والآن انتقل إلى أمثلة الطائفة (ب) ولاحظ ما وُضع تحته خط في تلك العبارات ستجد جملة (خلقه كريم) في المثال الأول وجملة (سلوكها فاضل) في الثاني وكلتاهما جملة اسمية مكونة من مبتدأ وخبر .. ولو تأملت وظيفتهما لوجدت كُلاًّ منهما قد وقعت نعتاً لما قبلها وهو الاسم النكرة بحيث يسهل أنْ تحول كلتا الجملتين إلى نعت مفرد فتقول: (يعجبني رجل كريمُ الخلق) (وتعجبني أخت كريمة الخلق) وهذا يرشدك إلى أن الجملة الاسمية قد تقع صفة .. وأن موصوفها لا بد أن يكون نكرة وأنها لا بد أن تشتمل على ضمير يربطها بالموصوف وهو هنا (خلقه وخلقها) وقد لاحظت أنه يطابق الموصوف.
ولو نظرت في الجملتين الأخيرتين من تلك الطائفة (ب) لوجدت جملتين فعليتين قد وُضع تحتهما خط .. وأنه جيء بهما كذلك لنعت النكرة قبلهما .. وأنهما يرتبطان بموصوفهما بضمير مطابق له كما مر .. وهذا يرشدك إلى أن الجملة الفعلية تقع كذلك نعتاً.
وإذا كان منعوت الجملة لا يكون إلا نكرة فالنعت بالجملة إذن يفيد التخصيص أي إزالة الاشتراك في النكرة قبله ..
بقي أن تنظر في المثالين الأخيرين من الطائفة (ب) وتتأمل فيما وُضع تحته خط فسترى أنه أولاً ظرف وهو (فوق شجرة) وثانياً جار ومجرور وهو (في حديقة) وهما كما مر يسميان شبة الجملة - وأن وظيفة كل منهما وقع نعتاً للنكرة التي قبله كالجملة بحيث يسهل عليك أن تقول (أبصرت طائراً واقفاً فوق شجرة) (وسكنت بيتاً واقعاً في حديقة) فهما متعلقان بمحذوف صفة للنكرة عند المحققين.
القاعدة: -
1 - النعت: تابع يُذكر لبيان صفة المنعوت الذي يسبقه ويتبعه في إعرابه - كما يوافقه في تعريفه أو تنكيره- وفي إفراده أو تثنيته أو جمعه - وفي تذكيره أو تأنيثه.
2 - يقع النعت بعد الاسم المعرفة فيوضحه - وبعد الاسم النكرة فيخصصه .. والتوضيح رفع الاشتراك في المعارف - والتخصيص: تقليل العموم في النكرات كما يجيء النعت لبعض الأغراض الأخرى الفرعية فيفيد المدح أو الذم أو الترحم.
3 - يجيء النعتُ مفرداً - وجملة - وشبه جملة.
والجملة إما فعلية - أو اسمية - وشبه الجملة إما ظرف أو جار و مجرور. ويُشترط في المنعوت حينئذ كونه اسماً نكرة.
نماذج معربة: -
أ ـ {سمعنا فتى (1) يذكرهم}
سمعنا: فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بالضمير (نا) وهذا الضمير فاعل مبني على السكون في مكل رفع.
فتى: مفعول به منصوب بفتحة مقدرة على الألف للتعذر.
يذكرهم: مضارع مرفوع بالضمة وفاعله ضمير مستتر جوازاً تقديره (هو) يعود إلى (فتى) .. و (هم) مفعول به مبني على السكون في محل نصب .. (وجملة يذكرهم) صفة للنكرة قبلها وهو (فتى) أي (سمعنا فتى ذاكراً لهم - أي للأصنام.).
ب ـ أعجبني صديق خلقه نبيل:
أعجبني: فعل ماض مبني على الفتح والنون للوقاية والياء مفعول به مبني على السكون في محل نصب.
صديق: فاعل مرفوع بالضمة الظاهرة على آخره.
خلقه: مبتدأ مرفوع بالضمة والضميرُ مضاف إليه مبني على الضم في محل جر.
كريم: خبر المبتدأ مرفوع بالضمة.
وجملة (خلقه كريم) صفة للنكرة قبله وهي (صديق) وهي في محل رفع.
جـ ـ أحببتُ الصديقين الفائزين: -
أحببتُ: فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بتاء الفاعل والتاء فاعل مبني على الضَّم في محل رفع.
الصديقين: مفعول به منصوب بالياء لأنه مثنى.
الفائزين: صفة للصديقين منصوبة بالياء لأنها مثناة.