تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[إثبات صحة إمالة كلمة ((البارئ)) والرد على بعض الأفهام السقيمة]

ـ[د. أنمار]ــــــــ[22 Feb 2009, 03:02 ص]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا وحبيبنا محمد إمام المتقين وقائد الغر المحجلين وعلى آله وصحبه أجمعين

وبعد فإن العمر يمضي ولا ينفع المرء إلا توجهات أخلص فيها لربه أوعلم يتركه بعده مما ينتفع به، وسيقف الواحد بين يدي ربه ليس بينه وبينه ترجمان.

وإني قد طلب مني الرد بأسلوب علمي على جنايات وافتراءات ارتكبت في حق القراءات العشر بحجة تنقيتها مما دخل على على القراءة من طريق القياس وأن هذه الرواية بزعمهم لم ترد ولم تصح،

وبعض هؤلاء الأغمار إنما هم أنصاف متعلمين، لم يتمكنوا في العلم ولم يتقنوه وظنوا بأنهم يقارعون ابن الجزري والشاطبي. وما هم إلا وبال على أهل القراءات بطيشهم وجهلهم العريض.

وبما أن الوقت عندي أهم من أن يضيع في المهاترات والقيل والقال أحببت أن أضرب مثالا واحد يوضح حقيقة جهل بعضهم واللبيب من الإشارة يفهم إذ بالجزء يستدل على الكل

قال المدعي:

وأما اختيارات المصنفين التي تدعو إلى الاستغراب فمنها اختيار ابن مجاهد في بداية القرن الرابع إمالة البارئ الحشر24 لدوري الكسائي قياسا على إمالته حرفي البقرة بارئكم فهذا الاختيار مبك حقا لأنه قراءة حرف من كتاب الله بأداء لم ينزل به جبريل من عند الله على النبي الأمي إذ قرأ جميع القراء والرواة حرف الحشر بالفتح الخالص وإنما ألحقه ابن مجاهد بأحرف اختص الدوري عن الكسائي وتفرد بإمالتها قال في النشر (2/ 39) وقال الداني في جامعه لم يذكر أحد عن البارئ نصا وإنما ألحقه بالحرفين اللذين في البقرة ابن مجاهد قياسا عليهما سمعت أبا الفتح يقول ذلك اهـ.

قال: وهو كذلك في جامع البيان للداني (1/ 469) والله المستعان.

اهـ الكلام وفيه ما فيه.

الرد:

أولا آفة بتر النصوص:

أقول هذا مثال واضح لمن يتتبع السقطات والشبهات ويترك اليقين الواضح

فالنص المذكور أعلاه مشكل لكن المدعي نقله مبتور البداية. فقد أثبت الإمام ابن الجزري قبل تلك العبارة ضعفها وأن الصواب خلافها بقوله:

واختلف عنه في (البارئ المصور) من سورة الحشر فروى عنه إمالته، وأجراه مجرى (بارئكم) جمهور المغاربة وهو الذي في تلخيص العبارات والكافي والهادي والتبصرة والهداية والعنوان والتيسير والشاطبية وكذلك رواه من طريق ابن فرح أعنى عن الكسائي صاحب التجريد والإرشادين والمستنير وغيرهم. ورواه عنه بالفتح خصوصاً أبو عثمان الضرير وهو الذي في أكثر كتب القراآت ونص على استثنائه الحافظ أبو العلاء وأبو محمد سبط الخياط وابن سوار وأبو العز وغيرهم والوجهان صحيحان عن الدوري. وقال الداني في جامعه لم يذكر أحد عن البارئ نصا وإنما ألحقه بالحرفين اللذين في البقرة ابن مجاهد قياساً عليهما، سمعت أبا الفتح يقول ذلك انتهى.

وكأن العبارة [وإن قال الداني في جامعه ... ]

فأول الكلام يقرر صحة الوجهين، أي ولا عبرة بما بعد ذلك.

ثانيا:

المدعي المتشبع بما لم يعط يتظاهر بالتحقيق، ولو كان كذلك لبحث عن صحة هذه العبارة.

لأن من أسند فقد أحالك. وهنا الداني وبعده ابن الجزري أحالا على القائل وهو أبو الفتح فارس بن أحمد بن موسى وترجمته في غاية النهاية ج 2 ص 5 ومعرفة القراء ج 1 ص 379 وقد ولد عام 333 وتوفي عام 401 هـ

أما ابن مجاهد فهو أبو بكر أحمد بن موسى بن العباس بن مجاهد ولد عام 245 وتوفي عام 324 هـ

فالسند منقطع بمفازة تقدر بـ 7 سنوات والناقل عن ابن مجاهد مجهول وعليه فالعبارة ساقطة لا قيمة لها عند التحقيق العلمي المحايد.

ثالثا:

ابن مجاهد نفسه لم يرو الإمالة إنما روى الفتح في كلمة البارئ كما في كتابه السبعة ص 150

وهذا يهدم العبارة التي تنسب له التغيير من أصلها.

رابعا:

قال الداني:

وعلة الكسائي في جمعه في حرفه بين الإمالة والفتح (أي القراءة بالوجهين) في ذلك أنه أراد الجمع بين اللغتين وأن يرى جواز اللغتين، هذا مع ما اتبعه في ذلك من الأثر الثابت لديه عن أئمته فاعتمد عليه.

ص 72 الفتح والإمالة

خامسا:

بالاستقراء السريع لبعض كتب القراءات المتوفرة يظهر أن الإمالة وصلت إلى العلماء الأوائل بعشرات الأسانيد التي تمر بغير ابن مجاهد

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير