"يَا لَيْتَنِي فِيهَا جَذَعًا"
ـ[مهاجر]ــــــــ[24 - 05 - 2008, 06:46 ص]ـ
في قول ورقة بن نوفل رحمه الله: "يَا لَيْتَنِي فِيهَا جَذَعًا": ذكر الحافظ، رحمه الله، في "الفتح" تقدير الكوفيين بأن "جذعا": خبر كان محذوفة وهي اسمها، فتقدير الكلام: ياليتني كنت فيها جذعا.
بينما جعل فريق آخر من النحاة: جذعا، حال من متعلق الجار والمجرور "فيها"، فيكون تقدير الكلام: يا ليتني مستقر أو كائن فيها جذعا، وبعض النحاة يجعل المتعلق: فعلا، فيكون تقدير الكلام: يا ليتني أستقر فيها جذعا:
وما فهمته أن التقدير بالفعل أولى من جهة أن الفعل أقوى العوامل، فيعمل في الحال بلا خلاف، بخلاف اسم الفاعل كـ: "مستقر" فإنه فرع على الفعل في العمل، فيصلح، أيضا، للعمل في الحال، ولكن بكفاءة أقل: بدليل صحة:
أهديت عمرا مجاملا، و: أنا المُهْدِي عمرا مجاملا، ودليل الضعف جواز دخول لام التقوية على المفعول فتقول: أنا المهدي لعمر مجاملا، ولا يجوز ذلك في الفعل.
فهل هذا التخريج صحيح؟
وجزاكم الله خيرا.
ـ[الصياد2]ــــــــ[24 - 05 - 2008, 06:53 م]ـ
ومن قال لك أن لام التقوية هذه لا تدخل على الفعل والدليل قوله تعالى ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك
وقوله تعالى أفلم يهد لهم كم أهلكنا قبلهم من القرون
ولربما كانت جذعا تمييزا ملحوظا والتقدير ياليتني في جذعها والله أعلم
ـ[مهاجر]ــــــــ[24 - 05 - 2008, 07:34 م]ـ
جزاك الله خيرا على سرعة المبادرة.
ألا تحتمل الآيتان التضمين، وخاصة:
قوله تعالى: (أَوَلَمْ يَهْدِ لَهُمْ كَمْ أَهْلَكْنَا مِنْ قَبْلِهِمْ مِنَ الْقُرُونِ)، فتكون بمعنى: أولم يتبين لهم، والفعل "تبين" يتعدى بنفسه كـ: تبينتُ الحقَ، و: تبين لي الحقُ، فتكون القاعدة مطردة في عدم دخول اللام على معمول الفعل الذي يتعدى بنفسه فقط.
والله أعلى وأعلم.
ـ[الصياد2]ــــــــ[25 - 05 - 2008, 12:48 ص]ـ
قوله تعالى وأنصح لكم وكان ممكنا القول: أنصحكم وقولك سأعطيك عشرين درهما يجوز سأعطي لك عشرين درهما وبالتالي اسم الفاعل بقوة الفعل بناء على ذلك والله أعلم
ـ[مهاجر]ــــــــ[27 - 05 - 2008, 06:55 ص]ـ
"اسم الفاعل بقوة الفعل بناء على ذلك".
يرد على ذلك أخي الصياد:
أن اسم الفاعل فرع على الفعل في العمل، والفرع أضعف من أصله، بدليل عمل الفعل في جميع الأزمنة بخلاف اسم الفاعل إذا لم يقترن بـ: "أل" فإنه لا يعمل في الماضي إلا بتأويل استحضار الصورة، كما في قوله تعالى: (وَكَلْبُهُمْ بَاسِطٌ ذِرَاعَيْهِ بِالْوَصِيدِ)، فمجرد تخلفه عن العمل في إحدى الصور التي يعمل فيها الفعل، دليل على انحطاط رتبته عنه.
بل إن الفعل نفسه، كما علمت أخي صياد، قد يضعف عن العمل إذا طرأ على السياق ما يسبب ذلك كتقدم المعمول في نحو قوله تعالى: (إِنْ كُنْتُمْ لِلرُّؤْيَا تَعْبُرُونَ)، فاحتاج الفعل إلى اللام في "للرؤيا" ليتعدى إلى معموله، لما تقدم عليه، ولو جاء في موضعه الأصلي في غير القرآن لقيل: إن كنتم تعبرون الرؤيا، بلا حاجة إلى مقو، فإذا كان التباين في قوة العمل موجودا في نفس الأصل تبعا لاختلاف السياق، فكيف بالفرع؟
والله أعلى وأعلم.