بدأ جمع القراءات مع الشيخ حسين خطاب عند الشيخ محمد سليم الحلواني، الذي كان شيخ القراء في تلك الفترة، فحفظ عليه الشاطبية، ولكن توفاه الله بعد ذلك، فأتم جمع القراءات العشر مع الشيخ حسين خطاب عند الشيخ أحمد الحلواني (الذي آلت إليه مشيخة القراء بعد أبيه، وبعده آلت إلى أخيه سعيد، ثم الشيخ حسين خطاب، وبعده الشيخ كريم راجح). فجمع عليه القراءات العشر الصغرى (من طريقي الشاطبية والدرة) وأتمها عليه في مدة وجيزة، وزيادة في توثيق ما قرأ على الشيخ أحمد سليم الحلواني قرأ القرآن كاملاً بالقراءات العشر الصغرى مرة أخرى في ختمة كاملة على الشيخ الصالح المقرئ محمود فائز الدير عطاني (ت 1384هـ) -رحمه الله- وأتمها عليه وأجازه بها.
مشايخه:
في بدايات طلبه تلقى القراءات العشر مع الشيخ حسين خطاب عند الشيخ سليم الحلواني، وولده الشيخ أحمد الحلواني، من طريق الشاطبية والدرة، ثم بعد ذلك تلقى القراءات العشر عن طريق الطيبة من الشيخ عبد القادر قويدر في قرية عربين شمال دمشق.
ومن مشايخه العالم العلامة الشيخ حسن حبنكة الذي كان من أفذاذ العلماء في ذلك الوقت، والذين يصدعون بالحق ويقولون كلمة الصدق ولا يخشون في الله لومة لائم، ومن الذين حاربوا في الثورة السورية. قرأ عليه عندما انقطع في جامع منجك في مشروع تعليم كان أنشأه الشيخ حسن للطلاب لينقطعوا في الجامع للعلم.
تلاميذه:
من تلاميذه:
* محمد فهد خاروف.
* توفيق حداد.
* يوسف فريح.
* محمد الشفيع.
شيخ قراء الشام:
شيخ القراء هو الإنسان الذي اعترف به علماء دمشق وكل من يقرأ القران بأنه القمة في هذا الفن، يعني ليس بعمل رسمي ولا يتقاضى عليه أجراً، فيُرجع إليه عند الاختلاف في هذه الأمور، يعتبر مرجعاً في القراءات والتدريس.
آلت مشيخة قراء الشام إلى الشيخ كريم في الثمانينات. حيث بويع له بمشيخة قراء دمشق بعد وفاة الشيخ حسين خطاب -رحمه الله- وذلك في عام 1408هـ، ومسجد بني أمية مكتظ بالناس، والشيخ حسين خطاب لا يزال مسجى في نعشه في قبلة المسجد، فأعلن الشيخ الصالح العالم شيخ مسجد بني أمية الشيخ عبد الرزاق الحلبي مبايعة الشيخ محمد كرِّيم راجح شيخًا لقراء دمشق خلفًا للشيخ حسين خطاب -رحمه الله-، أعلن ذلك بعد أن استشار فيها الشيخ المقرئ أبو الحسن الكردي. وبعد إعلان الشيخ عبد الرزاق الحلبي ذلك أقر الجميع من علماء، وقرَّاء، ووافقت على ذلك وزارة الأوقاف بقرار من الوزير آنذاك. ولا يزال فضيلته شيخًا لقراء دمشق أطال الله في عمره على طاعته.
مشواره في التدريس:
ü بدأ يدرس في المساجد وعمر ثمانية عشر سنة تقريباً، ثم درس في مدارس الدولة كمدرسة بنات الميدان، فدرس اللغة العربية والتربية الدينية.
ü ثم انتقل للتدريس في الثانوية الشرعية ما يزيد عن أربعين سنة، فدرس فيها القرآن الكريم وعلوم التفسير وعلوم الفرائض وعلوم اللغة العربية.
ü يدرس الآن في معهد الفتح الإسلامي قسم التخصص.
ü وهو مدرس في دائرة الفتوى في مساجد دمشق:
? له درس مشهور في جامع الحسن كل يوم ثلاثاء من كل أسبوع.
? وله درس في جامع المنصور.
الخطابة:
الشيخ محمد كريم راجح خطيب لامع، إذا خطب أنصتت له دمشق بشيبها وشبابها، برجالها ونسائها، لا يكاد يدخل حفلاً أو مجلساً إلا ودُعي إلى الخطابة، لاشتهاره بها، وهو مع كونه قارئاً إلا أنه مشهور بخطابته التي تهز القلوب.
خطب في جامع عيسى باشا، في جامع المنصور، في جامع المزة، في جامع العثمان، في مسجد زين العابدين، والآن هو خطيب في مسجد الحسن في الميدان.
مؤلفاته:
* اختصاره لتفسير ابن كثير.
* أوضح البيان في شرح وتفسير القرآن.
* مختصر تفسير القرطبي.
محبته للشعر وكتابته له:
((لا شيء يستهويني كالشعر))، هذا ما قاله الشيخ كريم راجح في أحد لقاءاته التلفزيونية.
ومن أحبِّ الشعراء إلى قلبه أمير الشعراء أحمد شوقي، كان يحبه حباً جماً، ومن أكثر قصائده التي كان يحبها قصيدة:
رعاكم ذو الجلال بني دمشق وعز الشرق أوله دمشقُ
فهو يقرأ كتب الشعر، وكان قد قدم لديوان الشاعر مصطفى عكرمة، وهو يعتبره صديقاً، ويلتقي معه – حسب قوله – في 3 أمور هي: العاطفة الجياشة نحو الإسلام التي يحملها الشيخ كريم في خطابته ويحملها الشاعر مصطفى في شعره. ويلتقي معه في خفة الدم والروح التي يمتاز بها الشيخ كريم. وكذلك في حبه الكبير للأدب.
والشيخ كريم راجح له محاولات في كتابة الشعر، منها ما قاله في قصيدة لصديق له طال غيابه عنه:
طال الغياب متى أراك روحي وما ملكت فداك
عيني يميناً أقسمت أن ليس تغمضه تراك
ونظم قصيدة عند تسلم الشيخ أحمد الحلواني لمشيخة القراء مطلعها:
لله ليلة أنس بت أقضيها كأنني من جنان الخلد أجنيها
كأنها ليلة القدر التي شرُفت حتى أتت آية القرآن تطريها
جاءت تباشيرها نفسي على كمد من الحياة وأوصاب تعانيها
فمنذ نُبِّئْتُ أن الشيخ قد رُفِعَتْ إليه مشيخة القراء يؤويها
زالت همومي وناداني الفؤاد أفِقْ هذي السعود تبدت في تباهيها
جاءتك مشيخة القراء لا عجب فبيتكم حرم ما زال يؤويها
هذه بعض الأبيات التي كتبها الشيخ كريم في بعض المناسبات، لكنه ليس شاعراً رسمياً، إنما حبه للشعر جعله يقرؤه ويكتبه أحياناً.
أولاده:
الشيخ محمد كريم راجح متزوج وله عدد من الأبناء:
أبناؤه ستة: منهم مهندس زراعي، ومهندس معماري، ومساعد مهندس، وتاجر، ومنهم ابن حاصل على الشهادة الأزهرية.
بناته: له بنت متزوجة من الشيخ محمد فهد خاروف (تلميذه)، بنت متزوجة من ابن الشيخ علي الشربجي، وبنت متزوجة من الخطاط البارع أحمد الباري.
حفظهم الله ونفع بهم الأمة.
الشيخ محمد كريم راجح الآن خطيب جامع الحسن في الميدان، وهو شيخ قراء الشام حتى الآن، أمد الله لنا في عمره ونفعنا بعلمه، وحفظه للأمة الإسلامية بخير.
¥