إليه والمعنى أيها المخاطب اجعل الحسن بزيد أي اعتقده، وقيل إن المخاطب المقصود هو المصدر الذي صيغ منه الفعل وهو في مثالنا (الحسن) وكأن الخطاب هكذا: يا حُسن، أحسن بزيد، أي لازمه. ولا شك أنّ هذا الكلام كله معبر عن الحيرة في التفسير والإعراب، وليس بمقنع كل الإقناع.
ولقد طال وقوفي عند هذا التعبير وتحيرت في أمره كغيري، ولكني أقول فيه ما لعله أقل غموضًا من السابق، وهو أنّ من المعروف أن البناء (أفعلَ) قد يستعمل للدلالة على وجود المفعول مستحقًا للفعل، قال سيبويه:"فأما أحمدته فتقول وجدته مستحقًا للحمد منى، فإنما تريد أنك استبنته محمودًا، كما أن أقطع النخل استحق القطع، وبذلك استبنت أنه استحق الحمد، كما تبين لك النخل وغيره فكذلك استبنته فيه" (الكتاب،4: 60)، ولعلنا انطلاقًا من هذا المعنى نقول إن فعل الأمر (أحسنْ) المراد به أن يتبين الحسن وأن ينظر كيف استحق المتحدَّث عنه ذلك الحسن، وقد يقال هنا: لم جاء الفعل لازمًا غير متعد إلى المفعول فيقال (أحسن زيدًا)؟ والجواب أن ذلك يؤدي إلى اللبس ويفوت فرصة التعجب بعد ذلك، وإنما جاء غير متعد إلى المفعول لأن المراد مطلق الحدث وهو في المثال مطلق استبانة الحسن. ولما كان هذا الحسن خاصًّا بزيد ألصقته به فقلت (بزيد)، وهكذا تقول أكرم بمحمد أي تبين الكرم واخصصه بمحمد. ولو تفطنا قليلاً لوجدنا أن بين قولنا (ما أحسن زيدًا) وقولنا (أحسن بزيد) فرقًا إذ نسوق الأولى معبرين عن إعجابنا بزيد وأما الآخرة فنسوقها في معرض مدح زيد حين يذكر اسمه، فأنت تقول لصاحبك: لقيت اليوم زيدًا، فيقول لك: أنعم به وأكرم، وحين أراد كعب المدح قال:
أكرم بها خلةً لو أنها صدقت ... موعودها أو لو ان النصح مقبول
فالتركيب في أصله فعل أمر فاعله ضمير مستتر وجوبًا تقديره أنت أيها المخاطب والباء للإلصاق والاسم بعدها مجرور بها وهما متعلقان بفعل الأمر وقد خرج فعل الأمر من الطلب إلى التعجب. وما قلته ليس بقول جازم منتهى منه بل هو مطروح للتداول فإن أفاد قبل وإلا بات مطّرحًا.
ـ[د. أبو أسامة السامرائي]ــــــــ[30 - 03 - 2009, 10:54 م]ـ
ما أروع ما قدمتموه وتقدموه أخوتي الكرام
وأقول لأخي الحبيب أبي عبد القيوم:
نعم أخي الكريم يؤتى بضمير الجر لكون حرف الجر عاملا مباشرا له ولكن يبقى الإشكال في تعبيرنا عن ذلك بقولنا: إنه ضمير مجرور لفظا مرفوع محلا
فالضمير الكاف أو هم لا نعلم طلبتنا أنه مجرور لفظا بل هو مبني في محل جر ولا يصح إطلاق ألفاظ الاعراب مثل مجرور على ما هو مبني ..... ولكن إذا قلنا إنه ضمير مبني في محل جر أنردف ذلك قائلين: مرفوع محلا؟؟؟
ولعل التنازع الذي تفضل به أخي أبو عبد القيوم وقع على استحقاق المحل بين الرفع والجر
فالضمير سيكون في محل رفع وفي محل جر وربما سيفوز باستحقاق ذلك الجر لمجيء اللفظ يناسبه فيقال بعد ذلك في إعرابه: إنه ضمير جر مناسبة لحرف الجر في محل رفع
ـ[سيف أحمد]ــــــــ[31 - 03 - 2009, 01:26 ص]ـ
مالذي يمنعنا من القول أن الضمير مبني في محل جر في محل رفع!!!!
ماسبب المنع .........
ـ[عطوان عويضة]ــــــــ[31 - 03 - 2009, 08:54 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
ولكن يبقى الإشكال في تعبيرنا عن ذلك بقولنا: إنه ضمير مجرور لفظا مرفوع محلا .....
حياك الله أخي الحبيب أبا أسامة.
لا شك أن هذا التعبير خطأ فلا يجر الضمير لفظا، لا في هذا المثال ولا في غيره.
وتعبير أخينا أبي العباس لا غبار عليه، لذا لم أتبين وجه الإشكال.
مالذي يمنعنا من القول أن الضمير مبني في محل جر في محل رفع!!!!
ماسبب المنع .........
المحل رفع على الأصالة لا جر لأن شاغل المحل فاعل، أما الجر فطارئ لدخول حرف الجر الزائد، ولو لم يعمل في اللفظ فلا عمل له في المحل كيلا ينازع الأولى.
وعلى كل فالعمل في اللفظ متحقق سواء أكان الفاعل هنا ضميرا أم اسما ظاهرا.
أما عمله في الاسم الظاهر فالجر، أي ظهور علامة الإعراب المناسبة كالكسرة أو ما ينوب عنها.
وأما عمله في الضمير فهو إبدال ضمير الرفع بضمير الجر، وقولنا ضمير الجر لا يعني أنه مجرور، وهذا هو محل اللبس. ضمير الجر ليس مجرورا بل هو مبني، والجر إعراب أي أثر يظهر على آخر الكلمة، وليس كذلك هنا.
تلخيص المسألة: في أكرم به أننا لو قلنا الهاء ضمير مبني في محل رفع فاعل، فقد أدينا حق العاملين، حق الفعل بقولنا محل رفع، وحق حرف الجر باختيارنا الضمير المناسب.
وقولنا في محل جر غير صحيح لما أسلفنا.
وبالله تعالى التوفيق
ـ[سيف أحمد]ــــــــ[31 - 03 - 2009, 09:50 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
تلخيص المسألة: في أكرم به أننا لو قلنا الهاء ضمير مبني في محل رفع فاعل، فقد أدينا حق العاملين، حق الفعل بقولنا محل رفع، وحق حرف الجر باختيارنا الضمير المناسب.
وقولنا في محل جر غير صحيح لما أسلفنا.
وبالله تعالى التوفيق
جوزيت الخير شيخنا .......
ولكن هذا أمر غير مقنع , فقد تجاهل الإعراب الجر , لماذا , أنا أقصد مالذي يمنعنا نحويا من القول مبني في محل جر أولا ثم في محل رفع أو نصب .....
مالمانع .......
طالما أن هذا هو المفهوم
¥