تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[حازم إبراهيم]ــــــــ[06 - 10 - 2007, 12:43 ص]ـ

السلام عليكم ورحمة الله

أحبتي الكرام، قال أبو فراس:

أناخَ إلَيكُمْ طالِبٌ طَالَ ما نَأتْ ... بهِ الدّارُ، دانٍ بِالقَرَابَةِ عَالِمِ

تَذَكّرَ أيْنَ الجَابِرُونَ قَنَاتَهُ ... فَقَال: بَنُو عَمّي أبانُ بنُ دارِمِ

ما وجه جر (عالِمِ) في البيت الأول؟

وأنا مع قول أخى المغربى الرائع فكلامه مقنع مردوف بالدلالة النحوية والقرينة التقعيدية، ولنعد للمعنى المفهوم من البيت وهو:

أناخ إليكم طالب دان ٍبالقرابة عالم، على اعتبار (دان ٍ) نعتا مرفوعا بضمة مقدرة منع من ظهورها الثقل لأنه اسم منقوص حذفت ياؤه للتنوين، وربما كانت كلمة (عالمِ) نعتا لـ (دان ٍ) وقد جرها الشاعر متوهما كسر المنعوت وكانه حركة إعراب، فهوإتباع على التوهم ن ولا يخفى علينا حركة الروى فى الأبيات.

- لا يجوز الإتباع على البدلية للأسباب الآتية:

- البدل تابع مقصود به الحكم دون متبوعه، ويجوز إحلاله محل المبدل منه، فهيا معى نضع البدل محل المبدل منه كما ترون أخى على المعشى، نجد المعنى:

أناخ إليكم طالب طال ما نات بدان الدار.

هذا على اعتبار أن (دان) بدل من الضمير، ولما أحللنا الكلمة محل الضمير ضاعت الصنعة اللغوية، وتفتت الجملة وفقدت رابطها.

- ونحن نعلم أن الرابط فى الجملة يكون ضميرا، ولا يكون اسما إلا عندما يعود على اسم سابق مطابق له فى المعنى وذلك فى مثل:

سعاد التى أضناك حب سعادا .... وإعراضها عنك استمرا وزادا.

نلاحظ ان الرابط فى جملة الموصول كلمة (سعاد) وقد حلت محل الضمير الرابط (هى).

هذا إضافة إلى ما قاله الأخ مغربى، فإنى أرى رؤية المتواضع أنه الصواب ولا شىء غيره، لأننا نصف كلمة "طالب" وصفين أحدهما جملة "طا لما نأت به الدار"ووصف آخر " دان بالقرابة " كما نصف دان "دان ٍ عالمِ"ونعود فنقول ربما توهم الشاعر كسر نون "دان"وهو الاسم المنقوص فأتبع "عالم"النعت على التوهم ن وقد عضَّد ذلك حركة القافية.

ـ[علي المعشي]ــــــــ[06 - 10 - 2007, 04:22 ص]ـ

مرحبا بحبيبنا العزيز مغربي

وبعد هذا أخي أيصح عندك أن تقيس على وجه قلة أو فيه نظر ... سامحك الله

نعم أخي، فالفصيح ـ وإن قلّ ـ يصح التخريج عليه. ألا ترى أن التخريج على القليل المقيس أولى من التخريج على ما هو أقل منه وهو مع ذلك لا يقاس عليه (كالتوهم)؟!!

لا يجوز اعتبار دان بدلا، لان المبدل منه كما هو معروف في نية الطرح، ولو فعلنا ذلك لخلت جملة (طال ما نأت به الدار) من العائد وهو الضمير الذي على نية الطرح، وهذه الجملة نعت ويجب أن يكون فيها رابط يدل على المنعوت

لا يقصد بالطرح اقتلاع المبدل منه لفظا ومعنى وإحلال البدل محله على الحقيقة، وإنما هي عملية تخيلية ذهنية الغرض منها التحقق من كون البدل مستقلا بنفسه وليس متمما لمتبوعه، وإنما قال بمبدأ الطرح بعض النحاة للتفريق بين البدل وعطف البيان في حالات معينة، ولما كان المتبوع في البيت ضميرا لم يصح عطف البيان لأن متبوع عطف البيان لا يكون ضميرا، لذلك كان التابع بدلا لا عطف بيان.

ثم أن إبدال النكرة من المعرفة لا يجوز عند الكوفيين الا بشرط واحد وهو غير متوافر هنا

أخي لست مجبرا على رأي الكوفيين ما دام البصريون يجيزون إبدال النكرة من المعرفة دون قيد أو شرط، ثم إن الشرط المهم عند الكوفيين إنما هو أن تكون النكرة موصوفة وقد وصفت في البيت، أي أن الأمر جائز هنا على المذهبين.

حتى وإن سلمنا جدلا بل وإن تنازلنا وقلنا بجواز إبدال النكرة من المعرفة بدون شرط ـ فإن هذا يكون في غير الضمير

الأمر في غنى عن تنازلنا أو تسليمنا جدلا فقد أجاز البصريون إبدال النكرة من المعرفة بدون شرط ولا قيد منذ زمن بعيد.

وأما قولك (فإن هذا يكون في غير الضمير) فلا أعلم أحدا قال بذلك، فإن كان لديك قول موثق يشترط كون المبدل منه اسما ظاهرا لجواز إبدال النكرة منه (أي ينص صراحة على إخراج الضمير من عموم المعرفة هنا) فأرجو أن تنقله هنا للفائدة.

فالنحاة على حسب علمي ـ عندما أجازوا أن يبدل الظاهر من المضمر استشهدوا بأمثلة كان فيها الظاهر معرفة لا نكرة.

أخي عندما استشهدوا بتلك الأمثلة إنما استشهدوا بها على إبدال الظاهر من المضمر لا على إبدال النكرة من المضمر، وعليه لا يعد ذلك مانعا من وجود الحالة في غير ما استشهدوا به.

وتستطيع أن تصل إلى جواز إبدال النكرة من ضمير الغائب إذا تأملت الأحكام التالية:

1ـ جواز إبدال الظاهر من المضمر مطلقا إذا كان ضمير غيبة (لاحظ أنهم لم يخرجوا النكرة من عموم قولهم " الظاهر")

2ـ جواز إبدال النكرة من المعرفة دون شرط عند البصريين، وبشرط وصفها عند الكوفيين. (لاحظ أنهم لم يخرجوا الضمير من قولهم " المعرفة")

ألا يكفي قولهم (المعرفة) دون استثناء لأن يكون منها الضمير (أعرف المعارف)؟ أو أنه يلزمهم بعد قولهم (المعرفة) أن يعيدوا لنا أقسامها فيمثلوا للعلم والموصول والإشارة ... إلخ؟

فهل لديك شاهد على بدل من ضمير ويكون نكرة؟!!!

مع أنه لا يلزم الشاهد بناء على ما قرره النحاة في (2،1) أعلاه إلا أني أقول لك: نعم، هناك تخريج على البدلية لقوله تعالى: (ثم عموا وصموا كثير منهم) فأبدل (كثير) وهي نكرة من الضمير.

هذا ولك من أخيك المحب كل تقدير واحترام.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير