تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[إعراب]

ـ[محمد الغزالي]ــــــــ[16 - 05 - 2008, 04:39 م]ـ

السلام عليكم:

قال تعالى (الله يعلم حيث يضع رسالته)

ما إعراب (حيث)؟

ـ[أبو سهيل]ــــــــ[16 - 05 - 2008, 05:34 م]ـ

يقول أبو حيان في البحر المحيط

{الله أعلم حيث يجعل رسالاته} هذا استئناف إنكارعليهم وأنه تعالى لا يصطفي للرسالة إلا من علم أنه يصلح لها وهو أعلم بالجهة التي يضعها فيها وقد وضعها فيمن اختاره لها وهو رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم دون أكابر مكة كأبي جهل والوليد بن المغيرة ونحوهما. وقيل: الأبلغ في تصديق الرسل أن لا يكونوا قبل البعث مطاعين في قومهم لأنهم إن كانوا مطاعين قبل اتبعوا لأجل الطاعة السابقة وقالوا: حيث لا يمكن إقرارها على الظرفية هنا.

قال الحوفي: لأنه تعالى لا يكون في مكان أعلم منه في مكان فإذا لم تكن ظرفاً كانت مفعولاً على السعة والمفعول على السعة لا يعمل فيه أعلم لأنه لا يعمل في المفعولات فيكون العامل فيه فعل دل عليه أعلم. وقال أبو البقاء: والتقدير يعلم موضع رسالاته وليس ظرفاً لأنه يصير التقدير يعلم في هذا المكان كذا وليس المعنى عليه، وكذا قدره ابن عطية. وقال التبريزي: {حيث} هنا اسم لا ظرف انتصب انتصاب المفعول كما في قول الشماخ:

وحلأها عن ذي الأراكة عامر ... أخو الخضر يرمي حيث تكوى النواحر

فجعل مفعولاً به لأنه ليس يريد أنه يرمي شيئاً حيث تكوى النواحر، إنما يريد أنه يرمي ذلك الموضع؛ انتهى. وما قاله من أنه مفعول به على السعة أو مفعول به على غير السعة تأباه قواعد النحو، لأن النحاة نصوا على أن {حيث} من الظروف التي لا تتصرف وشذ إضافة لدى إليها وجرها بالياء ونصوا على أن الظرف الذي يتوسع فيه لا يكون إلا متصرفاً وإذا كان الأمر كذلك امتنع نصب {حيث} على المفعول به لا على السعة ولا على غيرها، والذي يظهر لي يجعل رسالته إقرار {حيث} على الظرفية المجازية على أن تضمن {أعلم} معنى ما يتعدى إلى الظرف فيكون التقدير الله أنفذ علماً {حيث يجعل رسالاته} أي هو نافذ العلم في الموضع الذي يجعل فيه رسالته، والظرفية هنا مجاز كما قلنا.

ـ[مروان الأدب]ــــــــ[17 - 05 - 2008, 12:39 م]ـ

ألا يمكن أن تكون / حيث / في هذا السّياق بمعنى/ إِذْ /؟ مجرّد احتمال / سأعود إلى أمّهات الكتب لأمتح منها ما يعيننا على فهم هذه المسألة.

شكرا لك على هذه المسألة

ـ[مهاجر]ــــــــ[17 - 05 - 2008, 02:58 م]ـ

جزاك الله خيرا أبا سهيل، ومرحبا: بمحمد ومروان!!!

ومن باب المدارسة، ذكر الشيخ محمد محيي الدين عبد الحميد، رحمه الله، في حاشيته على "شرح قطر الندى"، توجيه أبي حيان في الشق الأول من المسألة:

فـ: "أعلم": اسم التفضيل لا ينصب بنفسه، فلزم تقدير عامل من جنسه، وهو الفعل: "يعلم"، فآل الكلام إلى: الله يعلم حيث ...............

وبقي ما أشار إليه أبو سهيل من أن "حيث" لا تتصرف إلا في لغة ضعيفة، فلا يجمل حمل آي الكتاب المنزل على لغة ضعيفة، فيقدر المفعول، كما قال الشيخ محيي الدين رحمه الله، محذوفا بحيث يناسب العامل، فالعامل: "يعلم" يتطلب أمرا معنويا، كـ: "الفضل"، على سبيل المثال، فآل الكلام إلى: الله يعلم الفضل حيث يجعل رسالته، أو: الله يعلم الفضل في الموضع الذي جعل فيه رسالته، فاختار خير البرية محمدا صلى الله عليه وعلى آله وسلم لحملها لما علم من فضائله التي أقر بها العدو قبل الصديق.

فهذا تقدير آخر بالإضافة إلى تقدير أبي سهيل.

والله أعلى وأعلم.

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير