تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[قضية مصحف ابن مسعود]

ـ[أبو إسحاق الحضرمي]ــــــــ[21 Mar 2009, 09:41 م]ـ

اشتهر عند كثير من العلماء أنَّ الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود قد رجع إلى مذهب باقي الصحابة وترك مصحفه ورجع إلى مصحف عثمان ذكر ذلك الذهبي في السير وابن حجر في الفتح وغيرهما.

فهل من دليل صريح على رجوعه؟ لأنَّ مَن ذكر ذلك لم يذكر لذلك دليل.

فأرجو من إخواني في هذا الملتقى مَن وقف على شيء في هذه المسألة فليتحفنا به - وله الدعاء مني مبذول - إن شاء الله.

ـ[أبو إسحاق الحضرمي]ــــــــ[27 May 2010, 11:07 ص]ـ

جاء في غاية النهاية للإمام ابن الجزري - رحمه الله - 1/ 262:

وكان الأعمش يجود حرف ابن مسعود وكان ابن أبي ليلى يجود حرف علي وكان أبو إسحاق يقرأ من هذا الحرف ومن هذا الحرف وكان حمران يقرأ قراءة ابن مسعود ولا يخالف مصحف عثمان يعتبر حروف معاني عبد الله ولا يخرج من موافقة مصحف عثمان وهذا كان اختيار حمزة

ـ[ايت عمران]ــــــــ[27 May 2010, 01:20 م]ـ

اشتهر عند كثير من العلماء أنَّ الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود قد رجع إلى مذهب باقي الصحابة وترك مصحفه ورجع إلى مصحف عثمان ذكر ذلك الذهبي في السير وابن حجر في الفتح وغيرهما.

فهل من دليل صريح على رجوعه؟ لأنَّ مَن ذكر ذلك لم يذكر لذلك دليل.

جزاك الله خيرا يا شيخ أبا إسحاق على أن أعدت التذكير بهذا السؤال الذي مر عليه أكثر من سنة، وهو في الحقيقة سؤال مهم، ويحتاج إلى تفاعل يليق بخطورته من شيوخنا الكرام، ويبدو أنه لا يوجد نص تاريخي مسند صريح في تراجع عبد الله ابن مسعود رضي الله عنه، واكتفت الأمة بنقل ذلك جيلا عن جيل دون سند، وسأنقل لكم أحسن ما وقفت عليه في هذه القضية:

عقد ابن أبي داود ـ رحمه الله ـ في كتاب المصاحف بابا بعنوان:

باب رضاء عبد الله بن مسعود بعد ذلك بجمع

عثمان ـ رضي الله عنه ـ المصاحف

حدثنا عبد الله بن سعيد، ومحمد بن عثمان العجلي قالا: حدثنا أبو أسامة قال: حدثني زهير قال: حدثني الوليد بن قيس، عن عثمان بن حسان العامري، عن فلفلة الجعفي قال: فزعت فيمن فزع إلى عبد الله في المصاحف، فدخلنا عليه، فقال رجل من القوم: إنا لم نأتك زائرين، ولكنا جئنا حين راعنا هذا الخبر، فقال: "إن القرآن أنزل على نبيكم من سبعة أبواب على سبعة أحرف [أو حروف]، وإن الكتاب قبلكم كان ينزل [أو نزل] من باب واحد على حرف واحد، معناهما واحد".

قال محقق سليم الهلالي ـ بعد أن حسن سند هذا الأثر ـ:

"قال الحافظ ابن كثي في تفسير القرآن العظيم: (وهذا الذي استدل به أبو بكر [يعني: المؤلف] رحمه الله على رجوع ابن مسعود؛ فيه نظر من جهة أنه لا يظهر من هذا اللفظ رجوع عما كان يذهب إليه، والله أعلم)

وقد ذكر الإمام الذهبي في السير 1/ 488 ما نصه: (وقد ورد أن ابن مسعود رضي وتابع عثمان وله الحمد، وفي مصحف ابن مسعود أشياء أظنها نسخت)

قلت: لم أر هذا الرجوع صريحا، ولعل الذهبي أراد ما ذكره المصنف هنا ـ والله أعلم ـ وفيه بعد كما لا يخفى.

وأما رجوع ابن مسعود وموافقته للصحابة فمتواتر عند الأمة، قال الحافظ ابن كثير في تفسير القرآن العظيم: وهذا مشهور عند كثير من القراء والفقهاء، وأن ابن مسعود كان لا يكتب المعوذتين في مصحفه، فلعله لم يسمعها من النبي صلى الله عليه وسلم، ولم يتواتر عنده، ثم لعله قد رجع إلى قول الجماعة، فإن الصحابة ـ رضي الله عنهم ـ أثبتوها في المصاحف الأئمة، ونفذوها إلى سائر الآفاق، ولله الحمد والمنة).

وقال القرطبي في المفهم: (وانتشرت المصاحف التي كتب بها عثمان إلى الآفاق، ووافقه عليها الصحابة، وقرأ المسلمون عليها، وترك مصحف عبدالله، وخفي أمره، إلى أن وجد في خزائن بني عبيد بمصر عند انقراض دولتهم، فأمر صدر الدين قاضي الجماعة بإحراقه؛ على ما سمعناه من شيوخنا).

وانظر ـ لزاما ـ البداية والنهاية (11/ 238 ـ 239) في قصة غريبة.

قلت: وهذا لا شك فيه؛ فإن ابن مسعود ـ رضي الله عنه ـ وافق عثمان وتابعه فيما دون ذلك عندما أتم الصلاة خلفه، وعلل ذلك: أن الخلاف شر، فما بالك في الاختلاف في القرآن؟! فإنه سيكون أكثر ضررا، وأعظم خطرا، وأشد فتكا بجماعة المسلمين، فتدبر هذا المقام، تستريح من شبهات الروافض والمستشرقين، وأذنابهم من بني جلدتنا المستغربين" انتهى كلام سليم الهلالي.

ونحن بانتظار تدخل المشايخ الأفاضل، فالمسألة في حاجة إلى علمهم، وهي من أهم شبه المستشرقين في باب جمع القرآن، ونسأل الله العصمة في القول والعمل.

ـ[أبو إسحاق الحضرمي]ــــــــ[27 May 2010, 04:28 م]ـ

جزى الله خيراً أخي الكريم ايت عمران على هذه الإضافة المفيدة الماتعة

وأحب أن أضيف قائلاً:

كنتُ قبل سنة قد سألتُ أحد مشايخي قائلاً: ما الدليل على أنَّ عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قد رجع إلى مصحف عثمان بن عفان رضي الله عنه ووافق بقية الصحابة؟!

فأجابني قائلاً: بأنَّ أسانيدنا في رواية حفص عن عاصم تمرُّ على عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، وكلُّ راوٍ في السند أقرأ بما قرأ، وقراءتنا لا تخرج عن مصحف عثمان بن عفَّان رضي الله عنه، فعُلم بهذا أنَّ ابن مسعود قد رجع عن قراءته.

فقلتُ سائلاً: ما زال بعض طلبة ابن مسعود رضي الله عنه يقرأون بقراءته، فكيف نقول بأنه رجع؟! كما ذكر ذلك الإمام ابن الجزري - رحمه الله - عن الأعمش أنه كان يجود حرف ابن مسعود (غاية النهاية 1/ 262) وعن سعيد بن جبير أنه كان يؤم النَّاس في شهر رمضان فيقرأ ليلة بقراءة ابن مسعود وليلة بقراءة زيد بن ثابت (غاية النهاية 1/ 305)

فقال لي: يُحتملُ أن ابن مسعود رضي الله عنه أقرأ الناس بعضهم بمصحفه وبعضهم بما يوافق مصحف عثمان رضي الله عنه

أو نحو بما أجابني به شيخي قبل سنة أو زيادة، أرجو من مشايخي الكرام تصحيح ما كان فيه من زلل

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير