وأما المضامين المرادة فيحققها السياق الذي تدخل فيه الألفاظ فهذه الأصولية قد وهبت مدلولا جديدًا وكذلك الجهاد صار له معنى غير الذي استقر في الأذهان.
ـ[ضاد]ــــــــ[11 - 03 - 2009, 03:23 م]ـ
السلام عليكم
ما رأي الأستاذ "د. أبو أوس " حفظه الله بما جاء في كتاب: موسوعة الرد على المذاهب الفكرية المعاصرة 1 - 29
جمع وإعداد الباحث في القرآن والسنة علي بن نايف الشحود:
" سؤال:
في هذا البحر المتلاطم من المصطلحات، أخرج محمد أركون مصطلح (العلمانوية) فما المقصود به؟
يهوى العلمانيون التشدق بالألفاظ والتمعك بالمصطلحات بقصد الإغراب أو الاستفزاز أو استعراض الذات، والطرق التي يصك بها العلمانيون مصطلحاتهم كثيرة ومتنوعة تحتاج إلى رسالة لغوية مستقلة تتناول هذا الموضوع بالدراسة والتحليل.
ونريد نحن هنا أن نتطرق لطرف من هذا الموضوع بعجالة نتناول فيه طريقة واحدة شائعة في كتبهم ومصنفاتهم هي هذه أاـ " وية " التي تضاف إلى كثير من المصطلحات الدارجة والشائعة لإعطائها مدلولات جديدة وغريبة لا يعرفها أحد لولا أنهم ينصون عليها، أو تُفهم من خلال السياق الذي يتحدثون فيه.
ويبدو لي أن طيب تيزيني ومحمد أركون هما أكثر من يمارس هذه ألـ " وية " فالسلفية عند طيب تيزيني تتحول إلى سلفوية، والسلفي إلى سلفوي. وأحياناً يخيل إليه أن هذه ألـ " وية " ليست كافية في الاستفزاز، ولا تحقق غرضه في تعميق الهوة بينه وبين الإسلاميين فتتوالى الكلمات المعبرة عن الانتقاص والاستخفاف بالفكر الإسلامي، ويتفنن في الأوصاف فتصبح السلفوية: السلفوية الماضوية، أو السلفوية الدوغمائية، أو السلفوية الطوباوية.
وكان عليه أن يترفع عن أخلاق السوقيين الذين يشعرون في شجاراتهم أن شتيمة واحدة لا تكفي ولذلك تتلاحق الشتائم عندهم حتى يشعرون بالرضى والراحة، لأنهم يفرغون ما في داخلهم من شعور متعالٍ ومتغطرس، ويشعرون بنشوة الظفر ولذة النصر، وهذا ما يفعله طيب تيزيني وغيره، مثال ذلك: الرؤية السلفوية الماضوية: ذات نسيج وهمي زيفي، إيهامي والأصولية الإسلامية: إيديولوجيا وهمية، توهيمية، تتحدث حيص بيص، وتهرف بما لا تعرف، لأنها وهمية ملتبسة، توهيمية كاذبة.
ولفظة الأصولية مع أنها أُعدَّت لغرضها المراد لدى الغرب وعممتها وسائل إعلامه، وشاعت في وسائل الإعلام العربية والإسلامية على أنها تعبير عن التطرف والعنف، ووُصِم بذلك المسلمون دائماً، إلا أن طيب تيزيني لم يجد ذلك كافياً، لأن الكلمة كما يبدو ابتُذلت واهترأت فلم تعد معبرة عن مدلولها السلبي الذي اقترن بها بشكل كاف، فأضاف إليها واواً من عنده لكي تزداد الكلمة إمعاناً في التعبير عن التطرف والإرهاب والقمع " من باب زيادة المبنى تدل على زيادة المعنى " فأصبحت الأصولية لديه: أصولوية، والأصوليين: أصولويين، وعلى هذا النحو يتحول النص إلى: نصوية، والنصيين إلى: نصويين والماضي إلى: ماضوية. والسلطة إلى: سلطوية ليُوصَف الإسلام بأنه الإسلام الرسمي السلطوي.
وبنفس اللغة يتحدث محمد أركون فالتاريخ والتاريخي يتحول إلى تاريخوي، أو النزعة التاريخوية، أو التاريخوية الوضعية، والعقلاني يصبح عقلانوي، والشعبي شعبوي أو شعبوية، والأخلاقية تصبح الأخلاقوية، والمنطقي يصبح المنطقوي والإسلامي إلى إسلاموي أو إسلاموية، لكي يُصنَّف عدد من المفكرين الإسلاميين والعلماء مثل محمد مهدي شمس الدين، ود. محمد عمارة، ود. محمد يحيى، ومحمد نور فرحات "" هذا النوع من المفكرين "" على أنهم مفكرون إسلامويون. "
هذا من اللعب بالألفاظ والتعمية الاصطلاحية.