
¥