[سلسلة حلقات "حوارات ساخنة" مع د. أنمار (2)]
ـ[الحسن محمد ماديك]ــــــــ[01 Mar 2009, 01:55 ص]ـ
قال د. أنمار:
"ثانيا:
المدعي المتشبع بما لم يعط يتظاهر بالتحقيق، ولو كان كذلك لبحث عن صحة هذه العبارة.
لأن من أسند فقد أحالك. وهنا الداني وبعده ابن الجزري أحالا على القائل وهو أبو الفتح فارس بن أحمد بن موسى وترجمته في غاية النهاية ج 2 ص 5 ومعرفة القراء ج 1 ص 379 وقد ولد عام 333 وتوفي عام 401 هـ
أما ابن مجاهد فهو أبو بكر أحمد بن موسى بن العباس بن مجاهد ولد عام 245 وتوفي عام 324 هـ
فالسند منقطع بمفازة تقدر بـ 7 سنوات والناقل عن ابن مجاهد مجهول وعليه فالعبارة ساقطة لا قيمة لها عند التحقيق العلمي المحايد." اهـ بلفظه
ويؤخذ منه المغالطات التالية:
أولا: رمي أبي الفتح فارس بن أحمد بالتدليس وأنه يأخذ العلم عن مجهول رغم منزلته العلمية التي أعلنها تلميذه الداني وأعلنها أقرانه ومن جاء بعده فلن يضره أن استنقصه وحط من قدره هذا المسمى بالأنمار ورماه بالتدليس والتقول على ابن مجاهد رغم قول الداني عنه
:"لم ألق مثله في حفظه وضبطه كان حافظا ضابطا حسن التأدية فهما بعلم صناعته واتساع روايته مع ظهور نسكه وفضله وصدق لهجته " اهـ من غاية النهاية من ترجمة أبي الفتح المرقم برقم (2544)
فليت شعري هل أتانا الدكتور الأنمار ببحث مفصل يردّ على الداني وصفه شيخه بصدق اللهجة والحفظ والضبط والنسك والفضل لنصفه بقلة الضبط والتقول على ابن مجاهد.
وليعلم فضيلة الدكتور أن أبا الفتح فارس بن أحمد قد أخذ القراءات وقرأ بها القرآن على جماعة من تلامذة ابن مجاهد منهم:
ـ أبو أحمد السامري عبد الله بن الحسين المرقم في غاية النهاية برقم (2761)
ـ علي بن عبد العزيز أبو الحسن الجلاء الرازي المرقم في غاية النهاية برقم (2248)
ـ أبو الفرج محمد بن أحمد الشنبوذي المرقم في غاية النهاية برقم (2701)
فوا عجبا كيف يدعي هذا الأنمار انقطاع السند بين أبي الفتح فارس بن أحمد وبين ابن مجاهد رغم اتصال السند بينهما بهؤلاء الثلاثة الذين هم تلامذة ابن مجاهد وشيوخ فارس بن أحمد.
إن أبا الفتح فارس لم يدّع ـ وحاشاه من المغالطات والتدليس ـ أنه سمع ابن مجاهد يقول كذا وكذا وإنما قطع بالخبر عنه أنه أمال حرف الحشر قياسا على حرفي البقرة كما هي دلالة قوله " لم يذكر أحد عن البارئ نصا وإنما ألحقه بالحرفين اللذين في البقرة ابن مجاهد قياساً عليهما" اهـ بلفظه وهو صريح في الإخبار عن ابن مجاهد.
ولباحثنا الدكتور الأنمار أي يردّ على أبي الفتح فارس دعواه فيثبت لنا أحد أمرين: أحدهما استخراج النص بإمالة حرف الحشر عن الدوري بل عن أحد من الرواة والقراء أو عن من سبقهم من التابعين والصحابة، وثانيهما الإتيان برواية عن الدوري عن الكسائي أو عن من سبقهما من القراء بإمالة حرف الحشر لينسف باحثنا الأنمار ما قطع به شيخ الداني أبو الفتح فارس بن أحمد من أن ابن مجاهد هو الذي ألحق حرف الحشر بحرفي البقرة لدوري الكسائي أي أدرج إمالة حرف الحشر في رواية دوري الكسائي قياسا على إمالته حرفي البقرة.
وكان حريا بالدكتور الأنمار أن يوافقني في ما ذهبت إليه وأعلنته في بحوثي تعليقا على هذه المسألة وخلاصته أن جزى الله خيرا المصنفين من طرق الرواة كابن مجاهد والداني ومكي بن أبي طالب على أمانتهم العلمية إذ لم يخلطوا الرواية بالقياس بل أعلنوا النص وأعلنوا الرواية أداء ولو كانت غير منصوصة وأعلنوا القياس كل على حدة تماما كما في اعترافاتهم التالية:
قال مكي في آخر كتابه التبصرة ما نصه:"فجميع ما ذكرناه في هذا الكتاب ينقسم إلى ثلاثة أقسام قسم قرأت به ونقلته وهو منصوص في الكتب موجود، وقسم قرأت به وأخذته لفظا أو سماعا وهو غير موجود في الكتب وقسم لم أقرأ به ولا وجدته في الكتب ولكن قسته على ما قرأت به إذ لا يمكن فيه إلا ذلك عند عدم الرواية في النقل والنص وهو الأقل اهـ بلفظه.
¥