[القراءات القرآنية النشأة والتطور ج1]
ـ[الحسن محمد ماديك]ــــــــ[16 Feb 2009, 01:58 ص]ـ
القراءات القرآنية: النشأة والتطور
بسم الله الرحمان الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله ومن والاه وبعد:
فإن بحثا بعنوان " القراءات القرآنية: النشأة والتطور" ليحتاج إلى:
تقديم: لمناقشة العلاقة الجدلية بين: القرآن والقراءات.
كما يحتاج لمعرفة مراحل تطور علم القراءات إلى الحديث بشيء من التفصيل عن خمس طبقات هي:
الطبقة الأولى: الآخذون عن الصحابة بأداء المصاحف العثمانية.
الطبقة الثانية: القراء ورواتهم
الطبقة الثالثة: مدرسة ابن مجاهد: المصنفون من طرق الرواة
الطبقة الرابعة: مدرسة ابن الجزري
الطبقة الخامسة: ما بعد ابن الجزري إلى عصرنا الحاضر.
وكذلك يحتاج البحث إلى:
خاتمة: لمناقشة موانع إخراج مصاحف مطابقة لقراءات الصحابة الذين رافقوا
المصاحف العثمانية
تقديم: لمناقشة العلاقة الجدلية بين القرآن والقراءات
إن القرءان وهو كلام الله المنزل على النبي الأمي ? المكتوب بين دفتي المصحف لمتواتر جملة وتفصيلا كلمة كلمة حرفا حرفا كما بينت في بحثي " إثبات تواتر القرآن دون الحاجة إلى اللهجات والقياس في القراءات ".
وأما القراءات فقد نشأت أول ما نشأت في القرن الثاني بعد نزول القرآن أي نشأت باجتهاد من القراء والرواة والطرق عنهم لتفسير مسألتين اثنتين:
1. الأحرف السبعة التي أنزل عليها القرآن
2. تعليل الاختلاف في رسم المصاحف العثمانية
ولقد شرع المتقدمون من أئمة القراءات في القرن الثاني والثالث بعد نزول القرآن في إدخال وإدراج من لهجات العرب كالإدغام والإمالة وتسهيل الهمز والروم والإشمام في أداء القرآن، وتتبعوا كل قاعدة نحوية أو لهجة عربية وردت في بعض كلمات القرآن فقاسوا عليها نظائرها في سائر القرآن.
وهكذا أقول بالمغايرة بين لفظي القرآن والقراءات لأن القراءات قد تضمنت الضعيف والشاذ والوهم والوضع الذي منه القياس.
ولإثبات ذلك فلنستمع إلى اعترافات أئمة القراءات أنفسهم بهذه الحقيقة كاملة:
قال أبو شامة في كتابه المرشد الوجيز " فإن القراءات المنسوبة إلى كل قارئ من السبعة وغيرهم منقسمة إلى المجمع عليه والشاذ انتهى من النشر (1/ 10)
وقال عمرو ابن الحاجب "والسبعة متواترة فيما ليس من قبيل الأداء كالمد والإمالة وتخفيف الهمز ونحوه" اهـ من النشر (1/ 13).
وقال أبو الحسن علي بن عبد الكافي السبكي " ... وهكذا التفصيل في شواذ السبعة فإن عنهم شيئا كثيرا شاذا " اهـ من النشر (1/ 44).
وفي غاية النهاية لابن الجزري أن مصطلح القراءة الشاذة وقع في القرن الثاني وأن أبا حاتم السجستاني روى أن هارون الأعور العتكي البصري ت170 هـ هو أول من تتبع الشاذ من القراءات وبحث عن أسانيدها.
قلت: إن مدلول الشذوذ في القراءات يشمل:
1. الشذوذ عن المصاحف العثمانية
2. والشذوذ عن القياس في لسان العرب
3. والشذوذ عن الأداء والطريق الواحدة.
وإنما قصدت في هذا البحث الشذوذ عن الأداء.
واتسع الخرق بإكثار المصنفين من طرق الرواة من الروايات والقراءات إذ جمع الداني عن القراءات السبع أكثر من خمسمائة طريق وجمع الأهوازي كثيرا من المشهور والشاذ وجمع الهذلي في الكامل خمسين قراءة وألفا وأربعمائة وتسعة وخمسين رواية وطريقا ومثله الطبري بمكة وجمع الأسكندري سبعة آلاف رواية وطريق قال ابن الجزري في النشر (1/ 35) ولا زال الناس يؤلفون في كثير القراءات وقليلها ويروون شاذها وصحيحها بحسب ما وصل إليهم أو صح لديهم ولا ينكر أحد عليهم بل هم في ذلك متبعون سبيل السلف حيث قالوا القراءة سنة متبعة يأخذها الآخر عن الأول وما علمنا أحدا أنكر شيئا قرأ به الآخر إلا ما قدّمنا عن ابن شنبوذ لكنه خرج عن المصحف العثماني وللناس في ذلك خلاف كما قدمناه وكذا ما أنكر على ابن مقسم من كونه أجاز القراءة بما وافق المصحف من غير أثر كما قدّمنا وأما من قرأ بالكامل للهذلي أو سوق العروس للطبري أو إقناع الأهوازي أو كفاية أبي العز أو مبهج سبط الخياط أو روضة المالكي ونحو ذلك على ما فيه من ضعيف وشاذ عن السبعة والعشرة وغيرهم فلا نعلم أحدا أنكر ذلك ولا زعم أنه مخالف لشيء من الأحرف السبعة بل ما زالت علماء الأمة وقضاة المسلمين يكتبون خطوطهم ويثبتون
¥