[سؤال عن ابتداء في سورة هود ..]
ـ[أبو عاتكة]ــــــــ[16 Apr 2009, 03:06 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
يقول الله تعالى في سورة هود: ((وَنَادَى نُوحٌ رَّبَّهُ فَقَالَ رَبِّ إِنَّ ابُنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ وَأَنتَ أَحْكَمُ الْحَاكِمِينَ (45) قَالَ يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ فَلاَ تَسْأَلْنِ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنِّي أَعِظُكَ أَن تَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ (46)))
سمعت أحد القراء وقف على قوله تعالى وَأَنتَ أَحْكَمُ الْحَاكِمِينَ ثم ابتدأ ((أَحْكَمُ الْحَاكِمِينَ (45) قَالَ يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ فَلاَ تَسْأَلْنِ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنِّي أَعِظُكَ أَن تَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ (46)))
فهل يصح هذا الابتداء وهل ثمت قاعدة تضبط هذا الأمر بورك فيكم ...
ـ[أحمد شكري]ــــــــ[16 Apr 2009, 04:50 م]ـ
مثل هذا الابتداء متكلف وغير جائز ويؤدي إلى أن يصبح الضمير المنفصل (أنت) قبله كأنه لغو من الكلام وقد يقول فاعله محتجا لصحة فعله إنه أراد أن يجعل لعبارة (أحكم الحاكمين) إعرابين الأول مرتبط ب (أنت) والثاني مرتبط ب (قال) ولا داعي لهذا التكلف الذي سيؤدي في الوجه الثاني إلى الإشكال المشار إليه، وقد سمعت قبل بعض القراء يفعل مثله في مواضع أخرى مثل (هو الله الذي لا إله إلا هو) ويقف ثم يبدأ فيقرأ (هو الملك ... ) وآخر قرأ في لقمان (يا بني لا تشرك بالله) ووقف ثم بدأ (بالله إن الشرك لظلم عظيم) وكلها تكلفات غير مناسبة، والله أعلم.
ـ[د/محمود شمس]ــــــــ[16 Apr 2009, 05:33 م]ـ
إضافة إلى ماقاله أخي الفاضل الأستاذ الدكتور أحمد شكري إجابة على هذا السؤال بشأن الابتداء الوارد في سؤال الأخ الفاضل عن تعسف وتعنت البعض فى الابتداء بقوله تعالى: (أحكم الحاكمين قال يانوح إنه ليس من أهلك).
أحب أن أضيف إلىما قاله أخي الأستاذ الدكتور أحمد بأن هذا تعسف وتكلف لاداعي له.
وأوضح بأن قاعدة الابتداء: أن أترك جملة مستقلة يصلح الوقف عليها وأن لا أضع اللفظ في غير موضعه.
فقوله: أحكم الحاكمين خبر للمبتدأ (وأنت)، وعند ابتدائك هكذا تركت المبتدأ بلا خبر.
وإذا قلت بأنك تستعمل الجملة مرتين فهذا من الخطأ الفاحش لأنك بهذاكأنك تستدرك على الله سبحانه وتعالى.
والله عز وجل لو أراد أن يكرر الجملة مرتين لكررها لو كان هذا هو المراد في المعنى.
ألم يكرر الله جل وعلا في كثير من المواضع مثل قوله تعالى: (اقرأ باسم ربك الذي خلق خلق الإنسان)؟ فقد كرّر (خلق) وما كان ذالك إلا لأن المعنى يتطلب ذلك،
ولأن كلمة (خلق) لا تصلح لإفادة المعنى المراد مع ماقبلها ومع ما بعدها فى آن واحد. والأمثلة كثيرة.
مع ان الحق عز وجل أورد بعض الكلمات والجمل تفيد معنى مع ما قبلها دون أن يحدث خلل فيما بعدها وتفيد المعنى مع ما بعدها دون أن يحدث خلل فيما قبلها وذلك في مثل قوله تعالى: (ذلك الكتاب لاريب فيه هدى للمتقين) فإن (فيه) إذا وصلتها بما قبلها تفيد معنى دون أن تخل في الجملة التى قبلها وكذلك إذا وصلتها بما بعدها أفادت معنى دون أن يحدث خلل فيما قبلها.
فلا يليق بنا أن نستعمل الكلمة في غير موضعها ظانين أننا بذلك نوضح مالم يوضحه الله تعالى وحاش لله أن يكون فى كلامه حرفا واحدا دون معنى أو عبثا فقط.
ما أردت إلا الإضافة والتأكيد لما قاله أخى الفاضل الأستاذ الدكتور أحمد شكري.
جزي الله الجميع خير الجزاء.
ـ[أبو عاتكة]ــــــــ[16 Apr 2009, 06:09 م]ـ
جزاكم الله خيرا ونفع بكم وزادكم الله من فضله ...
ـ[القارئ المليجي]ــــــــ[25 Apr 2009, 01:31 م]ـ
الحمد لله.
قد سمعت شابًّا صلى بنا منذ عامين أو أكثر، ووقف هذا الوقف وابتدأ ذلك الابتداء، ووالله الذي لا إله إلا هو لقد غاظني صنيعه جدا، وحدث أن هذا الشاب خطب أخت صديق لي، فأخبرني ذلك الصديق بهذه الخِطبة، فلم أملك - بعد الثناء على الشاب بما هو أهله - إلا أن قلت: لكنه صلى بنا مرة ففعل كذا وكذا (ابتسامة).
ودار نقاش حاد حول صنيع ذلك الشاب.
واحتججت - ولله الحمد - بمثل ما احتج به الدكتور محمود شمس في قوله:
والله - عز وجل - لو أراد أن يكرر الجملة مرتين لكررها لو كان هذا هو المراد في المعنى.
واستشهدت بقول الله تعالى:
] ((لمسجد أسس على التقوى من أول يوم أحق أن تقوم فيه فيه رجال)).
واحتججت أيضا بقول الله تعالى:
((إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا ثُمَّ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا ثُمَّ ازْدَادُوا كُفْراً)) في النساء.
بأنه لو أخذ القارئ يعيد ويزيد بحسب هواه لم يدر السامع كم مرة آمنوا وكم مرة كفروا في مراد الله تعالى.
وكذلك قوله تعالى:
((لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ فِيمَا طَعِمُوا إِذَا مَا اتَّقَوْا وَآمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ ثُمَّ اتَّقَوْا وَآمَنُوا ثُمَّ اتَّقَوْا وَأَحْسَنُوا)) في المائدة. [/ color]
¥