ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[27 Nov 2008, 02:09 م]ـ
فوائد المجلد الخامس:
1 ـ عن عثمان بن عفان رضي الله عنه قال: (رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم توضأ مثل وضوئي هذا ثم قال: من توضأ هكذا غفر له ماتقدم من ذنبه وكانت صلاته ومشيه إلى المسجد نافلة) رواه مسلم.
في هذا الحديث قال: (وكانت صلاته ومشيه إلى المسجد نافلة)
يعني: زائداً على مغفرة الذنوب، وليس معنى نافلة يعني صلاة تطوع، قد تكون صلاة فريضة، ولكن نافلة: يعني شيئاً زائداً على مغفرة الذنوب، لأن ذنوبه غفرت بوضوئه وصلاته الأولى، فيكون مشيه للمسجد وصلاته ولو فريضة نافلة أي زيادة على مغفرة الذنوب، لأن النفل في اللغة معناه الزيادة، كما قال الله تبارك وتعالى: (ومن الليل فتهجد به نافلة لك). ص 13.
2 ـ الأذان من أفضل الأعمال، وهو أفضل من الإمامة، يعني أن مرتبة المؤذن في الأجر أفضل من مرتبة الإمام، لأن المؤذن يعلن لتعظيم الله وتوحيده والشهادة للرسول بالرسالة وكذلك أيضاً يدعو الناس إلى الصلاة وإلى الفلاح في اليوم خمس مرات، والإمام لا يحصل منه ذلك، فإنه لا يسمع مدى صوت المؤذن جن ولا إنس ولا شيء إلا شهد له يوم القيامة، ولهذا كان الأذان مرتبته في الشرع أعلى من مرتبة الإمامة.
فإن قال قائل: إذا كان كذلك لماذا لم يكن الرسول صلى الله عليه وسلم يؤذن ولا الخلفاء الراشدون؟
أجاب العلماء عن هذا بأن النبي صلى الله عليه وسلم والخلفاء الراشدين كانوا مشغولين بمصالح العباد لأنهم أئمة وخلفاء يدبرون أمور الأمة، والأذان في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم ليس كالأذان في وقتنا، الآن إذا أراد الإنسان أن يؤذن ليس عليه سوى أن ينظر إلى الساعة ويعرف الوقت حل أو لم يحل، لكن في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم يراقبون الشمس ويتابعون الظل حتى يعرفوا أن الشمس قد زالت، وكذلك أيضاً يراقبونها حتى يعرفوا أنها قد غربت ثم يراقبون الشفق، ثم يراقبون الفجر، ففيه صعوبة، صعوبة عظيمة، لذلك كان النبي صلى الله عليه وسلم والخلفاء الراشدون لا يتولون الأذان لا لأن فضله أقل من الإمامة، ولكن لأنهم مشغولون بما هم فيه عن الأذان.
وقد بين النبي صلى الله عليه وسلم فضيلته بأن الناس (لو يعلمون مافي النداء ثم لم يجدوا إلا أن يستهموا عليه لا ستهموا).
سبحان الله العظيم فمعنى هذا أن الناس لو يعلمون ما في الأذان من فضل وأجر لكانوا يقترعون أيهم الذي يؤذن بينما الناس الآن مع الأسف يتدافعونه. ص29 ـ 30.
3 ـ إذا فرغ المؤذن من الأذان فإنك تصلى على النبي صلى الله عليه وسلم ثم تقول: (اللهم رب هذه الدعوة التامة والصلاة القائمة آت محمداًّ الوسيلة والفضيلة وابعثه مقاماً محموداً الذي وعدته إنك لا تخلف الميعاد)
هذا الحد يث رواه البخاري إلى قوله: (الذي وعدته) لكن قد صحت الزيادة (إنك لا تخلف المعياد) فينبغي أن يقولها الإنسان لأنها صحيحة ولأن هذا دعاء المؤمنين: (ربنا وءاتنا ماوعدتنا على رسلك ولا تخزنا يوم القيامة إنك لا تخلف الميعاد). ص40 ـ41.
4 ـ قال عليه الصلاة والسلام: (ليس صلاة أثقل على المنافقين من صلاة الفجر والعشاء ولو يعلمون ما فيهما لأتوهما ولو حبواً).
أثقل الصلوات على المنافقين صلاة العشاء والفجر لأن المنافقين يصلون رياءً وسمعة، وصلاة العشاء والفجر ظلمة لا يشاهدون فيها يأتون إليها كرهاً، لكن يأتون إلى الظهر والعصر والمغرب لأن الناس يشاهدونهم، فهم يراءون الناس، ولا يذكرون الله إلا قليلاً، والعشاء والفجر ما فيهما مراءاة لأنها ظلمة وفي عهد النبي صلى الله عليه وسلم لم تكن توجد أنوار ولا كهرباء ولا سرج فلا يشاهدهم أحد فيكون حضورهم العشاء والفجر ثقيلاً عليهم لفوات المراءاة، هذا من وجه، ومن وجه آخر أن صلاة العشاء والفجر وقت الراحة والنوم. 83.
5 ـ تأمل قول الله سبحانه وتعالى في الملائكة: (يسبحون الليل والنهار) ولم يقل: يسبحون في الليل والنهار، لأنهم يستوعبون الوقت كله في التسبيح، يسبحون الليل والنهار لا يفترون. ص106.
6 ـ مراصة الصفوف في الصلاة ليس المراد بها المراصة التي تشوش على الآخرين، يعني يرصه حتى يتعبه ويؤذيه، فإن هذا لايجوز، وإنما المراد منها ألا يكون بينك وبينه فرجه، هذه هي المراصة، أما المراصة التي يحصل بها أذية وتشويش على أخيك الذي عندك فليست مطلوبة. ص 107.
7 ـ قال عليه الصلاة والسلام: (خير صفوف النساء آخرها وشرها أولها).
هذا مالم يكن النساء في مكان خاص لهن، فإذا كن في مكان خاص لهن فإن خير صفوفهن أولها، لأنه أقرب من الإمام ولا محذور فيه، لأنهن بعيدات من الرجال فلا محذور في ذلك. ص111.
8 ـ أحب أن أنبه على خصلة بدأ الناس يفعلونها وليست معروفة من قبل، ألا وهي أن الإنسان من حين أن يسلم يتقدم على إخوانه ويستدبرهم، وهذا مما أخشى أن يكون داخلاً في النهي الذي قال فيه الرسول صلى الله عليه وسلم: (ولاتدابروا) وقد شكى إلي بعض الناس هذه الحال فقال: إنهم يصلون إلى جنبنا ثم يستدبروننا ويعطوننا ظهورهم، لماذا وليس هناك حاجة؟
فلو كان ذلك في درس وأراد أن يسمع كلام المتكلم فلا بأس، أما إذا قال: أنا أستضيق مثلاًً، فهذا نقول له: قم وابعد عن الصف حتى لاتكون مستدبراً لصحبك، اذهب إلى القبلة أو إلى خلف الصفوف حتى لا تستدبر إخوانك المسلمين. ص111 ـ 112.
9 ـ إذا كان للصلاة سنتان قبلها وبعدها وفاتت المصلي الأولى فإنه يبدأ أولاً بالبعدية ثم بالقضاء.
مثال ذلك: دخل والإمام يصلى الظهر وهو لم يصل راتبة الظهر، فإذا انتهت الصلاة يصلي أولاً الركعتين اللتين بعد الصلاة ثم يقضى الأربع التي قبلها. ص122.
¥