[قراءة أهل نجد للقرآن الكريم؛ وصفها في كتب التراجم، ومقامها وأعلام القراء والمجودين]
ـ[علي بن محمد السالم]ــــــــ[10 Oct 2008, 07:02 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيمطلب مني أحد الزملاء أن أطرح موضوع له في هذا الملتقى المبارك، وأخذ رأي طلاب العلم الأفاضل، وإليكم الموضوع:
قراءة أهل نجد للقرآن الكريم؛ وصفها في كتب التراجم، ومقامها وأعلام القراء والمجودين وبواكير المنسوخات (2/ 1)
عبدالله بن سعد راشد آل دريس
لكل إقليم وبلد خصائصه وطبائعه التي تؤثر فيه وفي قاطنيه، وتعكس تلك الخصائص والملامح صورتها في جلبابه، وتتلون بصداها في نغمه ووتره، وجغرافية نجد أثرت في ساكنيها، شأنها كسائر الأقاليم المؤثرة في الخلق والطباع، وبالنظر في طبيعة الدرس النجدي وهيكلته، ومكانة الفنون العلمية المتلقاة عند أهالي نجد نلحظ أن اهتمام النجديين وعنايتهم يدور حول علوم الشريعة من الفقه والتفسير والعقيدة، وتأميم القلب للرب الأحد الصمد، ومحاربة الشرك والخرافات بشتى صورها، وبجانب ذلك لهم نصيب وإلمام بفنون اللغة العربية وما يتصل بها مما هو من علوم الألة الضرورية؛ لأن معرفة اللغة العربية طريق لفهم مراد الشارع الحكيم الذي أنزل كتابه بلسان عربي مبين، والخط والكتابة هما وسيلتا نقل العلوم والفنون كلها فلذا كان لهما حظ وافر، وعلى الصعيد ذاته لم تحظ بقية علوم الآلة بعناية توازي تلك العلوم الضرورية، ومن بين تلك العلوم: علم القراءات وعلم التجويد اللذين لم يكن لهما شأن في حلقات التعليم القديمة، ولم يُلحقا بالمتون التي يرقى في درجاتها طلاب العلم ومحبوه، فغابت عن دائرة اهتمامهم، والتفتوا عنها، وهذا عائد لطبيعتهم التي توارثوها جيلاً بعد جيل؛ من التركيز على العلوم الأساسية فحسب مما يقيم لهم عبادتهم، ويصحح معتقدهم، والاكتفاء بقراءة القرآن على سليقتهم والحرص على إقامة حروفه وسلامة نطقه، ولذا كان المنقول من مؤلفات علم القراءات نسخاً بأقلام النجديين قليل وعزيز، مع توافر أسبابه ويسر أدواته؛ إذا علمنا بأن واحداً من مؤلفات علم القراءات ولد ونبت في بلد نجدي، وهو نظم: الدرة المضيئة في قراءات الأئمة الثلاثة المرضية 1للعلامة محمد بن محمد الجزري ت 833ه حينما صده أعراب نجد عن الحج عام 822ه فاضطر للمكوث في عنيزة، والحج من قابل، ورغم ذلك لم نجد دلائل تشير لإفادتهم من المنظومة أو الناظم، وهي لعمري أدعى للتلقي والتعليم.
بواكيرالمنسوخات النجدية في علم القراءات
ومما يشكل نواة للقراءات في نجد، ويوحي بوجود إشارات، ورموز لهذا الفن مخطوطات في بلد الدرعية غير أن عددها القليل وتفرقها جعلها مجرد خطوات أولية لدى أفراد قلائل تأثروا بها من خلال لقاءات العلماء ممن يقصدون البيت الحرام للحج والعمرة وزيارة المسجد النبوي، أو ممن جلبها لنجد خلال الرحلات العلمية من الأقطار التي تعنى بها؛ كي يعلم القارئ بأن نجداً ليست قفراً من المخطوطات في هذا الفن، ولو لم يتقلب في جنبات المساجد ودور التعليم. وإليك ما عثرت عليه من مخطوطات النجديين في علم القراءات:
1 - التيسيرفي القراءات لأبي عمرو الداني ت444ه
2 - غاية النهاية في القراءات لابن الجزري ت 833ه
3 - شرح الشاطبية (نسختان).
4 - كتاب في القراءات.
5 - قواعد في القراءات، وجميع تلك الكتب المنسوخة نقلها إبراهيم باشا من الدرعية للمدينة المنورة عام 1233ه
62 - شرح الشاطبية أو شرح حرز الأماني نسخها بيده الشيخ عبدالله بن سليمان السياري ت 1352ه
73 - ومن الأوقاف على طلبة العلم شرح الشاطبية من وقفيات بنتي عوض بن محمد من أهل حائل
4ارتباط التجويد بالقراءات وأوائل رسائل النجديين في التجويد:
علم التجويد متصل بالقراءات ومتعلق به، وهما من سبيل واحد؛ فبالتجويد تعرف أحكام الحروف: نطقاً ومخرجا ومستوى مما هو موجود في مراتب الأصوات، ومما يدل على عناية أهل نجد بالتجويد وجود عدد من المخطوطات والرسائل المختصرة والتملكات، غير أنها محاولات متفرقة لما تتبلور وتتأطر، وهي على النحو التالي:
1 - كتاب في تجويد القرآن، وهو ضمن مخطوطات الدرعية المنقولة للمدينة المنورة.
¥