تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[أ. د. أبو أوس الشمسان]ــــــــ[27 - 03 - 2009, 04:44 ص]ـ

أخي الحبيب ضاد

أولا أسمح لنفسي أن أنبه الزملاء إلى أن المصدر (استقراء) ماضيه استقرى ومضارعه يستقري من دون همز.

أما الفكرة التي طرحتها أخي ضاد فهي الفكرة التي تليق باللغة الطبيعية. فاللغة اليومية بين الناس ليست كاللغة الرسمية المتكلفة، وكان الشعراء الحوليون يعنون بتجويد لغتهم، ومع ذلك يقع منهم اللحن لأنهم اهتموا بالنغم ولكن النحويين حين أعربوا الأشعار وأصلحوها اتهموا النابغة بالإقواء وما كان كذلك. وفي القرآن وقراءاته كما ذكرت استعمالات مخالفة للقوانين النحوية الصارمة المنتزعة من جمهرة الاستعمال؛ وليس بغريب لأن اللغة أعم من قواعدها، فنحن نجد كلمة (أشياء) منعت الصرف دون علة مقنعة، وأمثلة أخرى معروفة، وما وصف بالشذوذ من الشعر ليس قليلا، وملاحقة النحويين للشعراء كالفرزدق مشهورة.

المشكلة التي لازمت العربية أنها صارت لغة أدب وشعر وبلاط والتزمت بقواعد صارمة جعلتها غير ملائمة للاستعمال اليومي، فأخذ العامة في البيآت المختلفة يستعملون عربية تلائم أغراضهم فيها كثير من التخفف من القيود وبخاصة الإعراب، وهكذا اتسعت الهوة بين مستويات العربية وما زلنا نشق طريق التباعد جاهدين بتطرفنا.

والناس اليوم في الجزيرة عندنا يحسون الفرق بين عامية الشارع وعامية الشاعر، كلفت بمراجعة كتاب ضخم عن منطقة (الشماسية) وفيه أشعار نبطية (عامية) ولولا شرحي الغريب الذي فيها ما كان القراء ليفهموا منها كل الفهم. أعني أن لغة الأدب في العامية أعلى وأعسر من اللغة التداولية اليومية.

أشكرك أخي ضاد لطرحك الموضوع، وفقك الله.

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير