تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

(فاستقيما ولا تتبعانّ) ناهية أم نافية؟؟

ـ[حسين كاظم]ــــــــ[20 - 03 - 2009, 10:32 م]ـ

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

(قال قد أجيبت دعوتكما فاستقيما ولا تتبعان سبيل الذين لا يعلمون) يونس

يذكر أن في الآية قراءتين بالتشديد والتخفيف

ففي قراءة التخفيف يتعين كون اللام نافية لثبوت النون

أما في قراءة النون المثقلة فهل يتعين كونها ناهية؟

فعلى تقدير النهي يكون الفعل مبنيًّا على حذف النون، فتبقى نون التوكيد المثقلة.

وعلى تقدير النفي يكون الفعل مرفوعًا وعلامة رفعه ثبوت النون ولكن قد يقال بحذفها لتوالي نونات ثلاث.

فبالتالي لا يبقى معيّن ... فما قولكم في المسألة يرحمكم الله تعالى؟

ـ[بَحْرُ الرَّمَل]ــــــــ[20 - 03 - 2009, 10:38 م]ـ

ما دمت قد فصلت الأمر فما القول يرحمك الله

ـ[خالد مغربي]ــــــــ[20 - 03 - 2009, 10:38 م]ـ

وعليكم السلام والرحمة

أكتفي بنقل من الدر المصون:

" قوله: {وَلاَ تَتَّبِعَآنِّ} قرأ العامة بتشديد التاء والنون، وقرأ حفص بتخفيف النونِ مكسورةً مع تشديد التاء وتخفيفها، وللقُرَّاء في ذلك كلامٌ مضطربٌ بالنسبة للنقل عنه. فأمَّا قراءةُ العامَّة فـ"لا" فيها للنهي ولذلك أَكَّد الفعلَ بعدها، ويَضْعُف أن تكونَ نافيةً لأنَّ تأكيدَ المنفيِّ ضعيفٌ، ولا ضرورة بنا إلى ادِّعائه، وإن كان بعضُهم قد ادَّعى? ذلك في قولِه: لاَّ تُصِيبَنَّ ?لَّذِينَ ظَلَمُواْ} [الأنفال: 25] لضرورةٍ دَعَتْ إلى ذلك هناك، وقد تقدَّم تحريرُه ودليلُه في موضعه، وعلى الصحيح تكون هذه جملةَ نهيٍ معطوفةً على جملة أمر.

وأمَّا قراءة حفص فـ"لا" تحتمل أن تكون للنفي وأن تكونَ للنهي. فإن كانت للنفي كانت النونُ نونَ رفعٍ، والجملةُ حينئذٍ فيها أوجه، أحدُها: أنها في موضع الحال أي: فاستقيما غيرَ مُتَّبِعَيْنِ، إلا أنَّ هذا معترَض بما قَدَّمْتُه غيرَ مرة مِنْ أنَّ المضارع المنفي بـ "لا" كالمثبت في كونِه لا تباشره واوُ الحال، إلا أنْ يُقَدَّر قبلَه مبتدأ فتكونَ الجملةُ اسميةً أي: وأنتما لا تَتَّبعان. والثاني: أنه نفيٌ في معنى النهي كقولِه تعالى?: {لاَ تَعْبُدُونَ إِلاَّ ?للَّهَ} [البقرة: 83]. الثالث: أنه خبرٌ محضٌ مستأنف لا تَعَلُّقَ له بما قبله، والمعنى: أنهما أُخْبِرا بأنهما لا يتَّبعانِ سبيل الذين لا يعلمون، وإن كانت للنهي كانت النونُ للتوكيد، وهي الخفيفة، وهذا لا يَراه سيبويه والكسائي، أعني وقوعَ النونِ الخفيفة بعد الألف، سواءً كانت الألفُ ألفَ تثنية أو ألفَ فصلٍ بين نونِ الإِناث ونونِ التوكيد نحو: "هل تَضْرِبْنان يا نسوة". وقد أجاز يونس والفراء وقوعَ الخفيفةِ بعد الألف وعلى قولِهما تتخرَّج القراءةُ. وقيل: أصلُها التشديد وإنما خُفِّفت للثقل فيها كقولهم: "رُبَ" في "رُبَّ". وأمَّا تشديدُ التاء وتخفيفُها فلغتان مِن اتَّبع يَتَّبع وتَبع يَتْبَع، وقد تقدم هل هما بمعنى واحد أو مختلفان في المعنى؟ وملخصُه أنَّ تَبِعه بشيءٍ: خَلَفه، واتَّبَعَه كذلك، إلا أنه حاذاه في المَشْي، وأَتْبعه: لحقه."

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير