والصغير قد يعف والكبير لا يعف.
والإمام قد يسف والصغير لا يسف.
والثياب قد تصون والثياب قد تشف.
والبغي قد تداري سمها وتلتحف.
والشتات لا يزال .. يأتلف و يختلف.
والخطيب لا يزال .. بالعقول يستخف.
والقلوب لا تزال .. للشمال تنحرف.
والصغير بات يدري .. كيف تؤكل الكتف.
لا تخادع يا صديقي بالحقيقة اعترف.
• لقد رأيت أقواماً كانت الدنيا أهون عليهم من التراب، ورأيت أقواما يمسي أحدهم وما يجد إلا قوتاً، فيقول: لا أجعل هذا كله في بطني! لأجعلن بعضه لله عز وجل! فيتصدق ببعضه وهو أحوج ممن يتصدق به عليه!
• يا قوم: إن الدنيا دار عمل، من صحبها بالنقص لها والزهادة فيها سعد بها ونفعته صحبتها. ومن صحبها على الرغبة فيها والمحبة لها شقي بها. ولكن أين القلوب التي تفقه؟ والعيون التي تبصر؟ والآذان التي تسمع؟
• أين منكم من سمع؟!! لم أسمع الله عزّ و جلّ فيما عهد إلى عباده، وأنزل عليهم في كتابه: رغب في الدنيا أحداً من خلقه ولا رضي له بالطمأنينة فيها، ولا الركون إليها بل صرّف الآيات وضرب الأمثال: بالعيب لها، والترغيب في غيرها.
• أفق يا مغرور: تنشط للقبيح، وتنام عن الحسن، وتتكاسل إذا جدّ الجد!!!
• القلب ينشط للقبيح .. وكم ينام عن الحسن
يا نفس ويحك ما الذي .. يرضيك في دنيا العفن؟!
أولى بنا سفح الدموع .. وأن يجلببنا الحزن
أولى بنا أن نرعوي أولى بنا لبس الكفن
أولى بنا قتل الهوى في الصدر أصبح كالوثن
فأمامنا سفر طويل .. بعده يأتي السكن
إما إلى نار الجحيم .. أو الجنان: جنان عدن
أقسمت ما هذي الحياة .. بها المقام أو الوطن
فلم التلوّن و الخداع؟ لم الدخول على الفتن؟!
يكفي مصانعة الرعاع .. مع التقلب في المحن
تبا لهم من معشر ألفوا معاقرة النتن
بينا يدبّر للأمين أخو الخيانة مؤتمن!
تبا لمن يتملقون وينطوون على دخن
تبا لهم فنفاقهم قد لطّخ الوجه الحسن
تبا لمن باع الجنان لأجل خضراء الدمن
• أفيقوا: يأهل الغفلة، فالقافلة قد تحركت، وعند الصباح يحمد القوم السّرى {أفأمن أهل القرى أن يأتيها بأسنا بياتاّ وهم نائمون أو أمن أهل القرى أن يأتيهم بأسنا ضحى وهم يلعبون أفأمنوا مكر الله فلا يأمن مكر الله إلا القوم الخاسرون} (الأعراف: 97 - 99)
• لا يزداد المؤمن صلاحاً إلا ازداد خوفاً، حتى يقول: لا أنجو!
أما الفاسق فيقول: الناس مثلي كثير، وسيغفر لي، و لا بأس علي، فرحمة الله واسعة، والله غفور رحيم!
أكمل يا مغرور: ولا تقل: فويل للمصلين! {قال عذابي أصيب به من أشاء ورحمتي وسعت كل شيء فسأكتبها للذين يتقون ويؤتون الزكاة والذين هم بآياتنا يؤمنون الذين يتبعون الرسول النبي الأمي الذي يجدونه مكتوباً عندهم في التوراة و الإنجيل يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث ويضع عنهم إصرهم والأغلال التي كانت عليهم فالذين آمنوا به وعزروه ونصروه واتبعوا النور الذي أنزل معه أولئك هم المفلحون} (الأعراف: 156 - 157)
واقرأ يا مغرور: {إن رحمة الله قريب من المحسنين} (الأعراف: 56)
واقرأ يا مغرور: {وإني لغفار لمن تاب وآمن وعمل صالحاً ثم اهتدى} (طه: 82)
واقرأ يا مغرور: {فاغفر للذين تابوا واتبعوا سبيلك وقهم عذاب الجحيم} (غافر: 7)
ولكن الفاسق المغرور يخدع نفسه، فيؤجل العمل، ويتمنى على الله تعالى.
• تباً لطلاب الدنيا وهي دنيا!!! والله لقد عبدت بنو إسرائيل الأصنام بعد عبادتهم للرحمن، وذلك بحبهم للدنيا.
• و الله ما صدّق عبد بالنار، إلا ضاقت عليه الأرض بما رحبت، وإن المنافق المخدوع لو كانت النار خلف هذا الحائط، لم يصدق بها حتى يتهجم عليها فيراها!
• القلوب .. القلوب إن القلوب تموت وتحيا فإذا ماتت: فاحملوها على الفرائض فإذا هي أحييت فأدبوها بالتطوع.
• المؤمن!!! ما المؤمن؟ والله ما المؤمن بالذي يعمل شهراً، أو شهرين، أو عاماً، أو عامين لا والله ما جعل الله لمؤمن أجلاً دون الموت.
• الذنوب: وهل تتساوى الذنوب؟ إن الرجل ليذنب الذنب فما ينساه، وما يزال متخوفا منه أبداً حتى يدخل الجنة.
• الدنيا .. وهموم الدنيا والتحسر على ما فات يجعل الحسرة حسرات.
• إن المؤمن إذا طلب حاجة فتيسرت .. قبلها بميسور الله عزّ و جلّ و حمد الله تعالى عليها و إن لم تتيسر .. تركها و لم يتبعها نفسه
¥