لكن في شاهدنا , لم يكن سؤال , ولا جواب؟
ـ[عطوان عويضة]ــــــــ[20 - 01 - 2010, 07:02 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
قول أخينا الوليد هو الأقرب والأصوب، وأعني كون (من الخفرات) خبرا لمبتدأ محذوف تقديره هي، ووجه الحالية بعيد معنى وصناعة، لما يلي:
* ليس هذا من باب حذف المبتدأ والخبر، لأن الخبر المحذوف إذا كان كونا عاما وجب حذفه، وصار الظرف أو الجار والمجرور هو الخبر الحقيقي. ولكن المسألة هنا من باب حذف المبتدأ جوازا كقوله تعالى: " من عمل صالحا فلنفسه" أي فعمله لنفسه.
*حذف المبتدأ في هذا التعبير أبلغ من جهة علم المعاني لأنه من الإيجاز البليغ، فكأنه حذف المبتدأ لتعينه أو لادعاء تعينه ففيه من المدح ما لا يوجد في حال التصريح بالمبتدأ.
* هذا التعبير يصل إلى درجة الشيوع في الاستخدام، فلو بحثت في الشعر العربي جاهليه وإسلاميه عن (من الخفرات البيض) لتوفرت على عشرات الأبيات، ومثله: (من القوم الذين ... ) و (من الألى .... ) و (من اللاء ..... ) نحو:
من الخفرات البيض لم تلق ريبة ... ولم يستملها عن تقى الله شاعر ....
من الخفرات البيض ود جليسها ... إذا ما انقضت أحدوثة لو تعيدها .....
من الخفرات البيض لم أر مثلها ... شفاء لذي بث ولا لسقيم ...... ومثله كثير جدا
من اللاء لم يحججن يبغين حسبة ... ولكن ليقتلن البريء المغفلا
من اللاء يشربن النجيع من الكلى ... غريضا ويروى عرهن فينقع .... (يصف الرماح لا النساء)
من اللاء يحفرن تحت الكدى ... ولا يبتغين الدماث السهولا .... (يصف الضباب - جمع ضب -) ..... وغيره كثير
من القوم الذين أقام فيهم ... عداد المجد والعدد اللهام
من القوم الذين لهم أكف ... يبادرها فتنجاب المحول
من القوم الذين لهم قلوب ... بذكر الله عامرة النواحي
وكذلك الشاهد المشهور:
من القوم الرسول الله منهم ... لهم دانت رقاب بني معد.
وهو من شواهد ابن عقيل، وأحسبه معربا في حاشية محيي الدين عبد الحميد رحمه الله.
والله تعالى أعلم.
ـ[عطوان عويضة]ــــــــ[20 - 01 - 2010, 07:05 م]ـ
ذكرت سابقا أخي الطيّب أنّ حذف جزئي الجملة الاسميّة يكون في حالات , منها أن يكون جوابا لسؤال
لكن في شاهدنا , لم يكن سؤال , ولا جواب؟
حياك الله أخي ابن قدامة.
من البلاغة أيضا أن يأتي الكلام جوابا لسؤال متوقع، ولا أظن مثل هذا يخفى عليك.
مودتي وتقديري.
ـ[ناصر الدين الخطيب]ــــــــ[20 - 01 - 2010, 07:18 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
قول أخينا الوليد هو الأقرب والأصوب، وأعني كون (من الخفرات) خبرا لمبتدأ محذوف تقديره هي، ووجه الحالية بعيد معنى وصناعة، لما يلي:
* ليس هذا من باب حذف المبتدأ والخبر، لأن الخبر المحذوف إذا كان كونا عاما وجب حذفه، وصار الظرف أو الجار والمجرور هو الخبر الحقيقي. ولكن المسألة هنا من باب حذف المبتدأ جوازا كقوله تعالى: " من عمل صالحا فلنفسه" أي فعمله لنفسه.
*حذف المبتدأ في هذا التعبير أبلغ من جهة علم المعاني لأنه من الإيجاز البليغ، فكأنه حذف المبتدأ لتعينه أو لادعاء تعينه ففيه من المدح ما لا يوجد في حال التصريح بالمبتدأ.
* هذا التعبير يصل إلى درجة الشيوع في الاستخدام، فلو بحثت في الشعر العربي جاهليه وإسلاميه عن (من الخفرات البيض) لتوفرت على عشرات الأبيات، ومثله: (من القوم الذين ... ) و (من الألى .... ) و (من اللاء ..... ) نحو:
من الخفرات البيض لم تلق ريبة ... ولم يستملها عن تقى الله شاعر ....
من الخفرات البيض ود جليسها ... إذا ما انقضت أحدوثة لو تعيدها .....
من الخفرات البيض لم أر مثلها ... شفاء لذي بث ولا لسقيم ...... ومثله كثير جدا
من اللاء لم يحججن يبغين حسبة ... ولكن ليقتلن البريء المغفلا
من اللاء يشربن النجيع من الكلى ... غريضا ويروى عرهن فينقع .... (يصف الرماح لا النساء)
من اللاء يحفرن تحت الكدى ... ولا يبتغين الدماث السهولا .... (يصف الضباب - جمع ضب -) ..... وغيره كثير
من القوم الذين أقام فيهم ... عداد المجد والعدد اللهام
من القوم الذين لهم أكف ... يبادرها فتنجاب المحول
من القوم الذين لهم قلوب ... بذكر الله عامرة النواحي
وكذلك الشاهد المشهور:
من القوم الرسول الله منهم ... لهم دانت رقاب بني معد.
وهو من شواهد ابن عقيل، وأحسبه معربا في حاشية محيي الدين عبد الحميد رحمه الله.
والله تعالى أعلم.
جميل , ورائع , يا معلّمي الجليل
كلامك هنا أبرد على القلب من الماء على الظمأ
طبت وطاب مسعاك , ودام عطاؤك
ولا زلت نافعا
ـ[عطوان عويضة]ــــــــ[20 - 01 - 2010, 07:38 م]ـ
جميل , ورائع , يا معلّمي الجليل
كلامك هنا أبرد على القلب من الماء على الظمأ
طبت وطاب مسعاك , ودام عطاؤك
ولا زلت نافعا
أخي الحبيب، بل هذا الأدب الجم والخلق النبيل سمة من سمات أهل العلم.
أنا دون ما تسمني به أخي الكريم، ولكنه التواضع منك.
بارك الله لي ولك، ونفع بي وبك، وهداني وإياك لما فيه خير الدارين.
¥