وهذه الساعة غير معلومة بعينها، يعني: الله أعلم. لكن الرسول صلى الله عليه وسلم أخبرنا بهذا من أجل أن نجتهد، وأن نتحرى قدر الله عزوجل ونعمته بقبول الدعاء، وهذه الساعة كساعة يوم الجمعة مبهمة، وإن كانت ساعة يوم الجمعة أرجى ما يكون إذا حضر الإمام ـ يعني الخطيب ـ إلى أن تقضى الصلاة. 212 ـ213.
17 ـ أود أن أنبه على مسألة وهي أن بعض الناس قد يولد مختوناً ليس له كلفة.
تجد الحشفة بارزة ظاهرة من حين أن يولد، وشاهدنا ذلك بأعيننا، فهذا لا يختن، مابقي شيء يختن من أجله. 230.
18 ـ حكى لي بعض الصلحاء أن رجلاً كان يمنع أهله من الصدقة من البيت يقول: لاتصدقوا، وفي يوم من الأيام نام ورأى في المنام كأن الساعة قد قامت، ورأى فوق رأسه ظلاً يظله من الشمس إلا أن فيه ثلاثة خروق يقول: فجاءت تمرات فسدت هذه الخروق، فتعجب ما هذه الرؤيا؟!، كيف أن الثوب مخرق وتجيء التمرات تسد الخروق، فلما قصها على زوجته، أخبرته بأنها تصدقت بثوب وثلاث تمرات، فكان الكساء الأول هو الثوب، لكنه مخرق وجاءت التمرات الثلاث فسدت الخروق، ففرح بذلك، وأذن لها بعد هذا أن تتصدق بما شاءت، فالحاصل أن هذه الرؤيا مصداق قول الرسول صلى الله عليه وسلم: (كل امرئ في ظل صدقته يوم القيامة). ص239.
19 ـ يقول الله تعالى في الحديث القدسي: (كل عمل ابن آدم له إلا الصيام فإنه لي)
والمعنى: أن الصيام يختصه الله سبحانه وتعالى من بين سائر الأعمال لأنه أي الصيام أعظم العبادات إخلاصاً، فإنه سر بين الإنسان وبين ربه، لأن الإنسان لا يُعلم إذا كان صائماً أو مفطراً، هو مع الناس يذهب ويأتي، ويخرج ويدخل ولا يُعلم به، نيته باطنة، فلذلك كان أعظم إخلاصاً، فاختصه الله سبحانه وتعالى يوم القيامة من بين سائر الأعمال.
وقال بعض العلماء:
معناه: إذا كان الله سبحانه وتعالى يوم القيامة وكان على الإنسان مظالم للعباد، فإنه يؤخذ للعباد من حسناته إلا الصيام فإنه لا يؤخذ منه شيء، لأنه لله عزوجل وليس للإنسان، وهذا معنى جيد، أن الصيام يتوفر أجره لصاحبه ولا يؤخذ منه لمظالم الخلق شيء. ص266.
20 ـ من كان من أهل الصيام دعي من باب الريان، يعني هذا الباب خاص يسمى باب الريان، والريان يعني الذي يروي لأن الصائمين يعطشون ولا سيما في أيام الصيف الطويلة الحارة فيجازون بتسمية هذا الباب بما يختص بهم. ص271.
ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[13 Dec 2008, 12:16 ص]ـ
21 ـ نذكركم بحديث يروى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال حين رجع من تبوك: (رجعنا من الجهاد الأصغر إلى الجهاد الأكبر) يعني جهاد النفس، وهذا الحديث لا أصل له، ولا يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم، لكنه متداول بين الناس إلا أنه من الأحاديث التي لا أصل لها، لأنه أحياناً يشتهر على ألسن الناس أحاديث ليس لها إسناد، وليس لها صحة كقول بعضهم: (حب الوطن من الإيمان) هذا غير صحيح، بل حب الديار الإسلامية من الإيمان، أما الوطن فقد يرتحل الإنسان ويهاجر من بلد الكفر إلى بلد الإسلام، ولا يكون حبها من الإيمان، بل دار الكفر مبغوضة هي وأهلها، أما الديار الإسلامية فحبها من الإيمان سواء كانت وطنك أم لا. ص330.
22 ـ قال صلى الله عليه وسلم: (ومن سلك طريقاً يلتمس فيه علماً سهل الله له به طريقاً إلى الجنة) رواه مسلم.
سلوك الطريق يشمل الطريق الحسي الذي تقرعه الأقدام، مثل أن يأتي الإنسان من بيته إلى مكان العلم سواء كان مكان العلم مسجداً أو مدرسة أو كلية أو غير ذلك، ومن ذلك أيضاَ الرحلة في طلب العلم أن يرتحل الإنسان من بلده إلى بلد آخر يلتمس العلم فهذا سلك طريقاَ يلتمس فيه علماً.
والطريق الثاني الطريق المعنوي، وهو أن يلتمس العلم من أفواه العلماء ومن بطون الكتب فالذي يراجع الكتب للعثور على حكم مسألة شرعية وإن كان جالساً على كرسيه فإنه قد سلك طريقاً يلتمس فيه علماً ولو كان جالساً. ص433 ـ434.
23 ـ ليعلم أن ذكر الله عزوجل هو ذكر القلب وأما ذكر اللسان مجرداً عن ذكر القلب فإنه ناقص، ويدل على هذا قوله عز وجل: (ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه) ولم يقل من أسكتنا لسانه عن ذكرنا، فالذكر النافع هو ذكر القلب، وذكر القلب يكون في كل شيء، يعني معنى ذلك أن الإنسان وهو يمشي وهو قاعد وهو مضطجع إذا تفكر في آيات الله عزوجل فهذا من ذكر الله. ص 460.
24 ـ إذا أعياك الشيء وعجزت عنه قل: (لاحول ولا قوة إلا بالله) فإن الله تعالى يعينك عليه، وليست هذه الكلمة كلمة استرجاع كما يفعله كثير من الناس إذا قيل له: حصلت المصيبة الفلانية قال: لاحول ولا قوة إلا بالله. ولكن كلمة الاسترجاع أن تقول: إنا لله وإنا إليه راجعون، أما هذه فهي كلمة استعانة وإذا أردت أن الله يعينك على شيء فقل: لاحول ولا قوة إلا بالله.
المهم أن كلمة (لاحول ولا قوة إلا بالله) كنز من كنوز الجنة تقولها أيها الإنسان عندما يعييك الشيء ويثقلك وتعجز عنه قل: (لاحول ولا قوة إلا بالله) ييسر لك الأمر. ص522.
25 ـ سميت سورة الإخلاص بهذا الإسم لأن الله تعالى أخلصها لنفسه فلم يذكر فيها شيئاً إلا يتعلق بنفسه جل وعلا، ليس فيها ذكر لأحكام الطهارة أو الصلاة أو البيع أو غير ذلك، بل كلها مخلصة لله عزوجل.
ثم إن الذي يقرؤها يكمل إخلاصه لله تعالى فهي مخلصة ومخلصة، تخلص قارءها من الشرك. ص544.
هذا ما من الله به من فوائد المجلد الخامس وفوائد المجلد السادس والأخير تأتي تباعاً.
¥