تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[أحمد الفقيه]ــــــــ[10 - 05 - 2007, 01:50 ص]ـ

السلام عليكم

هناك فرق بين المتكلم والمتلقي، فالمتكلم إذا أراد أن يتحدث عن فكرة معينة يبدأ التفكير في المعنى أولا ثم يعبر عنه بلفظ مراعيا الحكم النحوي وأما المتلقي فيبدأ بتلقي الحكم النحوي أولا ثم يفكر في المعنى ...

فالمسألة عكسية بين المتكلم والمتلقي ..

وأما قول جلمود:

فالإعراب هو الذي يحدد لنا معنى الكلام ومغزاه فهو الأصل وما دونه فرع عنه.

فليس على إطلاقه لأن الإعراب يمتاز على بقية القرائن كما ذكر علماؤنا في الفصل بين المعاني المتكافئة يقول ابن قتيبة ((ولها الإعراب الذي جعله الله وشيا لكلامها وحلية لنظامها وفارقا في بعض الأحوال بين الكلامين المتكافئين ... )) وهو زينة إيقاعية وهو مما يفقد مع الزمن خلافا لغيره من القرائن لذا ركز علماؤنا جهودهم نحوه دون بقية القرائن والله أعلم

ـ[د. بهاء الدين عبد الرحمن]ــــــــ[10 - 05 - 2007, 08:17 ص]ـ

السلام عليكم

هذا مبحث من رسالتي للدكتوراه من الباب المخصص للتفاسير ذات الاتجاه النحوي، أعانكم الله على قراءته لطوله ..

2 - العلاقة بين المعنى والإعراب

في هذا المبحث أريد أن أوضح العلاقة بين المعنى والإعراب، لبيان الباعث الذي حدا بكثير من المفسرين إلى إعراب المفردات والجمل في الآيات القرآنية، لذلك لن أتعرض كثيرا إلى ما قيل في مفهوم الإعراب من آراء مختلفة ومذاهب متعددة. وأكثر هذا الخلاف مبني على المراد من هذا المصطلح، فمن النحاة من ذهب إلى أن الإعراب هو: (ما جيء به لبيان مقتضى العامل من حركة أو حرف أو سكون) (). وبهذا المفهوم يكون الإعراب علامات لفظية تلحق أواخر الكلمات في الجملة. ومنهم من ذهب إلى أنه: (تغيير أواخر الكلم لاختلاف العوامل الداخلة عليها لفظا أو تقديرا) (1) وهو بهذا المفهوم أمر معنوي، والعلامات دالة عليه.

وأرى أن الإعراب يجب أن ينظر إليه نظرة نسبية، فهو من جهة المتكلم شيء و من جهة المخاطب شيء آخر، فهو من جهة المتكلم الإبانة عن المعاني النحويّة للكلمات في الجملة بواسطة قرائن معينة. وهذا التعريف قريب مما ذكره ابن جني () من أن الإعراب هو: (الإبانة عن المعاني بالألفاظ) ().

أمّا من جهة المخاطب، فهو: معرفة المعاني النحويّة للكلمات في الجملة بوساطة قرائن معينة. وعن طريق إبانة المعنى النحويّ من قبل المتكلم وإدراكه من قبل المخاطب يتم التفاهم.

وأريد بالمعنى النحويّ ما تؤديه الكلمة في الجملة من معنى كالفاعلية والمفعوليَّة والإضافة، وما يلحق بهذه المعاني كالابتداء والإخبار، وبيان الحال والتفسير والإضافة بالحروف، هذا إذا كانت الكلمة اسما، فإن كانت فعلا فالمعنى النحويّ لها هو ما تدل عليه من حدث وزمان معين، خبرا أو إنشاء، وإن كانت حرفا فالمعنى النحويّ لها هو ما تؤديه من استفهام أو نفي أو طلب أو شرط، أو توكيد. . أو غير ذلك من المعاني التي تؤديها الحروف في الجملة.

فإذا نظرنا إلى الإعراب نظرة مجردة عن النسبية أمكن أن نقول: إنه المعنى النحويّ الذي تؤديه الكلمة في الجملة. وبناء على هذا التعريف ندرك العلاقة المهمة التي توجد بين الإعراب والمعنى، وأعني بالمعنى هنا المعنى العام للجملة.

فللإعراب قيمة كبيرة في توجيه المعنى، كما أنّ للمعنى نفسه أثرًا كبيرًا في معرفة الإعراب، وقد يبدو هذا الكلام متناقضًا في ظاهره، ولكن هذا التناقض يزول إذا عرفنا أن للكلمة في الجملة معنيين: معنى لغوي، وهو ما تدل عليه الكلمة من معنى قبل التركيب، ومعنى نحويّ، وهو ما تكتسبه الكلمة من معنى إضافي بعد التركيب. فالمعنى اللغوي لكلمة (أنداد) مثلا هو أنها جمع (ند) وهو المثل والنظير. هذا في حالة النظر إليها قبل التركيب، ثم إذا تأملناها مركبة مع غيرها من الكلمات كما في قوله تعالى: (فلا تجعلوا لله أندادا وأنتم تعلمون) () وجدناها قد اكتسبت معنى إضافيا، وهو معنى المفعوليَّة.

ولا يمكن أن نفهم المعنى العام للجملة إلا إذا عرفنا المعنى اللغوي للمفردات والمعنى النحويّ لها، فالمعنى العام للجملة يختلف تبعا لاختلاف المعنى اللغوي للكلمات ولاختلاف المعنى النحويّ لها.

أمّا أمر المعنى اللغوي فواضح وأمّا المعنى النحويّ الذي هو الإعراب فإن علاقته بالمعنى العام بحاجة إلى توضيح.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير