تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

كذك لا أحسب القارئ محتاجا إلى أن أبين له سفاهة حكاية السم الذى سقاه أبو بكر وعمر وابنتاهما للنبى عليه السلام فقتله ثم ادَّعَوْا أنهم كانوا يَلُدّونه. ذلك أن المجانين المساعير هم وحدهم الذين يرددون أمثال تلك الحكايات الرقيعة. إن هذا الكلام هو طعن فى صميم القرآن ومصداقيته. أليس يقول الله تبارك وتعالى: "والله يعصمك من الناس"؟ فكيف إذن يجرى فى خَلَد مسلم يؤمن بهذا القرآن وبصدق وعد الله لرسوله أنه سبحانه لم يَفِ لنبيه بما وعده به وترك الناس يقتلونه ولا يعصمه منهم؟ على أى حال هأنذا أسوق حديث اللَّدّ، وقد رواه ابن عباس وعائشة، والنص بروايتها رضى الله عنها، وهو منقول عن البخارى: "لددنا النبي صلى الله عليه وسلم في مرضه، فقال: لا تَلُدّوني. فقلنا: كراهية المريض للدواء. فلما أفاق قال: لا يبقى أحد منكم إلا لُدَّ، غير العباس، فإنه لم يشهدكم". من هذا نرى أن العباس كان موجودا، علاوة على أن ابن عباس قد رواه أيضا، ومن ثم فاحتمال أن يكون النبى قد سُمَّ مسألة مستحيلة حتى من الناحية النظرية البحتة. أما فى الواقع فلا يمكن أن يصدق هذا إلا شخص مخبول مثل ذلك الكاتب أسود القلب. ثم إن كل من فى البيت قد لُدَّ مثلما لُدَّ الرسول. فلو كان الشراب الذى لدّوا به الرسول سما فمعنى ذلك أنهم قد سُمُّوا أيضا. فهل هذا كلام يقوله عاقل؟ ثم إن الرواية لمّا تتم فصولا، بل يترتب عليها القول بأن عليا وفاطمة، بدلا من الانشغال بفضح من قاموا باغتيال الرسول والعمل على القصاص منهم، كان كل همهما المطالبة بميراثه: هو الميراث السياسى، وهى الميراث المالى. وهكذا ينبغى أن تكون البنوة والأخوة لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وإلا فلا. وهكذا يقع الشيعة فى غلطة الدبة التى قتلت صاحبها.

ويبقى أمران: أولهما زعم الكاتب الموتور تحريق عمر باب فاطمة وهى بداخل البيت وعدم استجابته لمناشدة الصحابة له ألا يفعل. وهو كلام يروجه الشيعة دون أن يكون له أى أساس، اللهم إلا محض الرغبة فى تشويه صورة الفاروق على عادتهم. وثانيهما ما قاله الكاتب الغشوم عن أبى لؤلؤة ودفاعه عنه وادعاؤه أنه مسلم صادق الإيمان وأنه من المبشَّرين بالجنة وأن زيارة قبره مما يُتَقَرَّب به إلى الله وأنه قد هرب بمعجزة من على بن أبى طالب إلى كاشان ... إلى آخر هذا التخريف الذى لا يدور إلا فى عقل أحمق ولا يصدقه إلا نظير له فى الحماقة، فقد أجمع المسلمون إلا الموتورين من الفاروق أن ذلك العلج كان كافرا، وأنه انتحر حين ضاق الخناق عليه وأمسك المصلون به بعدما ألقى عليه أحد الحضور ثوبا أشل حركته، فما كان منه إلا أن بخع نفسه بذات الخنجر الذى اغتال به عمر رضى الله عنه. ولقد اخترعت الشيعة كل تلك الحكايات الساذجة التافهة لتوفير مكان وزمان يحتفلون فيه بمقتل الفاروق ويظهرون عنده الشماتة فيه. هذا هو تفسيرى للأمر لا أكثر ولا أقل. ولقد كان أبو لؤلؤة يسمى: "فيروزا"، لكنهم قالوا إن القبر الذى يزعمون أنه قبره كان معروفا منذ أزمان وأزمان بقبر "بابا شجاع الدين". فما صلة هذا بذاك؟ إن هذا ليذكرنا بما يردده القاديانيون من خرافة تقول إن السيد المسيح حين أمسك به أعداؤه ووضعوه على الصليب وسمروا يديه ورجليه قد استطاع بطريقة ما النزول من فوق صليبه، ثم انطلق بعد ذلك شرقا حتى وصل إلى كشمير حيث عاش إلى أن وافته منيته، فمات ودفن هناك فى قبر يطلق عليه: "قبر صاحب". وهذا، كما يرى القارئ، هو كحَذْوِه النعل بالنعل!

...

عن الويكيبيديا:

أبو لؤلؤة المجوسي- اغتيال عمر

الروايات السنية:

"صحيح البخاري" (جزء 3 - صفحة 1353 - رقم 3497): عن عمرو بن ميمون قال: رأيت عمر بن الخطاب قبل أن يصاب بأيام المدينة وقف على حذيفة بن اليمان وعثمان بن حنيف. قال: كيف فعلتما؟ أتخافان أن تكونا قد حملتما الأرض ما لا تطيق؟ قالا: حملناها أمرا هي له مطيقة ما فيها كبير فضل. قال: انظرا أن تكونا حملتما الأرض ما لا تطيق. قالا: لا. فقال عمر: لئن سلمني الله لأدعن أرامل أهل العراق لا يحتجن إلى رجل بعدي أبدا. قال: فما أتت عليه إلا رابعة حتى أصيب. قال عمرو بن ميمون: إني لقائم ما بيني وبينه إلا عبد الله بن عباس غداة أصيب، وكان إذا مر بين الصفين قال: استووا، حتى إذا لم ير فيهم خللا تقدّم فكبّر. وربما قرأ سورة "يوسف" أو "النحل" أو

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير