6 ـ أذكر أنه قبل وفاته بثلاث سنوات أقرض شخصاً سبعمائة ألف ريال، ثم أرسل إليه يخبره بأنه قد طرحه عنه، فقلت له شفقة عليه، ورغبة في سماع ماعنده: أعظم الله أجر هذا الحساب ـ أعني حساب سماحة الشيخ الخاص ـ فالتفت إلى وقال: ياولدي لا تهمك الدنيا، أنا بلغت من العمر سبعاً وثمانين، و لم أر من ربي إلا خيرا، الدنيا تذهب وتجيء، وفرق بين من يتوفى وعنده مائة مليون، ومن يتوفى وليس لديه شيء، فالأول ثقيل الحساب والتبعة، والثاني بعكس ذلك كله. ص155.
7 ـ كان سماحة الشيخ يعمر المجلس بالفوائد، والإجابة على الأسئلة، وحصل أن حديثاً طويلاً دار حول الرقية، وتلبس الجني بالإنسي.
ومما دار في ذلك المجلس أن الشيخ عبدالعزيز السدحان ذكر أنه ورد في ترجمة أحمد بن نصر الخزاعي رحمه الله أنه رقى رجلاً فيه مس من الجن، فتكلمت على لسانه جنية، فقالت لأحمد بن نصر: يا شيخ لن أخرج من هذا الرجل حتى يدع القول بخلق القرءان.
فتبسم سماحة الشيخ بن باز رحمه الله وقال: ماشاء الله، هذه جنية سنية، هذه من أهل السنة والجماعة. ص174 ـ 175.
8 ـ في يوم من الأيام رن الهاتف فأخذ سماحته السماعة على غير العادة، وإذا هم أهلي يطلبونني، فناولني سماحته السماعة، وأخذ ينتظرني حتى أفرغ من المكالمة.
وكنت حريصاً على الاختصار لأن وقت سماحة الشيخ لا يسمح بالإطالة والمجلس مليء بالحاضرين، وأهلي يعلمون ذلك.
والذي حصل أن أهلي سألوني: هل ستتغدى معنا هذا اليوم؟ فقلت لا. وبذلك انتهى الغرض، ووضعت سماعة الهاتف.
فقال لي سماحة الشيخ: انتهيت من المكالمة؟ قلت: نعم. فقال رحمه الله: ما هذا الجفاء؟ أهكذا تكلمون أهليكم؟ أسأل الله العافية.
فقلت يا سماحة الشيخ المقصود قد انتهى ولا أريد الإطالة فالوقت لا يسمح.
فقال لا حول ولا قوة إلا بالله، خيركم خيركم لأهله. ص227.
9 ـ من حب الناس لسماحة الشيخ بن باز رحمه الله، أنه في عام 1410هـ قدم على سماحته وهو في الطائف رجل مسلم من بلجيكا وهو مغربي الأصل، فلما مثُل أمام سماحته قال:
يا سماحة الشيخ أنا فلان، من محبيك وقد جئتك مهدياً لك إحدى عيني، ولقد سألت طبيباً مختصاً فقال لي: لامانع، وسوف أذهب إلى المستشفى وإلى الطبيب المختص لنزعها وإهدائها لك.
فقال له سماحة الشيخ: يا أخي بارك الله لك في عينيك، ونفعك بهما، نحن راضون بما كتب الله لنا. ًص 506 ـ 507.
10 ـ في آخر سنة من حياة الشيخ ترك الحج في تلك السنة ووجه نائبه سماحة الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ بأن يقوم مقامه بالحج، ولما وصل الخبر إلى سماحة نائبه بكى، وتأثر أيما تأثر.
وهكذا عدل سماحته عن الحج، والأسى يعتصر قلبه، وكان يقول:
الله المستعان سبع وأربعون سنة متتابعة لم أترك الحج. وليس هذا عدد حججه، بل هذا عدد حججه المتتابعة، أما عددها جميعاً فتبلغ اثنتين وخمسين حجة. ص577.
هذا ما تيسر إعداده وتهيأ إيراده، وفقنا الله وإياكم لما فيه رضاه ونظمنا وإياكم في سلك من خافه واتقاه، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[10 Feb 2009, 12:12 ص]ـ
الكتاب السابع:
الإمام ابن باز، تأليف الشيخ عبدالعزيز السدحان، قرأه وحث على نشره فضيلة الشيخ صالح الفوزان، قدم له فضيلة الشيخ عبدالمحسن العباد البدر، الطبعة الثانية، 1422هـ، دار ابن الأثير، (عدد الصفحات 105).
يقول الشيخ عبدالمحسن العباد في تقديمه للكتاب:
ولقد أحسن المؤلف فيما كتب عن شيخنا رحمه الله، وأجاد وأفاد، ومما زاد في حُسن ما كتب عنايته بالربط بين أحوال الشيخ عبدالعزيز رحمه الله وصفاته الحميدة وما كان عليه سلف الأمة فهو رحمه الله في صدقه وإخلاصه وعلمه وعمله يذكر بالعلماء السابقين االذين خلد الله ذكرهم، وقد مضى على موتهم مئات السنين.
وإني أوصي طلبة العلم بقراءة هذا الكتاب القيم والاستفادة منه.
يقول المؤلف الشيخ عبدالعزيز وفقه الله في مقدمة الكتاب:
¥