ومن ذلك (يضرب) في قولهم (كتب إليه أن لا يضرب) يجوز رفع (يضرب) على أن اسم (أن) ضمير شأن محذوف و (لا) نافية و (يضرب) مرفوع لتجرده من الناصب والجازم. ويجوز نصبه بـ (أن) على أن تكون مصدرية بخلافها على الوجه الأول فأنها فيه مخففة من الثقيلة ويكون الكلام حينئذٍ على إضمار (اللام) قبل (أنْ) أي: لئلا يضرب. وجزمه على أنّ (أن) مفسرة و (لا) ناهية.
ومن ذلك (الضحاك) في قول الشاعر [55]:
إذا كانتِ الهيجآء وأنشقَّتِ العصا فحسبُك والضّحاّاكَُِ سيفٌ مهنّدُ
روي (الضحاك) بالأوجه الثلاثة: أما النصب فعلى أنه مفعول معه أو مفعول به بتقدير: وتحسب الضحاك. وأما جره فبالعطف على الكاف في (بحسبك) فإنها مجرورة بإضافة (حسب) إليها. وأما الرفع فبالعطف على (حسب) بتقدير مضاف أي: وحسب الضحاك، ثم حذف المضاف وهو (حسب) وأُنيب المضاف إليه وهو (الضحاك) منابه.
ومن ذلك (تحدثنا) في قولهم (لم تأتنا فتحدثنا) يجوز الرفع على الاستئناف [56] أي: فأنت تحدثُنا. والجزم بالعطف على (تأتنا). والنصب بـ (أن) مضمرة بعد (الفاء)، ونظيره [57] (ليقم زيد فنكرمه) يجوز الرفع على القطع والنصب على إضمار (أن) بعد الفاء في جواب الطلب والجزم بالعطف على (يقم) لأنها مجزومة بـ (لام الطلب)، ومثله [أفلم يسيروا في الأرض فينظروا] [58].
ومن ذلك (فداء) في قولهم (فداء لك زيد) يجوز في (فداء) ثلاثة أوجه:
الأول: الرفع على أنه خبر لـ (زيد) و (لك) متعلق به.
والثاني: النصب على أنه مفعول مطلق وعامله محذوف والتقدير: يفديك فداءً زيد، ثم حذف الفعل وأُنيب المصدر عنه، و (لك) قيل متعلق بـ (فداء) وقيل بـ (أعني) محذوف والأصح الأول لأن الأصل عدم التقدير على أنه لا حاجة له، و (زيد) قيل فاعل للمصدر وقيل للفعل المقدر والأصح الأول لأن المصدر النائب عن الفعل يعمل عمله.
الثالث: الجر واختلفوا في توجيهه والصحيح انه اسم فعل بمعنى (ليفد) مبني على الكسر والجار والمجرور متعلق به و (زيد) فاعله وبهذا تبين وجه قراءة (فداء) بالأوجه الثلاثة في قول النابغة الذبياني [59]:
مهلاً فِداءٌ لك الأقوامُ كلُّهُمُ
وما أُثَمِّرُ من مالٍ ومنْ وَلَدٍ
ومن ذلك (رئمان) في قول الشاعر [60]:
انى جزوا عامراً سوءً بفعلهم
أم كيف يجزونني السوأى من الحسن
أم كيف ينفع ما تعطى العلوق به
رئمان أنفٍ إذا ما ضنّ باللبن
(1) يجوز رفع (رئمان) على الإبدال من (ما) بدل اشتمال والعائد محذوف، وأما عائد الموصول فمذكور وهو الضمير في (به) وعلى هذا فـ (ما) واقعة على (البو) وهو المراد منها، والمعنى: كيف ينفع بو تعطى الناقة المتعلقة به رئمان أنف له، ومن هذا يظهر أن (به) متعلق بـ (العلوق).
ويجوز نصبه بـ (تعطى) وعلى هذا فـ (ما) واقعة على (البو) و (به) متعلق بـ (العلوق) والضمير عائد إلى (ما) والمعنى: كيف ينفع بو تعطى العلوق به رئمان أنف، ومن هذا يظهر ان مفعول (تعطى) الأول ضمير محذوف عائد إلى (ما) و (رئمان) مفعول ثاني.
ويجوز جره بدل [61] من (الهاء) في به بدل كل من كل وعليه فـ (ما) واقعة على (الرئمان) و (تعطى) متضمن [62] معنى (تسمح) و (به) متعلقة بـ (تعطى) والضمير في (به) عائد إلى (ما) والمعنى: كيف ينفع رئمان تسمح به العلوق للبو، وحذف (للبو) لدلالة المقام عليه.
ومن ذلك (بازل) في قول الشاعر [63]:
ما تنقم الحرب العوان مني بازل عامين حديثٌ سني
لمثل هذا ولدتني أمي
يجوز رفع (بازل) على أنه خبر لمبتدأ محذوف تقديره: أنا بازل عامين. ونصبه على الحال من الضمير في (مني). وجره على الإبدال من الضمير في (مني) وهذا مبني على مذهب الأخفش [64] القائل بجواز إبدال الظاهر من الضمير الحاضر مطلقاً.
ومن ذلك قوافي القصيدة الحرباوية [65] فإنه يجوز في آخر كل بيت منها أن يقرء بالحركات الثلاثة مع السكون وهي للشيخ أبي عمرو عثمان بن عيسى بن منصور بن ميمون البلطي النحوي، ومضمونها شكوى الزمان وأهله وهي هذه:
(ص): اني أمرء لا يطبيني الشادن [66] الحسن القوام
(ش): يجوز في (ميم) القوام الرفع على أنه فاعل الحسن. والنصب على التشبيه بالمفعول به. والجر بالإضافة. والوقف بالسكون لان وزن الشعر تستقيم فيه حركة (الميم) وإسكانها؛ أما إذا حركت فالشعر من الضرب السادس من الكامل. وإذا سكنت فالشعر من الضرب السابع منه.
(ص): فارقت شرة عيشتي إذ فارقتني والغرام
¥