[إثبات تواتر القرآن دون الحاجة إلى اللهجات والقياس في القراءات]
ـ[الحسن محمد ماديك]ــــــــ[16 Feb 2009, 01:54 ص]ـ
نسخة جديدة من البحث
[إثبات تواتر القرآن دون الحاجة إلى اللهجات والقياس في القراءات]
بسم الله الرحمان الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله ومن والاه وبعد:
فإن مسألة تواتر القرآن لجديرة بالبحث الجادّ المعمق إذ لم تفرغ الأمة منذ نشأة علم القراءات إلى تحرير هذه الجزئية رغم أهميتها وأهليتها للبحث والدراسة.
وللناس ـ باحثين وعوام ـ في هذه المسألة أربعة أقوال هي:
1. القول بترادف لفظي القرآن والقراءات
2. القول بتواتر القراءات السبع والعشر.
3. القول بثبوت القرآن بصحة السند واستفاضته دون اشتراط التواتر.
4. القول بتواتر القرآن جملة وتفصيلا ولكنهم لم يتجاوزوا هذا القول إلى إثباته على أرض الواقع في كل حرف وكلمة من القرآن.
مناقشة المذهب الأول:
إن البحث العلمي المجرد عن التقليد والتعصب ليهدي إلى أن مدلول لفظ القرآن مغاير لمدلول لفظ القراءات مغايرة كاملة لأن القراءات هي أداء تقرأ به بعض كلمات القرآن حالتي الوصل والوقف وينقسم ذلك الأداء إلى أربعة أقسام هي:
1. قسم منصوص أي أثبته المصنفون الأولون في كتبهم من أمثال يحيى اليزيدي ت 202 هـ والدوري أول من جمع القراءات ت 246 هـ والأخفش ت 292 هـ الذي صنف كتبا كثيرة في القراءات وابن مجاهد ت 324 هـ صاحب السبعة، وتلميذه النقاش ت 351 هـ
2. قسم غير منصوص في الكتب ضمن أحرف الخلاف ولكنه أداء قرأوا به على شيوخهم وسماع سمعوه منهم وهو الأكثر قبل ثورة الداني وشيوخه ومنهم طاهر بن غلبون صاحب التذكرة في القراءات الثمان ومن أمثلة هذا القسم إدغام الهاء في الهاء لأبي عمرو من طرق الإدغام الكبير، قال في النشر (1/ 284) فقد روى محمد بن شجاع البلخي إدغامه نصا عن اليزيدي عن أبي عمرو في قوله ? إلهه هواه ? ورواه العباس، وروى أبو زيد أيضا عن أبي عمرو إدغام ? إنه هو التواب ? " اهـ بلفظه قلت: وهكذا انتفى النص بإدغام ثلاثة وتسعين حرفا أي موضعا التقى فيه الهاء مع الهاء في كلمتين تبعا للأداء كما نص صرح به ابن الجزري نفسه في النشر (1/ 284) قال " والصواب ما عليه إجماع أهل الأداء من إدغام الباب كله من غير فرق والله أعلم" اهـ بلفظه
3. قسم التحديث بأحرف الخلاف ولا يفيد في القراءة شيئا أي لا تجوز قراءة القرآن به، وهو الذي بدأ اليوم يطغى من المعاصرين إذ أصبحوا يقرأون القرآن ـ إلا قليلا منهم ـ بأحرف الخلاف من طرق الحرز والدرة والطيبة، وشتان ما بين الأداء والتحديث، إذ الأداء هو مثلا قراءة الداني القرآن كله برواية هشام من طريق التيسير على أبي الفتح على السامري على ابن عبدان على الحلواني على هشام، أما ما سوى هذا الأداء عن هشام فإذا تضمنه التيسير فإنما هو من التحديث الذي منه على سبيل المثال ما تلقاه الداني من أحرف الخلاف لهشام عن شيخه محمد بن أحمد عن ابن مجاهد عن ابن أبي مهران الجمال عن الحلواني عن هشام.
4. وأما القسم الرابع فهو ما أقحمه المصنفون في كتب القراءات كالذي اعترف به مكي وابن مجاهد وغيرهما أنهم لم يتلقوه أداء ولا وجدوه منصوصا ولا حدثوا به تحديثا وإنما قاسوه على نظائره ليحافظوا على تعدد الروايات والقراءات رغم تواتر القرآن دونه كما أثبت في بحثي "القراءات القرآنية النشأة والتطور".
ويكفي لإسقاط مذهب القائلين بترادف لفظي القرآن والقراءات أن من القراءات ما لا يتأتى رفعه إلى النبي ? لانقطاع إسناده بل هو أداء من إنشاء وتأليف من وضعه مثل إمالة ? البارئ ? في الحشر لدوري الكسائي، وإنما قرئت ? البارئ ? أول ما قرئت بالإمالة في القرن الرابع للهجرة إذ قاسها ابن مجاهد في سبعته على حرفي البقرة ? بارئكم ?.
ومن أدلة الاحتجاج بالمغايرة بين لفظي القرآن والقراءات ما تضمنته القراءات ومنها السبع والعشر من اجتهادات في الأداء مقطوعة الصلة بالرواية مثل مذهب حمزة وهشام على الهمز.
مناقشة المذهب الثاني:
¥