فأرى أن العبارة الأدق في ترجيحكم هو أن تقول أن القرآن اشتمل على بعض الأحرف، وهذا البعض هو ما احتمله رسم المصحف وبهذا يكون القول الثاني هو الأقرب إلى ما أردتم. وهو خلاف لفظي. والله أعلم.
على أني أرى والله أعلم أن القول الصحيح هو أن الرسم اشتمل على الأحرف السبعة التي لم تُنسخ في العرضة الأخيرة (وهو قريب من القول الأول مع التقييد بالعرضة الأخيرة) وذلك لما يلي:
أن في القول الذي رجحتموه هدرٌ لجملة من القراءات القرآنية الثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم وثبتت في العرضة الأخيرة. وأما من قال بأن الأحرف السبعة رخصة فيسوغ أخذ حرف منها دون سائر الأحرف، يُردُّ عليه بأن التخيير إنما كان في قراءة ما هو متلقى لا في نقل الروايات القرآنية، ولذلك كانت الرخصة في قراءة هذه الأحرف السبعة أو قراءة بعضها لا لأن الأمة مخيرة أن تنقل ما تشاء منها وتترك ما تشاء، فهذا لم تتناوله الرخصة سيما أن القرآن محفوظ كله بسائر الأحرف التي نزل بها.
وأما قولكم:
ومن الأدلة على هذا عندنا اختلاف المصاحف في بعض المواضع، ولعل ذلك يدل على تقصدهم احتمال خطهم لبعض من سائر الأحرف الستة. والله أعلم.
أرى أن هذا دليلاً للقول الذي أرجحه، لأنه لو أراد عثمان أن يقصر الناس على حرفٍ واحدٍ لما جعل خلافاً بين نسخ المصاحف التي أرسلت إلى الأمصار، ولاكتفى برسم واحد لجميع المصاحف، ولكن ليدخل بقية الأحرف جعل هذه الخلافات. والله أعلم.
وأما قولكم:
وأمّا هذا القول نفسه فقد قررنا بطلانه سابقا، لثبوت تخلف بعض الأحرف عن المصحف، وإن شئنا التمثيل لهذا فلنأخذ مثلا: ((حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى صلاة العصر))، ((وأتموا الحج والعمرة للبيت))، ((الله لا إله إلا هو الحي القيام)). ويكفينا تمثيلا القراءات الأربعة الشاذة التي تواترت أسانيدها عند القراء.
أقول أن هذه القراءات الواردة مخالفة لرسم المصحف هي على أحد احتمالين:
الأول: أن تكون قراءة تفسيرية كتبها بعض الصحابة في مصاحفهم فظنها بعضهم قراءات كما هو حال بعض القراءات المدرجة.
الثاني: أن تكون قراءة منسوخة في العرضة الأخيرة لم يعلم الصحابي الناقل لها بنسخها.
والله تعالى أعلم
ـ[أبو الوليد الهاشمي]ــــــــ[25 Apr 2009, 04:56 ص]ـ
إخوتي بارك الله فيكم
أخي محمد
لم أنتبه إلى ردك، وسأنظر فيما ناقشتني عن قريب
ولكم فرحت بمناقشتك، وفقني الله وإياك
وهذا أحبتي رفع لجميع الحلقات على الموقع هنا في المرفقات على ملف وورد