تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[نحو ورقة عمل لضبط الإعراب (نقط أبي الأسود الدؤلي -رحمه الله)]

ـ[أيمن صالح شعبان]ــــــــ[26 Dec 2008, 09:47 م]ـ

نحو ورقة عمل لنقط الإعراب

بسم الله الرحمن الرحيم

في مسيرة مشروعنا المبارك (الخط الكوفي القديم لكتابة المصحف العثماني بإشراف أد غانم قدوري الحمد) أطرح ورقة العمل الثانية بعد إنجاز المرحلة الأولى بشكل مرضي ولله الحمد لهذا المشروع الذي ينحو نحو العمل الموسوعي لمراحل تدوين المصحف الشريف وضبطه ومحاكتها عبر الحاسوب.

سبق وأن طرحت ورقة بعنوان:

نحو ورقة عمل لدراسة مخطوطات القرآن القديمة

وبه التوفيق

القول فيمن أول من نقط

المحفوظ في الباب والذي أورده أبوعمرو في كتابه (المحكم) أن أول ناقط لهذا الإعراب هو أبو الأسود الدؤلي وفيه: عن فديك من أهل قيسارية قال حدثنا الأوزاعي قال: سمعت قتادة يقول: بدؤوا فنقطوا ثم خمسوا ثم عشروا.

قال أبو عمرو: هذا يدل على أن الصحابة وأكابر التابعين رضوان الله عليهم هم المبتدئون بالنقط ورسم الخموس والعشور لأن حكاية قتادة لا تكون إلا عنهم إذ هو من التابعين وقوله بدؤوا إلى آخره دليل على أن ذلك كان عن اتفاق من جماعتهم وما اتفقوا عليه أو أكثرهم فلا شكول في صحته ولا حرج في إستعماله وإنما أخلى الصدر منهم المصاحف من ذلك ومن الشكل من حيث أرادوا الدلالة على بقاء السعة في اللغات والفسحة في القراءات التي أذن الله تعالى لعباده في الأخذ بها والقراءة بما شاءت منها فكان الأمر على ذلك إلى أن حدث في الناس ما أوجب نقطها وشكلها وذلك ما حدثناه محمد بن أحمد بن علي البغدادي قال ثنا محمد بن القاسم الأنباري قال ثنا أبي قال حدثنا أبو عكرمة قال: قال العتبي: كتب معاوية رضي الله عنه إلى زياد يطلب عبيد الله ابنه فلما قدم عليه كلمه فوجده يلحن فرده إلى زياد وكتب إليه كتابا يلومه فيه ويقول أمثل عبيد الله يضيع فبعث زياد إلى أبي الأسود فقال: يا أبا الأسود إن هذه الحمراء قد كثرت وأفسدت من ألسن العرب فلو وضعت شيئا يصلح به الناس كلامهم ويعربون به كتاب الله تعالى فأبى ذلك أبو الأسود وكره إجابة زياد إلى ما سأل فوجه زياد رجلا فقال له اقعُدْ في طريق أبي الأسود فإذا مر بك فاقرأ شيئا من القرآن وتعمد اللحن فيه ففعل ذلك فلما مر به أبو الاسود رفع الرجل صوته فقال {أَنَّ اّللهَ بَرِيءٌٌ مِّنَ اّلْمُشْرِكِينَ} وَرَسُولِهِِ. فاستعظم ذلك أبو الأسود وقال عز وجه الله أن يبرأ من رسوله ثم رجع من فوره إلى زياد فقال: يا هذا قد أجبتك إلى ما سألت ورأيت أن أبدأ بإعراب القرآن إلي ثلاثين رجلا فأحضرهم زياد فاختار منهم أبو الأسود عشرة ثم لم يزل يختار منهم حتى اختار رجلا من عبد القيس فقال خذ المصحف وصبغا يخالف لون المداد فإذا فتحتُ شفتي فانقط واحدة فوق الحرف وإذا ضممتهما فاجعل النقطة إلى جانب الحرف وإذا كسرتهما فاجعل النقطة في أسفله فإن اتبعت شيئا من هذه الحركات غنة فانقط نقطتين فابتدأ بالمصحف حتى أتى على آخره ثم وضع المختصر المنسوب إليه بعد ذلك. انتهى.

وقد اختار أبو عمرو هذا الضبط اقتصارا عليه دون ما سواه مما أحدث بعد ذلك فقال:

فاتباع هذا أولى والعمل به في نقط المصاحف أحق لأن الذي رآه أبو الاسود ومن بحضرته من الفصحاء والعلماء حين اتفقوا على نقطها أوجه لا شك من الذي رآه من جاء بعدهم لتقدمهم ونفاذ بصريرتهم فوجب المصير إلى قولهم ولزم العمل بفعلهم دون ما خالفه وخرج عنه على أن اصطلاحهم على جعل الحركات نقطًا كنقط الإعجام قد يتحقق من حيث كان معنى الإعراب التفريق بالحركات والإعجام من قولهم أعجمت الشيء إذا بينته وكان الاعجام أيضا يفرق بين الحروف المشتبهة في الرسم وكان النقط يفرق بين الحركات المختلفة في اللفظ فلما اشتركا في المعنى أشرك بينهما في الصورة وجعل الإعجام بالسواد والإعراب بغيره فرقا بين إعجام الحروف وبين تحريكها واقتصر في الإعجام أولاً على النقط من حيث أريد الإيجاز والتقليل لأن النقط أقل ما يبين به وهذا لطيف جدًا وبالله التوفيق 0 انتهى.

وقد اختار تلميذه الإمام أبوداود ضبط الخليل بن أحمد. وكلاهما مشهوران معمول بهما في ضبط المصحف الشريف.

وتجدر الإشارة إلى الفرق بين رسم المصحف ونقطه.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير