تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ (عليه السلام) أَنَا قَسِيمُ اللَّهِ بَيْنَ الْجَنَّةِ والنَّارِ وَأَنَا الْفَارُوقُ الأَكْبَرُ وَأَنَا صَاحِبُ الْعَصَا وَالْمِيسَمِ ولقَدْ أَقَرَّتْ لِي جَمِيعُ الْمَلائِكَةِ والرُّوحُ بِمِثْلِ مَا أَقَرَّتْ لِمُحَمَّدٍ (صلى الله عليه وآله) ولقَدْ حُمِلْتُ عَلَى مِثْلِ حَمُولَةِ مُحَمَّدٍ (صلى الله عليه وآله) وهيَ حَمُولَةُ الرَّبِّ وانَّ مُحَمَّداً (صلى الله عليه وآله) يُدْعَى فَيُكْسَى ويسْتَنْطَقُ وَأُدْعَى فَأُكْسَى وَأُسْتَنْطَقُ فَأَنْطِقُ عَلَى حَدِّ مَنْطِقِهِ وَلَقَدْ أُعْطِيتُ خِصَالاً لَمْ يُعْطَهُنَّ أَحَدٌ قَبْلِي عُلِّمْتُ عِلْمَ الْمَنَايَا والْبَلايَا والأَنْسَابَ وفصْلَ الْخِطَابِ فَلَمْ يَفُتْنِي مَا سَبَقَنِي ولمْ يَعْزُبْ عَنِّي مَا غَابَ عَنِّي أُبَشِّرُ بِإِذْنِ اللَّهِ وَأُؤَدِّي عَنِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ كُلُّ ذَلِكَ مَكَّنَنِيَ اللَّهُ فِيهِ بِإِذْنِهِ".

ومع هذا فالحديث يناقض من بعض جوانبه حديثا آخر من أحاديث "الكافى" ذاته مناقضة بلقاء: "مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ وَعَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الدِّهْقَانِ عَنْ دُرُسْتَ الْوَاسِطِيِّ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الْحَمِيدِ عَنْ أَبِي الْحَسَنِ مُوسَى (عليه السلام) قَالَ دَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ (صلى الله عليه وآله) الْمَسْجِدَ فَإِذَا جَمَاعَةٌ قَدْ أَطَافُوا بِرَجُلٍ فَقَالَ مَا هَذَا فَقِيلَ عَلامَةٌ فَقَالَ وما الْعَلامَةُ فَقَالُوا لَهُ أَعْلَمُ النَّاسِ بِأَنْسَابِ الْعَرَبِ وَوَقَائِعِهَا وَأَيَّامِ الْجَاهِلِيَّةِ والأَشْعَارِ الْعَرَبِيَّةِ قَالَ فَقَالَ النَّبِيُّ (صلى الله عليه وآله) ذَاكَ عِلْمٌ لا يَضُرُّ مَنْ جَهِلَهُ ولا يَنْفَعُ مَنْ عَلِمَهُ ثُمَّ قَالَ النَّبِيُّ (صلى الله عليه وآله) إِنَّمَا الْعِلْمُ ثَلاثَةٌ آيَةٌ مُحْكَمَةٌ أَوْ فَرِيضَةٌ عَادِلَةٌ أَوْ سُنَّةٌ قَائِمَةٌ وَمَا خَلاهُنَّ فَهُوَ فَضْلٌ". ذلك أن عليا فى الحديث الذى بين أيدينا يفتخر بعلمه بالأنساب، على حين يقول الحديث الآخر إن الأنساب من الأمور التى لا ينفع العلم بها ولا يضر الجهل بها. أى أنها لا تقدم ولا تؤخر، ومن ثم فافتخار على كرم الله وجهه بعلم الأنساب هو افتخار فى غير مفتخَر، أى افتخار لا معنى له ولا مصداقية. ولسنا نتهمه رضوان الله عليه بالتقول بغير حق، بل نتهم فقط ملفقى هذا الحديث لا أكثر ولا أقل.

...

أما هجوم من علق على قولى، فى دراستى الأولى، بالمجاز فى بعض ما ينسب إلى أبى هريرة من أحاديث، فأفضل رد عليه هو الحديث التالى الموجود فى كتاب "الكافى"، حيث يخاطب سبحانه وتعالى العقل ويستنطقه ويأمره وينهاه، ويستجيب العقل فيقبل ويدبر ... وهو ما لا يستطيعه العقل لأنه لا يفهم ولا يُقْبِل ولا يُدْبِر، بل الذى يفهم ويقبل ويدبر إنما هو الإنسان. كما يخبره سبحانه أن الثواب والعقاب يوم القيامة إنما سيقع عليه هو، مع أن الثواب والعقاب إنما يقع على الإنسان. وليس فى القرآن كله ولا فى الأحاديث النبوية أن العقل هو الذى سوف يحاسَب ويجازَى. وليس أمامنا إذن إلا القول بالمجاز. وهذا إن صح الحديث أصلا، وأهل السنة بالمناسبة لا يصححونه: "أَخْبَرَنَا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ قَالَ حَدَّثَنِي عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا مِنْهُمْ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى الْعَطَّارُ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ عَنِ الْعَلاءِ بْنِ رَزِينٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ (عليه السلام) قَالَ لَمَّا خَلَقَ اللَّهُ الْعَقْلَ اسْتَنْطَقَهُ ثُمَّ قَالَ لَهُ أَقْبِلْ فَأَقْبَلَ ثُمَّ قَالَ لَهُ أَدْبِرْ فَأَدْبَرَ ثُمَّ قَالَ وَعِزَّتِي وَجَلالِي مَا خَلَقْتُ خَلْقاً هُوَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْكَ وَلا أَكْمَلْتُكَ إِلا فِيمَنْ أُحِبُّ أَمَا إِنِّي إِيَّاكَ آمُرُ وَإِيَّاكَ أَنْهَى وَإِيَّاكَ أُعَاقِبُ وايَّاكَ أُثِيبُ". والملاحظ أن لفظ "العقل" لم يرد فى القرآن بتاتا، بل الذى فيه هو "الفؤاد" و"الأفئدة" و"الألباب"، وإن كان هناك الفعل "يعقل"، لكنّ هذا شىء آخر. أما

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير