[الاقتباس والتوجيه في النحو]
ـ[د. عمر خلوف]ــــــــ[30 - 03 - 2009, 07:28 م]ـ
وأستميح أساتذة النحو هنا العذر، لتطفلي الجريء على منتداهم العامر، بمثل هذا الملف الشاعري، آملاً أن أضفي على المنتدى شيئاً من ظرف الشعراء ..
وليس لي من هذا الملف إلاّ أجر الجمع والإضافة ..
حياكم الله وبياكم علماءَنا وإخوتنا الأفاضل
ـ[د. عمر خلوف]ــــــــ[30 - 03 - 2009, 07:29 م]ـ
يقول نجم الدين القحفاري الحنفي:
أَضمرتُ في القلبِ هوَى شادِنٍ=مشتغلٍ في النَّحوِ لا يُنْصِفُ
وصفتُ ما أَضمرْتُ يوماً لهُ=فقالَ لي: المضمرُ لا يُوصَفُ
ـ[د. عمر خلوف]ــــــــ[30 - 03 - 2009, 07:30 م]ـ
يقول ابن جابر الأندلسي:
قالت وقد حاولتُ نيلَ وصالها=منْ غير شيءٍ لا تجوزُ المسأَلهْ
باللهِ قلْ لي أَينَ نحوُكَ يا فَتَى=أَرَأَيْتَ موْصولاً يجيءُ بلا صِلهْ
ـ[د. عمر خلوف]ــــــــ[30 - 03 - 2009, 07:33 م]ـ
وقال محاسن الشواء:
أَرى الصَّفعَ وَرَّدَ منهُ القذَالاَ=وأَوْسَعَ في أَخْدَعيهِ المجَالاَ
وأَسلاهُ عن حبِّ ذاتِ اللَّمَى=وإنْ هيَ راقَتْ وفاقَتْ جَمَالاَ
لئنْ كانَ قد حالَ ما بينهُ=وبينَ الحَبيبَةِ صفعٌ تَوَالَى
فقد يحدثُ (الظّرفُ) بين (المضافِ) =وبينَ (المضاف إليه) انْفِصالاَ
[قال في الكشكول:
قد يُحدث الظرف بين المضاف والمضاف إليه انفصالاً كما وقع في هذا البيت:
كما خُطَّ الكتابُ بكفِّ يوماً=يهوديٍّ يقاربُ أو يزيلُ
فكف مضاف إلى يهودي، ولكن الظرف فصل بينهما].
ـ[د. عمر خلوف]ــــــــ[30 - 03 - 2009, 07:38 م]ـ
قول ابن الوردي:
وأَغْيَدٍ يسأَلنِي=ما المُبْتَدا والخَبَرُ
مَثِّلْهما لي مُسْرِعاً=فقلت: أَنتَ القَمَرُ
وقوله أيضاً:
وأغيدٍ يسألني=أيُبْتَدَى بالمُضمَرِ
قلت نعم كقولهم=أنتَ شبيهُ القمرِ
وقول ابن أبي الأصبع:
أَيا قمَراً من حسنِ وجْنتهِ لنا=وظِلِّ عِذَارَيْهِ الضُّحَى والأَصائِلُ
جَعَلْتُكَ بالتَّمْييزِ نصباً لناظِري=فهَلاَّ رَفَعْتَ الهَجْرَ والهجرُ فاعِلُ
وقول أبي إسحاق الأَندلسي الإشبيلي:
ليتَنِي نلتُ منه وَصْلاً وأَجْلَتْ=ليلَةُ الوصلِ عنْ صباحِ المَنُونِ
وقَرَأْنا بابَ العناق مُضافاً=وحَذَفْنا الرَّقيبَ كالتنوينِ
وقول ابن مَمَّاتي:
وأَهيفٍ أَحدَثَ لي (نَحْوُهُ) =تعجباً يُعرِبُ عن ظرْفهِ
علامَةُ التَّأْنيثِ في لحظِهِ=وأحرُفُ العلَّةِ في طَرْفِهِ
يتبع ...
ـ[عطوان عويضة]ــــــــ[30 - 03 - 2009, 07:40 م]ـ
بارك الله فيك أخانا الكريم د. عمر وأحسن إليك.
ويقول ابن عنين:
كأن من أخبار إن ولم يجز ... له أحد في النحو أن يتقدما
عسى حرف جر من نداك يجرني ... إليك فأضحي من زماني مسلَّما
ـ[د. عمر خلوف]ــــــــ[31 - 03 - 2009, 07:30 ص]ـ
وبارك فيك أخي الفاضل
أبو عبد القيوم
ولك الشكر على مشاركتك واختيارك الجميل
واسمح لي أن أضبط البيتين بالشكل
كَأَنيَ مِن أَخبارِ إِنَّ وَلَم يُجِزْ=لَهُ أَحَدٌ في النَحوِ أَن يَتَقَدَّما
عَسى حَرفُ جَرٍّ مِن نَداكَ يَجُرُّني=إِلَيكَ فَأضحي مِن زَماني مُسَلَّما
ـ[د. عمر خلوف]ــــــــ[31 - 03 - 2009, 07:44 ص]ـ
وما أحسن قول أبي المحاسن يوسف بن إسماعيل الشواء:
هاتيك يا صاحِ رُبَى لَعْلَعٍ=ناشدتُكَ اللهَ فعرِّجْ معي
وانزلْ بنا بين بيوت النّقى=فقد غدت آهلةَ المَرْبعِ
حتى نُطيلَ اليوم وقْفاً على ال=ساكِنِ أو عطفاً على الموضع
وقوله وكان كثيرا ما يستعمل هذا النوع في شعره:
وكنا خمسَ عشرةَ في التئامٍ=على رغم الحسود بغير آفةْ
فقد أصبحتُ تنويناً وأضحى=حبيبي لا تفارقه الإضافةْ
وقوله في غلام عقَدَ أحد صدغيه وأرسل الآخر:
أرسل صدغاً ولوَى قاتلي=صدغاً فأعيا بهما واصِفَهْ
فخلْتُ ذا في خدّه حيّةً=تسعى، وهذا عقرباً واقفةْ
ذا ألِفٌ ليست لوصلٍ، وذا=واوٌ ولكن ليست العاطِفةْ
وقوله أيضاً:
هواكَ يا من له اختيالُ=مالي على مثله احتيالُ
قِسْمَةُ أفعالِه لِحَيني=ثلاثةٌ مالها انتقالُ
وعْدُكَ مستقبَلٌ، وصبري=ماضٍ، وشوقي إليك حالُ
وقوله أيضاً:
وجارةٍ قلتُ لها إلاّ=رعَيتِ في الحب لنا إلاّ
وطرفُكِ الأزرقُ ما بالُهُ=يحثُّ فينا لحظُهُ القتلا
قالت ألا تَقْبَلُ طرفاً حكى=لونَ سنان الرمح والشكلا
قد عملت (إنَّ) على أنها=حرْفٌ، وقد أشبهت الفعلا
ـ[د. عمر خلوف]ــــــــ[01 - 04 - 2009, 08:29 ص]ـ
ومنه قول أبي الطيب المتنبي:
وإنما نحن في جيل سواسية=شرٌّ على الحُرِّ من سُقْمٍ على البدنِ
حولي بكل مكان منهمُ حِلَقٌ=تُخطي إذا جئتَ في استفهامه بِـ (مَنِ)
(مَنْ) إنما يستفهم بها عمَّن يعقل؛ يقول: هؤلاء كالبهائم التي لا تعقل؛ فالاستفهام عنهم (بمن) بأن يقال لهم: من أنتم؛ أو من هم خطأ إنما ينبغي أن يستفهم عنهم (بما) لأن موضوعها لما لا يعقل، فيقال لهم: ما أنتم؛ أو ما هم.
ويحكى أن جريرا لما قال:
يا حبذا جبل الريان من جبل=وحبذا ساكن الريان من كانا.
قال له الفرزدق: ولو كان ساكنه قرودا؟ فقال: لو أردت هذا لقلت: ما كانا؛ ولم أقل: من كانا.
وروي أن ابن الزبعرى لما سمع قوله تعالى "إنكم وما تعبدون من دون الله حصب جهنم" قال: لأخصمن محمداً؛ فجاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال أليس قد عبدت الملائكة؟ أليس قد عبد المسيح؟ فيكون هؤلاء حصب جهنم؛ فقال له صلى الله عليه وسلم: ما أجهلك بلغة قومك؛ (ما) لما لا يعقل.
¥