وهذه مسألة تخفى على كثير من الناس حتى على طلبة العلم، يظنون أنك إذا زوجت ولدك فإنك يجب أن توصي للأولاد الصغار بمثل ما زوجته به، وهذا ليس بصحيح فالوصية للوارث لا تجوز مطلقاً.
فإن قدر أن أحداًً كان جاهلاً وأوصى لأحد الورثة بشيء، فإنه يرجع إلى الورثة بعد موته إن شاءوا نفذوا الوصية، وإن شاءوا ردوها. ص462 ـ463.
ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[12 Nov 2008, 09:11 م]ـ
24 ـ قول الإنسان إذا دخل المقبرة في السلام على الأموات: (وإنا إن شاء الله بكم لاحقون).
إن شاء الله هذه تعود إلى وقت اللحوق وليس إلى اللحوق لأن اللحوق متيقن، والمتيقن لا يقيد بالمشيئة، لكن تعود إلى وقت اللحوق، لأن كل واحد منا لا يدري متى يلحق، فيكون معنى قوله: (وإنا إن شاء الله بكم لاحقون) أي: وإنا متى شاء الله بكم لاحقون كقوله تعالى: (ثم إذا شاء أنشره * كلا لما يقض ما أمره).ص 474.
25 ـ قال صلى الله عليه وسلم: (لا يتمنين أحدكم الموت لضر أصابه فإن كان لابد فاعلاً فليقل اللهم أحيني ما كانت الحياة خيراً لي وتوفني إذا كانت الوفاة خيراً لي).
في هذا الحديث دليل جواز الشرط في الدعاء، أن تشترط على الله عزوجل في الدعاء وقد جاء في نصوص أخرى، مثل آية اللعان فإن الزوج يقول في الخامسة: إن لعنة الله عليه إن كان من الكاذبين وهي تقول في الخامسة: إن غضب الله عليها إن كان من الصادقين، فالشرط في الدعاء لا بأس به. ص 481.
26 ـ الورع والزهد يشتبه معناهما عند بعض الناس، لكن الفرق بينهما كما قال ابن القيم في كتاب الروح: الورع ترك ما يضر في الآخرة، والزهد ترك ما لاينفع، فمقام الزهد أعلى من مقام الورع. ص 485.
27 ـ ابتداء السلام أفضل من الرد وإن كان الرد فرضاَ وهذا سنة، لكن لما كان الفرض ينبني على هذه السنة كانت السنة أفضل من هذا الفرض لأنه مبني عليها.
وهذه من المسائل التي ألغز بها بعض العلماء وقال: عندنا سنة أفضل من الفريضة، لأنه من المتفق عليه أن الفرض أفضل، مثلاً صلاة الفجر ركعتان أفضل من راتبتها ركعتين، لأنها فرض والراتبة سنة لكن ابتداء السلام سنة ومع ذلك صار أفضل من رده لأن رده مبني عليه. ص529.
28 ـ في لعق الأصابع بعد الطعام فائدتان:
فائدة شرعية: وهي الاقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم.
فائدة صحية طبية: وهي هذا الإفراز الذي يكون بعد الطعام يعين على الهضم، والمؤمن لا يهمه ما يتعلق بالصحة البدنية، أهم شيء عند المؤمن هو اتباع الرسول صلى الله عليه وسلم والاقتداء به لأن فيه صحة القلب وكلما كان الإنسان للرسول صلى الله عليه وسلم أتبع كان إيمانه أقوى. ص532.
29 ـ عن أنس رضي الله عنه قال: كانت ناقة رسول الله صلى الله عليه وسلم العضباء لا تسبق أو لا تكاد تسبق، فجاء أعرابي على قعود له فسبقها فشق ذلك على المسلمين حتى عرفه النبي صلى الله عليه وسلم فقال: (حق على الله أن لا يرتفع شيء من الدنيا إلا وضعه).
ناقة النبي صلى الله عليه وسلم العضباء وهي غير القصواء التي حج عليها هذه ناقة أخرى، وكان من هدي الرسول عليه الصلاة والسلام أنه يسمي دوابه وسلاحه وما أشبه ذلك.
وفي قوله عليه الصلاة والسلام: (من الدنيا) دليل على أن ما ارتفع من أمور الآخرة فإنه لا يضعه الله فقوله تعالى: (يرفع الله الذين ءامنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات) هؤلاء لا يضعهم الله عزوجل ما داموا على وصف العلم والإيمان فإنه لايمكن أن يضعهم الله، بل يرفع لهم الذكر ويرفع درجاتهم في الآخرة. ص533 ـ534.
30 ـ قال عليه الصلاة والسلام: (ألا أخبركم بأهل النار: كل عتل جواظ مستكبر).
العتل: معناها الشديد الغليظ، ومنه العتلة التي تحفر بها الأرض فإنها شديدة غليظة، فالعتل هو الشديد الغليظ والعياذ بالله. ص546.
31 ـ الصحيح أن النجاسة تطهر بكل مايزيلها من ماء أو بنزين أو غيره، وإنما أمر النبي صلى الله عليه وسلم بصب الماء على مكان البول لأنه أسرع في تطهير المكان، وإلا فمن الممكن أن يبقى المكان لا يصب عليه الماء، ثم مع الرياح والشمس تزول النجاسة ويطهر، لكن هذا أسرع وأسهل. ص581.
¥