تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[عبد الحكيم عبد الرازق]ــــــــ[11 May 2009, 11:18 ص]ـ

والملاحظة الثالثة:

قول المتولي: وخاء إخراج بتفخيم أتت**** من أجل راء بعدها قد فخمت

وهذا البيت من أفضل ما يستدل به في المسألة. فمن قرأ بتفخيم الخاء من نحو " ولكن اختلفوا " يقرأ بنفس قدر التفخيم في " إخراج" ولو فرضنا أنه يزيد شيئا يسيرا علي مقدار إلا أنهما في طبقة التفخيم.

إذن لا بد أنه أراد التمييز في الخاء الساكنة في "إخراج" وبين "ولكن اختلفوا" مثلا، لأن القائلين بعدم الترقيق يفخمون الخاء من "لكنِ اختلفوا " مثل تفخيمهم كلمة " إخراج " إذ لم يُوجِدوا أي فرق بينهما وهذا ظاهر لمن استمع لنطق الخاء من الكلمتين (اختلفوا ـ إخراج) وهذا خطأ واضح فلابد من إنزال الساكن ما قبله كسر أكثر مما استُثني من هذه القاعدة. وفي هذا دليل واضح علي نطق المستعلي مثل المكسورة أو قل إن شئت قريبة من المكسورة أصح وأقوي. والله أعلم

والملاحظة الرابعة:

قوله: والاختبار شاهد لقولنا******فكن بصيرا بالعلوم متقنا

فالغين من " أفرغ" يجب أن تكون بأدني منزلة حتي تقارب المكسورة وتكون شديدة الشبه بها ولا يخرجها ذلك عن كونها مفخمة.

ولو قمنا بالاختبار بمثال نرقق فيه الغين حتي تقارب المكسورة في " فبغي " بالإمالة أو " بالغة" بإمالة هاء التأنيث علي قراءة الكسائي مثلا ستجد درجة الغين وصلت لأدني منزلة مع أن الإمالة لم تصل للغين في نحو " فبغي" بطريقة مباشرة لأن الإمالة أن تنحو بالألف نحو الياء وبالفتحة التي قبل الألف نحو الكسرة، فالغين تأثر بإمالة الفتحة في " فبغي " وليست هي الممالة ومع هذا تأثرت بالإمالة، فما بالنا لا تتأثر بالكسرة حال سكونها؟؟

ومعلوم أن الكسرة أقوي من الإمالة فلا بد أن يكون تأثيرها علي الحرف أقوي لأن الإمالة تحدث بسبب الكسرة أو الياء.فمجاورة الإمالة أضفت علي الحرف المستعلي نوعا من الترقيق، فما بالنا لا تتأثر بمجاورة الكسرة لها وهي أشد تأثيرا من الإمالة؟؟

والحروف المطبقة (صاد ـ ضاد ـ طاء ـ ظاء) تمنع الإمالة، ولذا فهي أقل تأثرا بالإمالة، كما أنها أقل تأثرا بالكسرة.

وبهذا يتضح لك أخي القارئ خطأ من قرأ المستعلي الساكن وقبله كسر بتفخيم قوي وهو ما قاله العلامة المرصفي: (وأما من فخم الغين والخاء الساكنتين المكسور ما قبلهما أو الساكنتين للوقف المسبوقتين بالياء اللينة تفخيماً قويًّا كما سمعنا ورأينا فقد أخطأ إذ يخرجهما بذلك التفخيم القوي عن المرتبة المخصصة لهما.) ا. هـ

أما مرتبة الكسر فلم يختلف فيها أحد ـ فيما أعلم ـ وإليك بيانها:

قال العلامة المرصفي ـ رحمه الله ـ:

المرتبة الخامسة: وهي المكسورة نحو {طِبَاقاً} {ضِرَاراً} {صِرَاطاً} {ظِلاًّ} {قِتَالاً} {غِشَاوَةٌ} {خِفَافاً} وهذه المرتبة هي أضعف المراتب الخمس في التفخيم.

وذكر فيها صاحب الجواهر الغوالي تفصيلاً حاصله: أن حروف الإطباق الأربعة مفخمة. حسب مرتبتها وهي الأخيرة. وحروف الاستعلاء فقط وهي الثلاثة الباقية مرفقة وإليك قوله في متنه:

* ... ... ... ... * مكسورهُ رَقِّقْ سِوَى ما أطبقا أهـ*

وفي هذه المسألة يقول شيخ مشايخنا العلامة المتولي رحمه الله:

*فهي وإنْ تَكُنْ بأدْنى منزِلَهْ * فخيمةٌ قَطْعاً من المستفلَهْ

فلا يُقَال إنَّها رقيقَهْ * كضِدِّها تلك هي الحقيقهْ أهـ

* توضيح: تقدم في المرتبة الرابعة من مراتب التفخيم ما يفيد أن حرف التفخيم الساكن المكسور ما قبله يعطى في التفخيم حكم الحرف المكسور في المرتبة الخامسة والأخيرة. كما تقدم أيضاً في المرتبة الخامسة أن حرف الاستعلاء المكسور فيه تفصيل وهو:

إذا كان مطبقاً فيفخم حسب مرتبته.

وإذا كان مستعلياً فقط ونعني به - القاف والغين والخاء - فيفخم تفخيماً نسبيًّا هذا: ويستثنى من التفخيم النسبي الخاء الساكنة الواقعة بعد كسر المجاورة للراء المفخمة فلتفخيم الراء تفخم الخاء تفخيماً قويًّا ليحصل التناسب بينهما وذلك في كلمة "إخراج" حيث وقعت ..... ثم قال الشيخ المرصفي بعد ذكر إخراج":

وصفوة القول فيما تقدم من تفصيل في المرتبة الأخيرة أن حروف الاستعلاء فقط ونعني بها - القاف والغين والخاء - تفخم تفخيماً نسبيًّا في حالتين:

الأولى: إذا كانت ساكنة بعد كسر مطلقاً نحو {قِيلَ} {وَغِيضَ} {وَخِيفَةً}.

الثانية: إذا كانت ساكنة بعد كسر مطلقاً نحو {نُّذِقْهُ} {يَزِغْ} {وَلَكِنِ اخْتَلَفُواْ}. أو إذا كانت الغين والخاء ساكنتين للوقف وقبلهما ياء لينة نحو {زَيْغٌ} و {شَيْخٌ} ويستثنى من ذلك الخاء من "إخراجاً" و"قالت اخرج" كما مر توضيحه. وما عدا هاتين الحالتين فتفخم بحسب مراتبها المتقدمة آنفاً.

وقد نظم مراتب التفخيم الخمس غير واحد من أئمتنا وإليك أوضحها لصاحب الجواهر الغوالي قال رحمه الله تعالى:

*مراتبُ التفخيم خمسٌ حقِّقتْ * حروفه قظ خُصَّ ضغط جُمِعتْ*

*فالأول المفتوح بعْدَه أَلف * والثاني مفتوح وذا بلا ألِفْ*

*كذلك المضمومُ الإسكان ارْتَقَ)) ا. هـ

خاتمة (نسأل الله حسنها):

ومما تقدم يتبين لك أخي القارئ أن الساكن من أحرف (الغين والخاء) تكون بأدني مرتبة وهي تكون مثل المكسورة والفارق الضئيل بينهما لا يظهر جليا، ولذا لا يصح أن ننطق هذه الأحرف مشربة بالتفخيم كما فعل بعض الأفاضل. ظنا منهم أن هذا النطق يخالف معالم التفخيم وقد أوضح العلامة المتولي في كلامه بأن المكسورة تشبه المرققة إلا أنها لا تصل لدرجة الأحرف المستفلة.

ومن تأمل الحديث في إمالة نحو " فبغي" أو "بالغة" لعلم الفارق في المسألة.

وفي هذا القدر كفاية. هذا ما من الله به علينا وأسأل الله لنا ولسائر المسلمين السلامة من كل إثم وأن يرزقنا جميعا الإخلاص في القول والعمل آمين.

والحمد لله رب العالمين

أبو عمر عبد الحكيم

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير