قراءة (سبحاً) (سبخاً)
ـ[رحمة]ــــــــ[28 Jan 2009, 02:14 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
حفظكم الله أخوتي في الله السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وجدت في أحد كتب التفسير وبالتحديد تفسير أبي السعود " إرشاد العقل السليم " في قوله نعالى: (إن لك في النهار سبحاً طويلاً) أن السبح ما ورد بمعناه في أنه تقلب وتصرف في مهماته -عليه الصلاة والسلام- واشتغال بشواغله , وأشار إلى من قرأ (سبحاً) (سبخاً) بأنه مستعار من سبخ الصوف؛وهو نفشه ونشر أجزائه , وهو بمعنى تفرق قلب بالشواغل.
سؤالي في هذه الآية أكرمكم الله من قرأ بهذه القراءة " سبخ " ومعرفة هذه القراءة بشيء من التفصيل ,وإحالتي على أهم الكتب في القراءات للاستزادة والتعرف على القراءات الأخرى.
ـ[عبد الحكيم عبد الرازق]ــــــــ[28 Jan 2009, 02:24 م]ـ
قال الطبري (حُدثت عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذ يقول في قوله: (إِنَّ لَكَ فِي اَلنَّهَارِ سَبْحًا طَوِيلا) فراغا طويلا. وكان يحيى بن يعمر يقرأ ذلك بالخاء.
حدثنا ابن حميد، قال: ثنا يحيى بن واضح، قال: ثنا عبد المؤمن، عن غالب الليثي، عن يحيى بن يعمر "من جذيلة قيس" أنه كان يقرأ (سَبْخًا طَوِيلا) قال: وهو النوم.
قال أبو جعفر: والتسبيخ: توسيع القطن والصوف وتنفيشه، يقال للمرأة: سبخي قطنك: أي نفشيه ووسعيه؛ ومنه قول الأخطل:
فأرْسَلُوهُنَّ يُذْرِينَ التَرَابَ كَمَا يُذْرِي سَبائخَ قُطْنٍ نَدْفُ أوْتارُ (1)
وإنما عني بقوله: (إِنَّ لَكَ فِي اَلنَّهَارِ سَبْحًا طَوِيلا): إن لك في النهار سعة لقضاء حوائجك وقومك. والسبح والسبخ قريبا المعنى في هذا الموضع.
القول في تأويل قوله تعالى: {وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلا (8) رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ لا إِلَهَ إِلا هُوَ فَاتَّخِذْهُ وَكِيلا (9) وَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَاهْجُرْهُمْ هَجْرًا جَمِيلا (10)})) ا. هـ
قال في البحر المحيط (وقيل: سبحاً سبحة، أي نافلة. وقرأ ابن يعمر وعكرمة وابن أبي عبلة: سبخاً بالخاء المنقوطة ومعناه: خفة من التكاليف، والتسبيخ: التخفيف، وهو استعارة من سبخ الصوف إذا نفشه ونشر أجزاءه، فمعناه: انتشار الهمة وتفرّق الخاطر بالشواغل.
وقيل: فراغاً وسعة لنومك وتصرّفك في حوائجك. وقيل: المعنى إن فات حزب الليل بنوم أو عذر. فليخلف بالنهار، فإن فيه سبحاً طويلاً. قال صاحب اللوامح: وفسر ابن يعمر وعكرمة سبخاً بالخاء معجمة. وقال: نوماً، أي تنام بالنهار لتستعين به على قيام الليل. وقد تحتمل هذه القراءة غير هذا المعنى، لكنهما فسراها، فلا يجاوز عنه. انتهى. وفي الحديث: «لا تسبخي بدعائك»، أي لا تخففي. وقال الشاعر:
فسبخ عليك الهم واعلم بأنه ... إذا قدّر الرحمن شيئاً فكائن
وقال الأصمعي: يقال سبح الله عنك الحمى، أي خففها. وقيل: السبخ: المد، يقال: سبخي قطنك: أي مديه، ويقال لقطع القطن سبائخ، الواحدة سبيخة، ومنه قول الأخطل:
فأرسلوهنّ يذرين التراب كما ... يذري سبائخ قطن ندف أوتار)) ا. هـ
والسلام عليكم