عن سليمان بن صرد عن أبي بن كعب قال: سمعت رجلاً يقرأ، فقلت: من أقرأك؟ قال رسول الله صلى الله عليه و سلم. فقلت: انطلق إليه، فأتيت النبي صلى الله عليه و سلم فقلت: استقرئ هذا. فقال: اقرأ فقرأ. فقال: أحسنت. فقلت له: أو لم تقرئني كذا و كذا؟ قال: بلى. و أنت قد أحسنت، فقلت بيدي قد أحسنت مرتين. قال: فضرب النبي صلى الله عليه و سلم بيده في صدري ثم قال: اللهم أذهب عن أبي الشك، ففضت عرقاً و امتلأ جوفي فرقاً، فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم: يا أبي إن ملكين أتياني فقال أحدهما: اقرأ على حرف، فقال الآخر: زده. فقلت: زدني. قال: اقرأ على حرفين. فقال الآخر زده. فقلت زدني. فقال اقرأ على ثلاثة. فقال الآخر: زده. فقلت: زدني. قال: اقرأ على أربعة أحرف، قال الآخر: زده. قلت: زدني قال: اقرأ على خمسة أحرف، قال: الآخر: زده. قلت: زدني. قال: اقرأ على ستة، قال الآخر: زده. قال: اقرأ على سبعة أحرف، فالقرآن أنزل على سبعة أحرف
الرواية الرابعة للحديث:
حديث رقم 22937 مسند أحمد حديث حذيفة بن اليمان عن النبي ?
عن حذيفة: أن جبريل عليه السلام لقي رسول الله صلى الله عليه و سلم عند حجارة المراء، فقال: يا جبريل، إني أرسلت إلى أمة أمية، إلى الشيخ والعجوز و الغلام و الجارية و الشيخ الذي لم يقرأ كتاباً قط، فقال: إن القرآن أنزل على سبعة أحرف
حديث رقم 2944 سنن الترمذي كتاب القراءات عن رسول الله باب ما جاء أنزل القرآن على سبعة أحرف
عن أبي بن كعب قال: لقي رسول الله صلى الله عليه وسلم جبريل فقال يا جبريل إني بعثت إلى أمة أميين منهم العجوز والشيخ الكبير والغلام والجارية والرجل الذي لم يقرأ كتابا قط قال يا محمد إن القرآن أنزل على سبعة أحرف وفي الباب عن عمر وحذيفة بن اليمان وأم أيوب وهي امرأة أبي أيوب وسمرة وابن عباس وأبي جهنم بن الحرث بن الصمة وعمرو بن العاص وأبي بكرة قال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح وقد روي من غير وجه عن أبي بن كعب.
قال الترمذي: حسن صحيح
قلت: لعل المراد هو صرفهم عن الانشغال باختلاف في الأداء وهو توقيفي إلى تدبر القرآن المنزل على سبعة أحرف، وهكذا حسّن النبي ? قراءة كل من هشام بن حكيم وعمر بن الخطاب سورة الفرقان.
وفي وصف قراءة الرجلين اللذين اختلفا على قراءة آية من القرآن ـ كما في حديث عمرو بن العاص ـ قال ? هكذا أنزلت.
وفي وصف قراءة الذي اختلف مع أبيّ بن كعب على قراءة بعض القرآن قال ? أحسنت، وفي وصف قراءة أبيّ بن كعب نفس الآيات قال ? "وأنت قد أحسنت".
ولا يتعلق إنكار بعض الصحابة قراءة بعض باختلاف ألسنة العرب وإنما بأداء منزل أقرأ النبي ? بكل منه بعضا من الصحابة فأنكر بعضهم قراءة بعض أن غاب عنه الأداء الذي تلقاه غيره من الصحابة من النبي ?.
ولقد أشكل على المصنفين من طرق الرواة اختلاف عمر بن الخطاب وهشام بن حكيم القرشيان في قراءة سورة الفرقان، ولكأن المصنفين من طرق الرواة لم يتصوروا أن يختلف القرشيان على الأداء في سورة الفرقان وإنما تصوروا أن يختلف الأداء لدى الصحابة من قبائل شتى عرفوا لهجات مختلفة كالذين لا يعرفون غير إمالة ذوات الياء والذين لا يعرفون غير الفتح فيها وكالذين لا يعرفون غير تحقيق الهمزتين من كلمة وكلمتين والذين لا يعرفون غير تسهيل الثانية منهما أو إسقاط الأولى من متفقتي الحركة.
وإنما نشأ عجب المصنفين من طرق الرواة من اختلاف القرشيين على أداء سورة الفرقان بسبب قطعهم أن الأحرف السبعة التي أنزل عليها القرآن تعني لهجات العرب واختلافها.
ولقد تتبعت سورة الفرقان فألفيت فيها أكثر من عشرين حرفا اختلف في أدائه وتلاوته وقراءته اختلافا لا علاقة له بلهجات العرب وألسنتها وإنما هو اختلاف منزل من عند الله أقرأ بكل منه النبي ? بعض الصحابة فالتزموه وإنما أنكر بعضهم من الأداء ما لم يتعلمه من نبيه ? ولما صوّب النبي ? وحسّن كلا منه وأخبر بأنه كذلك أنزل أذعنوا إذعانا كان سبب تعدد رسم المصاحف العثمانية.
وليختلفن أداء كل اثنين من الصحابة في سورة الفرقان كما في غيرها ما لم يتلقياها من في رسول الله ? في نفس الجلسة ونفس المرة.
¥