17 ـ قال رحمه الله تعليقاً على قول النبي صلى الله عليه وسلم لأبي بكر رضي الله عنه وهما في الغار (لا تحزن إن الله معنا فما ظنك باثنين الله ثالثهما).
والله ظننا أن لا يغلبهما أحد و لايقدر عليهما أحد.
وفعلاً هذا الذي حصل ما رأوهما مع عدم المانع، فلم يكن هناك عش كما يقولون ولا حمامة وقعت على الغار و لاشجرة نبتت على فم الغار ما كان إلا عناية الله عزوجل لأن الله معهما. ص330.
18 ـ قال الله جل وعلا في شأن سحرة فرعون: (فألقي السحرة ساجدين)
انظر إلى كلمة (ألقي) كأن هذا السجود جاء اندفاعاً بلا شعور ما قال: سجدوا! ألقوا ساجدين كأنهم من شدة ما رأوا اندفعوا بدون شعور ولا اختيار حتى سجدوا مؤمنين بالله ورسوله. ص337.
19 ـ قا ل تعالى: (فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور).
سبحان الله! كأن هذه الآية تنزل على حال الناس اليوم بل حال الناس في القديم يعني: هل العقل في الدماغ أو العقل في القلب؟
هذه مسألة أشكلت على كثير من النظار الذين ينظرون إلى الأمور نظرة مادية لايرجعون فيها إلى قول الله تعالى وقول رسوله صلى الله عليه وسلم.
وإلا فالحقيقة أن الأمر فيها واضح أن العقل في القلب وأن القلب في الصدر (أفلم يسيروا في الأرض فتكون لهم قلوب يعقلون بها) وقال (فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور) ولم يقل: القلوب التي في الأدمغة قال: (في الصدور)، فالأمر فيه واضح جداً أن العقل يكون في القلب، ويؤيد هذا قول النبي صلى الله عليه وسلم (ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب).
فما بالك بأمر شهد به كتاب الله والله تعالى هو الخالق العالم بكل شيء وشهدت به سنة الرسول صلى الله عليه وسلم.
إن الواجب علينا إزاء ذلك أن نطرح كل قول يخالف كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وأن نجعله تحت أقدامنا وأن لا نرفع به رأساً.
إذاً القلب هو محل العقل ولا شك ولكن الدماغ محل التصور ثم إذا تصورها وجهزها بعث بها إلى القلب ثم القلب يأمر أو ينهى فكأن الدماغ (سكرتير) يجهز الأشياء ثم يدفعها إلى القلب ثم القلب يوجه يأمر أو ينهى وهذا ليس بغريب (وفي أنفسكم أفلا تبصرون).
إذاً فالقلوب هي محل العقل والتدبير للشخص، ولكن لا شك أن لها اتصالاً بالدماغ ولهذا إذا اختل الدماغ فسد التفكير وفسد العقل فهذا مرتبط بهذا لكن العقل المدبر في القلب والقلب في الصدر (ولكن تعمى القلوب التي في الصدور). ص341ـ342.
20 ـ قال رحمه الله تعليقاً على حادثة الإسراء والمعراج وفرض الصلاة في بداية الأمر خمسين صلاة ثم نقصها إلى خمس صلوات:
فالله بمنه وكرمه وله الحمد والفضل قال: خمس بالفعل وخمسون في الميزان وليس هذا من باب قبيل الحسنة بعشر أمثالها بل من باب قبيل الفعل الواحد يجزيء عن خمسين فعلاً، فهذه خمس صلوات عن خمسين صلاة كل صلاة الحسنة بعشر أمثالها.
لأنه لو كان هذا من باب مضاعفة الحسنات لم يكن هناك فرق بين الصلوات وغيرها لكن هذه خاصة، صل خمساً كأنما صليت خمسين صلاة. ص357.
21 ـ سمى عروض التجارة عروضاً لأنه ليس بثابت بل يعرض ويزول فكل شيء يعرض ويزول يسمى عرضاً كما قال الله تعالى: (تبتغون عرض الحياة الدنيا). ص 419.
22 ـ الفقراء والمساكين هم الذين لا يجدون كفايتهم وكفاية عوائلهم لمدة سنة.
مثاله: رجل موظف براتب شهري قدره أربعة آلاف ريال لكن عنده عائلة يصرف ستة آلاف ريال فهذا يكون فقيراً لأنه لا يجد ما يكفيه.
فنعطيه أربعة وعشرين ألفاً من الزكاة من أجل أن نكمل نفقته.
فإذا قال قائل: أيهما أشد حاجة الفقير أم المسكين؟
قال العلماء: إنما يبدأ بالأهم فالأهم والله تعالى قد بدأ بالفقير فيكون الفقير أشد حاجة من المسكين. ص421.
23 ـ ما جاء في كتب بني اسراءيل ينقسم إلى قسمين رئيسيين:
أولاً: ماقصه الله علينا في القرءان أو قصه علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فهذا مقبول صحيح.
والثاني: ما نقلوه هم فهذا لايخلو من ثلاث حالات:
الحالة الأولى: أن يشهد شرعنا بكذبه فيجب علينا أن نكذبه ونرده.
الحالة الثانية: ما شهد شرعنا بصدقه فنصدقه ونقبله لشهادة شرعنا به.
¥