ـ[علي المعشي]ــــــــ[05 - 10 - 2007, 05:29 ص]ـ
السلام عليكم
ويحك يا مغربي! ألا تخشى لسان أبي فراس؟
آه آه لو كان حيا فيهجوك هجاء يفوق هجاءه جريرا!!
أما أنا فلا أخطئ الفرزدق ولا أحمل قوله على التوهم في موضع أجد فيه وجها يبرئه من الخطأ والتوهم.
أخي مغربيا .. إن مما يجعلني أتمسك بالقول بصحة جر (عالم) في بيت الفرزدق ما وقعت عليه يدي من إعراب بعض العلماء للمشتق (فاطر) في الآية العاشرة من سورة إبراهيم (قالت رسلهم أفي الله شكٌّ فاطرِ السماوات والأرض ... ) وذلك لأن التركيبين متشابهان إلى حد كبير.
فعبدالله ابن آجروم في (مشكل إعراب القرآن) أعرب كلمة (فاطر) بدلا مجرورا من لفظ الجلالة المجرور بفي ولم يذكر غير هذا الوجه.
والسمين الحلبي أعربها على وجهين (النعت والبدل).
فنجد أن البدل وجه مشترك بينهما، وإنما قال الحلبي بالنعت لأن المتبوع (لفظ الجلالة) اسم ظاهر يصح نعته خلافا للضمير.
وإذا وازنا بين هذا التركيب وبين (أناخ إليكم طالبٌ طالما نأت به الدار دانٍ ... ) لوجدنا أن الفرق بينهما مقصور على كون المتبوع في الآية اسما ظاهرا، وفي البيت ضمير غيبة، أما التابع فهو مشتق في كل منهما، وعليه لا يصح وجه النعت في البيت كما صح في الآية لأن المتبوع في البيت ضمير لا يصح نعته، أما الوجه الثاني (البدل) فإنه يصح لكون المبدل منه لا يمتنع مجيئه ضمير غيبة بارزا.
أما لو قلنا في غير القرآن: (اللهُ لا شك فيه فاطرِ السماوات والأرض) لتشابه التركيبان تماما ولامتنع النعت هنا أيضا لأن المتبوع ضمير لا ينعت، ولم يبق إلا وجه البدل. فالمتبوع ضمير غيبة ظاهر مجرور بالحرف في كل منهما، والتابع وصف (اسم فاعل) في كل منهما.
وبناء على هذا التشابه يمكن قياس إعراب (دان) على إعراب (فاطر) ومن ثم صحة إعرابه بدلا مجرورا ثم نعته بـ (عالم) بالجر، فيكون هذا وجها صحيحا لا غبار عليه ولا توهم فيه.
والله أعلم.
ـ[خالد مغربي]ــــــــ[05 - 10 - 2007, 06:47 ص]ـ
حسنا أخي علي، استشهادك بالآية العاشرة من سورة إبراهيم فيه نظر!! صحيح أن السمين الحلبي أعرب " فاطر " موطن استشهادك على وجهين كما قلت تماما إذ قال: " "فاطرِ" بالجرِّ. وفيه وجهان: النعتُ والبدليةُ، قاله أبو البقاء: وفيه نظر؛ فإنَّ الإِبدالَ بالمشتقاتِ يَقِلُّ، ولو جعله عطفَ بيانٍ كان أسهلَ. "
هذا ما نقله الحلبي صاحب الدر المصون عن أبي البقاء، ولعلك لم تلتفت إلى قوله أي الحلبي: فيه نظر!!
وعلل بما سقته لك آنفا نقلا عنه.
أما إعراب عبدالله بن آجروم في " مشكل إعراب القرآن " لـ: " فاطر " بدلا على القلة، وأنقل إليك إعرابه
حيث قال: " "فاطر" بدل، والبدل بالمشتق قليل "!!
وبعد هذا أخي أيصح عندك أن تقيس على وجه قلة أو فيه نظر ... سامحك الله
دمت محبا
ـ[غاية المنى]ــــــــ[05 - 10 - 2007, 06:17 م]ـ
أخي الفاضل مغربي: ما أجمل هذه المجادلة العلمية بينك وبين الأستاذ علي!! بارك الله فيكما، لكن اسمحوا لي أن أتدخل وأقول ما عندي: الفرزدق هو من شعراء عصر الاحتجاج إذ توفي عام 110 هـ، إذن يحتج بشعره وما دام يحتج بشعره فلا يمكن أن يكون هناك إقواء أو ترهم أو غير ذلك ولا ضير أن يقاس على القليل، وما دام هذا وارد في القرآن فليس هناك أي إشكال، وعليه فإعراب الأستاذ علي صحيح لا غبار عليه أبدا، وجزاه الله خيرا فقد أفاد وأجاد.
ـ[خالد مغربي]ــــــــ[05 - 10 - 2007, 08:21 م]ـ
أخي المبارك الآية لا يجوز الاستشهاد بها نظرا لما سأبينه لا حقا ..
لا يجوز اعتبار دان بدلا، لان المبدل منه كما هو معروف في نية الطرح، ولو فعلنا ذلك لخلت جملة (طال ما نأت به الدار) من العائد وهو الضمير الذي على نية الطرح، وهذه الجملة نعت ويجب أن يكون فيها رابط يدل على المنعوت
وإني أتساءل: ما العلاقة إذا قلنا بالبدلية بين طالب وجملة النعت: طال ما نأت بدان الدار؟!!
فجملة (طال ما نات به الدار) يجب أن تشتمل على عائد الذي هو المبدل منه، والمبدل منه يجب أن يكون على نية الطرح أي يجوز أن يحل محله البدل، ولو فعلنا ذلك خلت جملة النعت من الرابط الذي يربطها بالمنعوت
ثم أن إبدال النكرة من المعرفة لا يجوز عند الكوفيين الا بشرط واحد وهو غير متوافر هنا، فالكوفيون يوجبون أن يكون البدل - إذا كان نكرة والمبدل منه معرفة ـ يوجبون أن يتحد لفظ البدل والمبدل منه ومثاله قوله تعالى: {كَلَّا لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ لَنَسْفَعَنْ بِالنَّاصِيَةِ (15) نَاصِيَةٍ كَاذِبَةٍ خَاطِئَةٍ}
بالناصية مبدل منه، ناصية بدل
حتى وإن سلمنا جدلا بل وإن تنازلنا وقلنا بجواز إبدال النكرة من المعرفة بدون شرط ـ فإن هذا يكون في غير الضمير، فالنحاة على حسب علمي ـ عندما أجازوا أن يبدل الظاهر من المضمر استشهدوا بأمثلة كان فيها الظاهر معرفة لا نكرة، فهل لديك شاهد على بدل من ضمير ويكون نكرة؟!!!
أما الآية فلا يجوز الاستشهاد بها لأن فاطر معرف بالإضافة، ودان نكرة، وبينهما فارق فيسقط عندئذ استدلالك بها ..
دمت شامخا
¥