ـ[أبو تمام]ــــــــ[18 - 10 - 2007, 01:30 ص]ـ
السلام عليكم
كنت قد افتقدت الصفحة، إلى أن سخّر الله لها أخانا محمد - بارك الله فيه -.
أخي الكريم الرائع لك التحية.
لك الحق في ذلك لأنّ كلامي يحتاج إلى تفصيل، فاسم الفاعل إن نويت به الحال، أو الاستقبال فإضافته غير محضة، فلا يكون معرفة، على اعتبار أنّ المضاف إليه هو منصوبه، كما الذي ذكرت، لذا فهو ليس بمعرفة، قال ابن مالك:
وإنْ يشابه المضافُ يفعلُ *وصفًا فعن تنكيرهِ لا يعزَلُ
كربَّ راجينا عظيم ِ الأمل ِ ...
فهو يعني بـ (لايُعزلُ) أي لا يبتعد عن التنكير مطلقا، ثم مثّل بربّ التي لا تدخل إلا على النكرات، و (رجينا) اسم فاعل أضيف للضمير (نا) ولكنّه لم يتعرف، فدخلت عليهِ (رُبّ)، ووصف بمثله، صفة مشبه نكرة مع أنها مضافة.
هذا أمر، والأمر الآخر فأنا أرى أنّ كلامك جدّا رائع -كصاحبه- غير أنّ الأمر- كما ذكرتُ- من جهة الإفادة، فالإضافة المحضة تفيد التخصيص، لذا كانت أمثلتهم - على ما بحثت- متمثلة بهذه النكرات المضافة إضافة محضة حقيقية، ولذلك فأنا طلبت منك الشواهد، والأمثلة على ذلك ليتضح لنا شرطهم السابق في الابتداء.
أخي محمد لك التحية
قول ابن مالك - رحمه الله-:-
وإنْ يشابه المضافُ يفعلُ *وصفًا فعن تنكيرهِ لا يعزَلُ
كربَّ راجينا عظيم ِ الأمل ِ*مروع ِ القلبِ، قليلِ الحيل ِ
خير شاهد على ما قلت، والتفصيل الذي ذكرت في المشتق وخصوصا أعني به اسم الفاعل، والمفعول من اشتراط كونهما للحال، أو الاستقبال هو ما ينص عليه النحاة.
أما (مالك يوم الدين) فمالك حقّها أن تكون نكرة، لكنها تعرّفت لأنّ الله اتصف بها في قديما، وسابقا، فشملت الأحوال الثلاثة كلها، لذلك نصّ الزمخشري - رحمه الله- وتبعه السمين الحلبي - رحمه الله في الدر المصون قائلا:" وأمَّا "مالك" فإنْ أريد به معنى المُضِيِّ فجَعْلُه نعتاً واضحٌ أيضاً، لأنَّ إضافته محضة فَيَتعرَّف بها، ويؤيِّد كونَه ماضِيَ المعنى قراءةُ مَنْ قرأ: "مَلَكَ يومَ الدين"، فجعل "مَلَك" فعلاً ماضياً.
وإن أُريد به الحالُ أو الاستقبال فَيُشْكِلُ لأنه إمَّا أن يُجْعَلَ نعتاً لله ولا يجوز لأنَّ إضافةَ اسم الفاعل بمعنى الحالِ أو الاستقبال غيرُ مَحْضَةٍ فلا يُعَرَّف ... ".
ثم يقول:" فكأنَّ المعنى -والله أعلم- أنه متصفٌ بمالكِ يومِ الدينِ مطلقاً، من غير نظرٍ إلى مضيٍّ ولا حالٍ ولا استقبالٍ، وهذا ما مالَ إليه أبو القاسم الزمخشري".
وعلى هذا فقس الأمثلة التي ضربت.
أمّا (عامل الحقل) فذكرته على اعتبار الحال، والاستقبال، ومنصوبها (الحقل)، فلا يكون نعتها إلا نكرة، أما إن كان بمعنى المضي، أو أن ترسخ هذه الصفة على العامل فتكون شاملة الأحوال الثلاثة فلا يجوز في وصفها إلا التعريف، وهذا ما نجده في قوله تعالى:" هدياً بالغَ الكعبةِ" حيث وصف بـ (بالغ) النكرة (هديا) على الاعتبار الأول، ووصف (مالك) لفظ الجلالة (الله) على الاعتبار الثاني.
والله أعلم
ـ[محمد عبد العزيز محمد]ــــــــ[26 - 10 - 2007, 01:53 ص]ـ
بارك الله فيك أخي الكريم أبي تمام