تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

في نحو "العالمين ـ تعلمون ـ أفنان " والنونات في أواخر هذه الكلمات متحركات سُكنت لأجل الوقف وهو ما يسمي بالسكون العارض. فهذا النوع جاز للقراء فيه ثلاثة أوجه (القصر والتوسط والإشباع)

السكون من أجل الإدغام.

وهذا النوع في قراءة السوسي من الشاطبية وأبي عمرو ويعقوب (بخلفهما) من الطيبة وهو المسمي بالإدغام الكبير، حيث يعرض السكون من أجل الإدغام في نحو " فيه هدي ـ أخاه هارون ـ فاعبدوه هذا " فإن قرأت بالإدغام سكنت الهاءات الأولي لأجل الإدغام في الهاءات الثانية فيلتقي ساكنان فلك حينئذ (القصر والتوسط والإشباع)

أما حرفي اللين فمثل أحرف المد تماما إلا أنه لا يوجد مثال للين مع سكون أصلي في كلمة أو في كلمتين، وأمثلة اللين العارض نحو" (الصيف) و (البيت) و (الموت) و (الخوف) "

وأمثلة اللين العارض للإدغام نحو: " كيف فعل ـ يا قوم مالي " ففيهما الحكم السابق في المد (القصر والتوسط والإشباع)

أما الهمز قال الشيخ المرصفي ـ رحمه الله ـ: فالهمز سبب لثلاثة أنواع منه وهي: المد المتصل والمنفصل والبدل.

فإن تقدم الهمز على حرف المد فهو المد البدل نحو {ءامَنَّا بِاللَّهِ}.

وإن تأخر عنه وكان معه في كلمة واحدة فهو المد المتصل نحو {مَا شَآءَ اللَّهُ}.

وإن انفصل عنه بأن كان حرف المد آخر الكلمة والهمز أول الثانية فهو المد المنفصل نحو {آمَنتُ بِمَآ أَنزَلَ اللَّهُ مِن كِتَابٍ}.ا. هـ1/ 170

أما المتصل: فممدود بإجماع وإن تفاوت القراء في مقادير المد فلم يرد عن أحد أنه قصره قال ابن الجزري " ... فوجب أن لا يعتقد أن قصر المتصل جائز عند أهل القراء وقد تتبعته فلم أجده في قراءة صحيحة ولا شاذة بل رأيت النص مده .. ثم ذكر حديث ابن مسعود ـ رضي الله عنه ـ وفيه أنه أمر قارئا بأن يمد " الفقراء" لأنه هكذا قرأه علي النبي صلي الله عليه وسلم "

أما المنفصل: فقد تفاوتت فيه مذاهب القراء بين قصره ومده واختلفوا في مقدار المد فمنهم من أشبع ومنهم من كان دون ذلك.

أما البدل: فقصره جميع القراء إلا ما كان من ورش فقد أجاز فيه الثلاثة أوجه (القصر والتوسط والإشباع) وقد استثني له بعض الكلمات فارجع إليه في كتب القراءات.

أما اللين مع الهمز: فإن تقدم الهمز على حرف اللين نحو"ينئَون " فلا يمده أحد من القراء.

وإن تأخر عنه وكان معه في كلمة واحدة نحو: {شيء ـ شيئا} فقد قصره سائر القراء إلا ما كان من ورش فله التوسط والإشباع، وله من الطيبة قصر جميع اللين ما عدا (شيئ) كيف تصرفت،،وكذا لحمزة التوسط في شئ فقط سواء كان بالرفع أو النصب أو الجر من بعض طرق الطيبة،.

فائدة:

قد ذكرد/ حميتو نقلا عن الشيخ الصفار فقال: ... وقد حدد الشيخ الصفار كيفية النطق بذلك على وجهه فقال في كتابه "جواب الخل الأولاد":

"وكيفية مد الياء من "شيء" وشبهه أن ترفع وسط اللسان إلى ما يقابله من الحنك كارتفاعه إذا لفظت بالياء من "بيت" و"غيث" ونحوهما، ويمكث ثمة بقدر ما يحصل التوسط، ويزيد المكث إن كنت مشبعا.

"وكيفية مد الواو من السوء ونحوه أن تضم شفتيك كانضمامها إذا نطقت بالواو من "عتوا" و"شروا" ونحوهما ويمكث ذلك الضم بقدر ما يحصل التوسط، ويزاد في المكث إن زيد في المد على ما تقدم" (1). - نقله ابن المجراد في شرحه على الدرر اللوامع لوحة 52.

وإن انفصل عنه بأن كان حرف اللين آخر الكلمة والهمز أول الثانية فهو اللين المنفصل نحو {خلوا إلي ـ ابني ءادم}.فلا مد فيه لأحد.

ومما سبق يتضح لنا تأثر أحرف المد واللين بسببي السكون والهمز وإن اختلفوا في تفاوت المد. فيمد اللين في بعض الأحوال ويقصر في بعض ـ كما سبق ـ.

وحديثنا في هذا البحث إنما يكون علي كيفية نطق اللين في حالة القصر.

فقد اختلف القراء في مقدار القصر بالنسبة لحرف اللين في أحوال قبولها للزيادة مثل اللين العارض لسكون الوقف وكذا للإدغام وفي حالة الروم وكذا في "عين " من فاتحتي مريم والشورى.

قال الشيخ محمود خليل الحصرى " ... هذا وقد بينا فيما سبق أن عبارة النشر يفيد ظاهرها أن المراد بالقصر فى حرفى اللين حذف المد منهما مطلقا بحيث يكون النطق بهما عند الوقف كالنطق بهما عند الوصل إجراء لها مجرى الحروف الصحيحة.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير