القيس نفسه في مواضع من ديوانه وهوأمير الجاهليين؟
مع التحية الطيبة
ـ[علي المعشي]ــــــــ[15 - 10 - 2007, 06:43 ص]ـ
وبعد أخي، أعتقد أننا شققنا على القارىء، فلم يعد داريا إلى أين يذهب، فلو أنك التقطت إشاراتنا في الآتي:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مغربي
فهل لديك شاهد على بدل من ضمير ويكون نكرة؟!!!
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جلمود
وإنه ليسعدني أن تأتي لنا بشاهد واحد هو نص في المسألة بحيث لا يحتمل غير هذا الذي تقول به، فهل يمكنك أن تأتي بشاهد واحد أبدل الظاهر من الضمير وكان الظاهر نكرة!
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة د. الأغر
أما إبدال النكرة من الضمير فلا أحفظ له شاهدا قطعي الدلالة، فلعل الأخ عليا يتحفنا بما وقف عليه في هذا الباب ..
لما طال النقاش، ولتمثلنا بـ:" وَكَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ "
مرحبا أخي العزيزمغربي
إن كان المراد من الشاهد التحقق من جواز إبدال النكرة من الضمير فأظننا متأخرين جدا فهناك من هو أعلم مني قد قال بها وخرج عليها قرآنا يتلى، ولم يشترط أحد من السابقين الشرط الذي اشترطتموه، ومن ذلك قوله تعالى:
(ثم عموا وصموا كثير منهم)
صحيح أنه يحتمل وجوها لكن برأيكم لماذا قبل العلماء وجه البدل في الآية بل إن بعضهم قدمه على الوجوه الأخرى مع أن البدل نكرة والمبدل منه ضمير؟
هذا بعض ما تمكنت من نقله فيما يخص الآية، فإن قبلتموه فحسن، وإن رددتموه فهذا معناه أن القائلين به يجهلون هذا الشرط (وجوب كون المبدل منه ظاهرا إن كان البدل نكرة) بدليل أنه غير موجود في كتبهم!
يقول ابن هشام في المغني:
السادس والسابع بدلا البعض والاشتمال ولا يربطهما إلا الضمير ملفوظا نحو (ثم عموا وصموا كثير منهم) (يسألونك عن الشهر الحرام قتال فيه).
ويقول النحاس.
(فَعَمُواْ وَصَمُّواْ ثُمَّ تَابَ ?للَّهُ عَلَيْهِمْ ثُمَّ عَمُواْ وَصَمُّواْ كَثِيرٌ مِّنْهُمْ) ولم يقل: عَمِيَ وصمّ والفعل متقدّم ففي هذا أجوبة: منها أن يكون كثير منهم بدلاً من الواو. قال الأخفش سعيد: كما تقول رأيتُ قَومَكَ ثُلثَيْهِم.
ويقول السمين الحلبي:
الوجه الثالث: أن الواو ضمير أيضاً، و"كثيرٌ" بدلٌ منه.
فكيف توفقون بين شرطكم هذا وتخريج الآية على البدلية في أحد الوجوه؟ وهل كان النحاس والحلبي سيقولان بهذا الرأي مالم يكن ذلك جائزا عند النحاة؟
وكذلك خرج بعض النحاة الحديث ( ... يتعاقبون فيكم ملائكة) على إبدال النكرة (ملائكة) من الضمير الواو.
وهناك بعض الشواهد والأمثلة الأخرى لكني أكتفي بالآية والحديث.
كما أذكركم إخوتي بأن أستاذنا الدكتور الأغر قال في بعض مشاركاته إن (إبدال النكرة من الضمير جائز في القياس) وقال إن (من قال بالبدلية فليس بمخطئ) وقال (لو لم يكن عند الفرزدق غير هذا البيت لقلنا بالبدلية ونزهناه عن الإقواء)
فكيف توفقون بين شرطكم هذا وقول شيخنا الأغر ولا سيما أنه صرح أنه لو كان الفرزدق لم يُقوِ في قصائد أخرى لقال بالبدلية؟!!! مع استغرابي هذا المبرر للعدول عن ترجيح البدلية أقول: ألا يكفيكم كل ذلك للنزول عما اشترطتم؟
أما ما يتعلق بتخريج (ليبك على الحجاج ... ) فقد قلت ما قلته بشكل واضح في مشاركة خاصة موفقا بين المعنى والقاعدة النحوية، ولا أعيد ما قلته إلا أني أتعجب من هذا القول لأستاذنا الأغر حفظه الله:
فلم يعد الشاري في نظرك هو الحجاج، وإنما الشاري هو الواقف الفعلي على الثغر، وهو في نظرك مبكي عليه لأنه مات الذي كان يمده بالمال.
فهل يصح في عقل أن يكون الشاري مبكيا عليه لانقطاع مدده من المال؟
أستاذي، أظنني قلت ما معناه (حتى لو كان الشاري هو الواقف الفعلي على الثغر فلا يكون إلا مبكيا عليه) وهذا لا يعني العدول عما قلته سابقا ولكن لأوضح أن الجر جائز حتى على هذا المعنى المحتمل.
وأما قولكم: (وهو في نظرك مبكي عليه لأنه مات الذي كان يمده بالمال) فإني أعجب منه أشد العجب! فهل وجدتم في مشاركتي ذكر المال؟ أليس من الأحسن والأقرب أن يفسر قولي بأن البكاء على الجنود إنما هو بسبب ما يؤدي إليه موت القائد من تدهور الروح المعنوية، واضطراب الخطط العسكرية فيكون الضعف والهزائم والهلاك؟ هذا على كون الشاري هو المقاتل الفعلي، أما كون الشاري هو القائد الرمز (أي كناية عن الحجاج) حيث أورده في صدر البيت باسمه المجرد، ثم عطفه في العجز على الدين بلفظ آخر يتضمن زيادة في المعنى حيث يتضمن وصفه بالبطولة الفداء فهذا وارد ويكون البكاء عليه أمرا طبيعيا مألوفا.
أحبتي الكرام
لا يسعني إلا أن أشكر من الأعماق كل من ساهم بفكره وبحثه في هذا الموضوع، واسمحوا لي أن أخص أستاذي الدكتور الأغر بتحية خاصة ملؤها الإكبار والإجلال وإن اختلفت معه في شيء وأصررت على قناعة ما فإنما هو خلاف طالب جريء مع أستاذه ولكن كما يقال (العين لا تعلو على الحاجب) فليحفظ الله شيخنا ويزده صبرا علينا وحلما عنا، كما أطمع أن يغفر أخي مغربي زلة ما كان ينبغي أن تقع لكن الحمد لله على كل حال ولا أقول إلا " عسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم"
وكل عام وأنتم بخير.
¥