[القول الصحيح المنصور .. في تجويد الساكن المستعلي وقبله مكسور]
ـ[عبد الحكيم عبد الرازق]ــــــــ[25 Apr 2009, 09:28 م]ـ
[القول الصحيح المنصور .. في تجويد الساكن المستعلي وقبله مكسور]
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا،من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادى له، وأشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه و سلم
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ
يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَتَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيما
ثم أما بعد:
إن أصدق الحديث كتاب الله و خير الهدى هدى محمد صلى الله عليه و سلم
مقدمة:
الحمد لله الأعز الأكرم، الذي علم الإنسان ما لم يعلم، والصلاة والسلام علي نبينا المفخَّم، وسيدنا المكرَّم وشفعينا المعظَّم، الذي رقق القلوب بمنار هديه السديد، وفخَّم النفوس بعزة القرآن المجيد، النافع في كل الشدائد والمواطن، الكاسي قارئه ثوب الفضائل والمحاسن، العاصم من الوقوع في خزي المهالك وضر العوائق، العامر دائما بأنوار الحق وأضواء الحقائق، وبعد ....
فلما كان الانشغال بتنقيح المسائل القرآنية، والبحث عن تحقيق القضايا الأدائية، من الأمور النافعة، والأعمال الواجبة، إذ بذلك يصان القرآن من الخلافات الواقعة، والمنازعات البارزة، ويصون عن أدائه المحفوظ شبهة المراء وهرف الافتراء، لذا خطر لي أن أسطر بقدر وسعي وقدر طاقتي حسم مسألة وثيقة بفنية الأداء بوثاق محكم لا انفصام له، ويفتقر القارئ إلي حسم خلافها وتنقيح نصوصها، كما يفتقر الظمئان إلي قطرة ماء حتي يروي عطشه،.
وقد تنوعت بعض الألسن حول حقيقة أداء الحرف الساكن المستعلي إن كان ما قبله مكسورا (الغين والخاء) فقال قلة: بتفخيمها، وهو قول مرجوح كما سنوضحه ونبينه.
والقول الثاني: وهو الذي عقدت عليه الخناصر، واتفقت عليه الألسن، وارتضته الآذان، فهو الترقيق (التفخيم النسبي) وهو الذي عليه الأكثر وهو الأسير والأشهر.
والذي حدا بي إلي الشروع أو الخوض في هذه المسألة ما سمعته من فضيلة الشيخ أيمن سويد ـ حفظه الله ـ في سورة (ص (وعند قراءة قوله تعالي: (قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكًا لَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ (35 (
قرأ حرف (الغين) من (رَبِّ اغْفِرْ) بتفخيم (الغين) تفخيما حقيقيا ـ أي لم يفخمها تفخيما نسبيا لأجل الكسرة ـ.
فسألت بعض طلابه فأجاب د/ أنمار ـ حفظه الله ـ قائلا: مراتب التفخيم عند العلماء على قولين: هل هي ثلاث أم خمس؟
وذكر ابن الجزري الخلاف في تمهيده ص 119 ورجح الخمس فجعل الساكنة قولا واحدا وهي أعلى من المكسورة
وهذا خلاف مذهب المتولي في: ... وتابع ما قبله ساكنها
وأشار إلى ذلك في النشر ولم يصرح بالمرتبة الخامسة فقال:
والخاء: يجب تفخيمها وسائر حروف الاستعلاء وتفخيمها إذا كانت مفتوحة أبلغ، وإذا وقع بعدها ألف أمكن نحو: خلق، وغلب، وطغى، وصعيداً، وضرب، وخالق، وصادق، وضالين، وطائف وظالم.
قال ابن الطحان الأندلسي في تجويده: المفخمات على ثلاثة أضرب: ضرب يتمكن التفخيم فيه وذلك إذا كان أحد حروف الاستعلاء مفتوحاً، وضرب دون ذلك وهو أن يقع مضموماً، وضرب دون ذلك وهو أن يكون مكسوراً. انتهى ج 1 ص 218
وفصل المسألة وذكر الخلاف صاحب نهاية القول المفيد ص 101 وذكر نظم شيخه المتولي في المسألة وترجيح العلماء للخمس بما فيهم المتولي والظاهر خلافه فراجعه غير مأمور)) ا. هـ كلامه حفظه الله
¥