الأَرْضِ أَرَضِيتُمْ بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنْ الآخِرَةِ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الآخِرَةِ إِلاَّ قَلِيلٌ (38) إِلاَّ تَنفِرُوا يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا وَيَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ وَلا تَضُرُّوهُ شَيْئًا وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (39) ? (التوبة).
أصناف الناس أمام الأحداث
الناس أمام أحداث غزة واحد من أربعة:
1 - الناصر:
وهم الذين يقومون بواجب النصرة ويتحملون التّبِِعات، يضحون بأموالهم ومستعدون للتضحية بأنفسهم، ويقومون بتذكير الظَّلَمة من حكامهم- وما أكثرهم- وهم يعلمون سلفًا ما يمكن أن يدفعوا من ثمن من وراء هذا، كما أنهم يقومون بإيقاظ النائمين وتنبيه الغافلين من قومهم.
وهؤلاء هم أشرف القوم شعارهم: إننا مع الحق ما حيينا، وإننا ضد الباطل مهما عانينا، وفي طريق الإصلاح ماضون مهما لاقينا. وهذه المقومات في أرض الواقع تتمثل ولا شك في دعوتنا المباركة ومن سار في ركبهم من أحرار الأمة وشرفائها.
دوافعهم:
إن الذي يدفع هذا الفريق من الناس للقيام بهذا الدور هو:
1 - القيام بالواجب الشرعي:
والذي تقتضيه نصرة المسلم لأخيه المسلم، وهي قضية لا تحتاج لبرهان ولا دليل، فقط فليسأل الناس جميعًا أنفسهم هذا السؤال: متى يكون الجهاد فرض عين؟ والذي فيه تخرج الزوجة بدون إذن زوجها، والولد بدون إذن أبيه؟! فإن لم يكن الآن فمتى؟!!
وإن لم يكن هذا واجبًا شرعيًّا تقتضيه أخوة الإيمان فكيف تتحقق هذه الآيات في واقعنا إن لم يكن زمانها الآن؟!!!
?إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ? (الحجرات: من الآية 10).
وقال تعالى: ?وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ? (التوبة: من الآية 71).
وقال تعالى: ?إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ (92) ? (الأنبياء)، وقال تعالى: ?وَإِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ (52) ? (المؤمنون)،
وقال تعالى: ?وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ? (المائدة: من الآية 2).
وكذلك هذه الأحاديث:
صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "الْمُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِ كَالْبُنْيَانِ يَشُدُّ بَعْضُهُ بَعْضًا" صحيح البخاري (2266)، ومسلم (4684).
وقال: "مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ وَتَرَاحُمِهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ مَثَلُ الْجَسَدِ إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى " صحيح مسلم (4685).
وقال: "الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ لا يَظْلِمُهُ وَلا يُسْلِمُهُ وَمَن كَانَ فِي حَاجَةِ أَخِيهِ كَانَ اللَّهُ فِي حَاجَتِهِ وَمَن فَرَّجَ عَن مُسْلِمٍ كُرْبَةً فَرَّجَ اللَّهُ عَنْهُ كُرْبَةً مِن كُرُبَاتِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَمَن سَتَرَ مُسْلِمًا سَتَرَهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ" صحيح البخاري (2262)، ومسلم (4677).
2 - القيام بالواجب الوطني:
حيث إن المعتدِي هم اليهود، وما أدراك ما اليهود وتاريخهم الأسود معنا، هل نسينا مذبحة بحر البقر؟ هل نسينا ما فعلوه بأسرانا؟ هل؟ هل؟ هل؟ ..... كما أنهم على حدودنا، وقهر غزة- لا قدر الله- يعني ببساطة أن تتبعها غزة أخرى، أقصد سيناء وما بعدها، خاصة في ظل اتفاقية الخزي والعار التي جردت سيناء من السلاح، وما خبر مدينة سرقسطة عنا ببعيد!! وساعتها سنقول: أُكِلْتُ يوم أُكِلَ الثور الأبيض.
3 - القيام بالواجب الإنساني:
إن الذي يرى ما يحدث لأهلنا وإخواننا المسلمين المجاهدين على أرض غزة الحبيبة ولا ينخلع قلبه، وتضطرب أوصاله، فإن قلتُ بأن قلبه حجَر أظلم الحجر، وإن وصفتُه بالقسوة وجب علَيَّ الاعتذار للقسوة، بل يمكن القول بأنه إنسان فقد إنسانيته.
جزاؤهم:
عن جابر وأبي أيوب الأنصاري قالا: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ما من امرئ يخذل مسلمًا في موطن ينتقص فيه من عرضه وينتهك فيه من حرمته إلا خذله الله في موطن يحب فيه نصرته، وما من امرئ ينصر مسلمًا في موطن ينتقص فيه من عرضه وينتهك فيه من حرمته إلا نصره الله في موطن يحب فيه نصرته " أبو داود، والطبراني
¥